عد مجلس محافظة بغداد، اليوم الأحد، أن بعض قيادات الأجهزة الأمنية "لا يفهمون حجم التحدي الأمني" الذي يمر به البلد، ويعدون قتل المدنيين ورمي جثثهم "جرائم بسيطة"، داعيا إياهم إلى تفعيل الجهد "الاستخباري البشري"، وفيما أكد أن تنظيم القاعدة بدأ يستخدم الأساليب القديمة في استهداف المدنيين من مكون معين "لإعادة الفتنة الطائفية"، لفت إلى الوضع الأمني في البلاد يتجه نحو "الأسوأ".
وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، سعد المطلبي إن "القاعدة بدأت مرة أخرى تستعمل الأسلوب القديم نفسه لمحاولة خلق فتنة طائفية بين أبناء المجتمع في بغداد على وجه الخصوص وبعض المحافظات الأخرى، فترى في المناطق الشيعية يقتل السني والمناطق السنية يقتل الشيعي، وهذه العملية تريد خلق حالة من التنافر الاجتماعي، لكي تستطيع القاعدة تجند المغررين والمجانيين مرة أخرى في الحرب الطائفية"، داعيا قيادات الأجهزة الأمنية إلى "وضع كل إمكانياتها بجانب القدرة الاستخبارية وتوسيعها للوصول إلى المعلومة مباشرة من المواطن وإزالة الجدار بين المواطن والأجهزة الأمنية".
وتابع المطلبي أن "بعض القيادات العسكرية والأمنية لا يفهمون حجم التحدي وهم بذلك يخلقون مشكلة، عن طريق تصورهم أن هذه الجرائم عمليات بسيطة تحدث هنا وهناك، وهي بالفعل كذلك ولكن نتائجها وخيمة إذا ما اعادت عملية تهجير المواطنين وخلق التنافر الاجتماعي مرة أخرى فأن كل أجهزتنا الامنية لن يكون باستطاعتها حل المشكلة".
ولفت المطلبي إلى أن "ما حصل في الطارمية من قتل للأبرياء ورمي جثثهم كان واضحا،أن مجموعة إرهابية اختطفت المواطنين بشاحنة عادية نوع بيك أب لم تكن تابعة للدولة ولكنهم يرتدون زيا عسكريا"، مشيرا الى ان " هذا الامر يؤكد أن القاعدة بدأت تستخدم الأسلوب القديم نفسه الذي كانت تستخدمه عام 2005".
ولفت المطلبي إلى أن "هذا النوع من الإرهاب، الذي يستهدف المواطنين، يحتاج إلى تفعيل الجهد الاستخباري البشري الذي من الممكن أن يحد من تلك العمليات ولا يحتاج تقنيات عالية أو بالونات مراقبة"، مشددا أن "قضية رمي اللوم على جهة لإغراض سياسية هو أسلوب قديم مثل أساليب القاعدة، وعلينا كمواطنين وسياسيين إيجاد الآليات المناسبة الممكن تطبيقها ضمن أفضل طريقة".
من جهته قال رئيس هيئة الخدمات في مجلس محافظة بغداد، علي جاسم، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الإرهاب لا يعرف هوية، وهذه الجرائم النكراء التي ترتكب بحق البلد تدفع بها أجندات خارجية من أجل عدم استقرار العراق، ويدفع ثمنه المواطن والبلد"، داعيا الجميع إلى "العمل كفريق واحد والابتعاد عن التقاطعات".
وأكد جاسم أن "الوضع الأمني في البلد ينحدر منذ سنتين بشكل سيء جدا، وإذا هناك قيادات مقصرة فيجب إبعادها واستبدالها بقيادات جديدة"، لافتا إلى أن "الجميع اليوم يتحمل ما يحصل، وبالتالي فأن ما يحصل في البلد يتحاج إلى وقفة حقيقة من قبل الأجهزة الأمنية".
وكانت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أكدت في (29 من تشرين الثاني 2013)، أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي "كان على علم بحركة الميلشيات"، مشيرة إلى أن عناصر من القوات المسلحة هي من قامت بـ"قتل المدنيين ورمي جثثهم"، وفيما طالبت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية "بالتدخل لوقف نزيف الدم العراقي"، أعربت عن استغرابها من تدخل الحكومة لحل "الخلافات الدولية، في وقت تعجز عن بسط الأمن في بلادها".
وشهدت مناطق متفرقة من بغداد، خلال الأيام القليلة الماضية العثور على عدد من الجثث مجهولة الهوية ، كان آخرها أمس الجمعة، حيث عثرت قوة امنية، على 16 جثة من أهالي منطقة الطارمية شمالي بغداد، كانوا قد اختطفوا أول أمس الخميس، على يد مسلحين مجهولون الهوية، يرتدون زيا عسكريا في المنطقة نفسها.
https://telegram.me/buratha
