تقرير:علاء كاظم العقابي
قبل سقوط الغيث وقبل ان تبدأ العاصفة ارتسمت في شوارع العاصمة بغداد صور تعبر عن الخوف والحذر والترقب من زخات قد تؤدي الى غرق منازلهم وتهجرهم منها.. انها الزخات المتوقع هطولها اليوم وغدا، أرعبت البغداديين والعراقيين جميعا فغيرت ملامح شوارع العاصمة، واستبق المواطنون المطر ليحملوا مظلات قبل سقوطه ويرتدون احذية تلائم الاجواء الماطرة، فيما فضل اخرون عدم الخروج بسياراتهم الخاصة كي لا يضطروا على تركها غارقه في الشوارع، كما حصل قبل ايام.
وارتسمت صور أخرى وهي فرش الأغطية البلاستيكية على سطوح المنازل وعمل سدود صغيرة امام الدور التي تقع على مستوى الشارع او دون ذلك، ويأتي هذا التأهب والحذر الى الايام المأساوية التي عاشها البغداديون في الاسبوع الماضي بسبب مياه الامطار التي ادت الى غرق اغلب منازلهم وشوارعهم، والتي اضطرت بعض العوائل على هجر منازلها الغارقه بمياه الامطار الممزوجة بمياه المجاري الاسنة.
وتزايدت مخاوف العراقيين بعد ان اكدت الهيئة العامة للانواء الجوية والرصد الزلزالي التوقعات بهطول امطار غزيرة وعواصف رعدية ابتداء من اليوم الاثنين.
وكان مرصد أمريكي للأنواء الجوية قد حذر أيضا من إمطار فيضانيه ستضرب وسط وجنوبي العراق من اليوم الاثنين 18-11 لغاية يوم الخميس 21-11 . وتناقلت هذه الانباء وسائل الاعلام والتطبيقات في الهواتف الذكية مما زاد من مخاوف المواطنين.
المواطن له دور كبير في الأخذ بزمام الأمور في تصريف مياه الإمطار وانقاذ المناطق التي تعرضت الى الغرق، حيث قام مجموعة من الشباب المتطوعين بفتح فوهات شبكات تصريف مياه الامطار وقامت ايضا بوضح حلول مؤقتة للطرق التي غرقت مما جسد نوعا من روح التعاون والألفة فيما بين ابناء الشعب لتجاوز المحن، وهذا الأمر معروف به ابناء العراق عند تعرضه الى إي محنة.
لكن امانة بغداد لها رأي اخر في ذلك، وبرر وكيل امانة بغداد نعيم عبعوب غرق بغداد بتقصير من قبل المواطنين!.
وقد حمل عبعوب المواطنين مسؤولية غرق العاصمة من خلال تسببهم باغلاق فتحات تصريف مياه الامطار، مؤكدا "لا نتحمل وحدنا المسؤولية خصوصا ان هناك صراعا سياسيا انعكس على تقديم الخدمات".
وكانت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات قد شهدت هطولا للإمطار شبه مستمر في الاسبوع الماضي وتجمعت مياه الإمطار مكونة بركا ومسطحات مائية كبيرة في اغلب شوارع العاصمة، أدت إلى اختفاء الجزرات الوسطية والأرصفة وشلت حركة سير العجلات والمارة".
فيما شهدت ازمة المياه نشوب ازمات اخرى على اثرها بين امانة بغداد المسؤول الاول عن الخدمات في العاصمة وبين المحافظة، وتبادلا الاتهامات حول الازمة.
وكانت أمانة بغداد قد حذرت محافظ بغداد [علي التميمي] من مغبة الاستمرار بنهجه ومواقفه العدائية ضدها، مؤكدةً ان اغلب تصريحاته تفتقر الى المهنية والموضوعية ولا تليق بالموقع الذي يشغله وترمي الى تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية، وجاء تحذير الامانة بعد ان حمل التميمي امانة بغداد مسؤولية أزمةِ الفيضانات التي ضربت العاصمة بغداد وأضرت بالقاطع الشرقي منها، مبينا إن هناك تقصيراً كبيراً في انجاز مشروع الخنساء المَعْنِي بتصريفِ مياه الامطار الذي كان لابد أن ينتهي منذ عام الفين واحدَ عشر، ويحتاجُ حالياً الى عامين اضافيين من اجل اتمامه، مشيرا الى وجودِ تلكؤ وفسادٍ في هذا المشروع، محذرا من أن عدمَ اكتمالِه سيجعلُ مناطقَ شرق بغداد مهددة بالغرق.
فيما قالت رئيسة لجنة الخدمات النيابية، فيان دخيل، إن "أمين بغداد وكالة عبد الحسين المرشدي رجل ليس بالمكان الصحيح وهو في منصبه كشكل فقط"، مشيرة إلى إن "محافظة بغداد استنفرت جميع جهودها وأنقذت العاصمة من الغرق على الرغم ان عملها يقتصر على الإطراف فقط".
وعلى اثر الازمة برزت احتياجات جديدة لدى المواطن الا وهي [الجزم] اذ شهدت أسواق جانب الرصافة من العاصمة بغداد وخاصة شرقي العاصمة رواجا كبيرا وملفتا للنظر لشراء الأحذية الطويلة المسماة بـ[الجزمة] نتيجة سقوط الامطار والتوقعات الأخيرة لهطولها بكميات كبيرة اذ وصل سعر الواحدة منها الى [10]الاف دينار في حين كان قبل الازمة اقل بكثير".
مواطنون عبروا عن استيائهم من الاجراءات الروتينة والبطيئة في تصريف المياه، مما ادى الى خروج العديد منهم في جانب الرصافة بتظهرات واعتصامات مطالبة بفك ازمة مياه الامطار خصوصا في مناطق الشعب، وحي اور، والطالبية، والحبيبية".
من جانبه اكد مدير اعلام امانة بغداد حكيم عبد الزهرة لوكالة كل العراق [اين] ان الامانة تعمل على تصريف المياه، مبينا ان هناك عدة مشاكل واجهتنا في جانب الرصافة خصوصا في بلدية الشعب، عازيا استمرار ازمة المياه الى عدم اكمال المشاريع المهمة الثلاث لشبكات الصرف الصحي، وذلك بسبب التجاوز على المناطق ببناء مساكن على طريق احد المشاريع في الفضيلية شرقي بغداد".
ومع استمرار المهاترات وتصريحات المسؤولين يبقى المواطن يغرق مع اول زخة لتجبره على الخروج من منزله للبحث على ملاذ آمن بعيدا عن مياه الامطار.
واليوم ننظر بعين الرقيب للايام المقبلة وما ستحملها من غيوم وامطار وكيف سيتلقفها المواطن وسط عجز المسؤول ؟. انتهى
https://telegram.me/buratha
