الأخبار

14 ساعة واجب لعناصر سيطرات بغداد بسبب «الفضائيين» وضباط «ينتقمون» من الجنود بعد وقوع التفجيرات


رسم ضباط كبار في جهازي الشرطة وشؤون الداخلية صورة قاتمة للأوضاع الداخلية للأجهزة الأمنية، تكشف عن خلافات شخصية تصل درجة الانتقام بين الضباط والجنود تكلف الأمن العراقي الكثير.

وفي وقت يؤكد الضباط تأثير "الفساد في ملفي التغذية والجنود الفضائيين"، على بقية الجنود، يشيرون إلى أن "عمل نقاط التفتيش يشهد إهمالا واضحاً من قبل بعض الجنود".

وقال ضابط في الشرطة الاتحادية، ، إن "الجهات الامنية تحاسب السيطرة التي تقصر في اداء واجبها بعد حصول اي انهيار امني، لكن المشكلة تكمن في طريقة والية المحاسبة".

وأضاف، "الضابط يعاقب الجندي بطريقة السجن او النقل او محاولة ايذائه بالطريقة التي كانت متبعة في نظام الجيش السابق، في حين هناك طرق اخرى يمكن اتباعها بحق المخالف او المقصر بطريقة مهنية لا انتقامية".

ويؤكد أن "هذا يؤدي إلى خلافات شخصية بين عناصر الجيش تشتت تركيزهم".

ومضى الضابط إلى القول، "تبدأ الأزمة في داخل صفوف الجيش بعد تمكن الجماعات الارهابية من اختراق السيطرات وتفجير السيارات لا سيما في المناطق المغلقة المنافذ مثل السيدية او مدينة الصدر والشعلة والغزالية والاعلام وابو غريب وغيرها".

وتابع، "عندما تتم معاقبة امر القاطع المشرف على الاداء الامني في تلك المنطقة، تثور ثائرته ليفرغ اثار عقابه بالجنود الذين لم يتلقوا تدريبات مكتملة او صحيحة، والذين يتم اطالة واجباتهم بسبب الفضائيين، والذين لم يتسلحوا بطريقة صحيحة، وهم ذاتهم غير مقتنعين بجهاز كاشف المتفجرات الذي يجبرون على استخدامه في المنافذ".

وأشار أيضاً إلى أن "بعض الاحيان يقوم الضابط بمعاقبة بعض من جنوده بسبب عدم تواجدهم في الواجب او تركهم السلاح، فيقرر نقلهم على اقل تقدير ان لم يقم باعتقالهم وسجنهم لفترة حسب القانون الذي يطبق بانتقائية عجيبة"، على حد تعبير الضابط.

في المقابل، تحدث ضابط اخر يعمل في دائرة شؤون الداخلية، برتبة عقيد، لـ"العالم"، عن اجراءات رقابية يقوم بها ضباط في الجهاز في محاولة للحد من أخطاء العمل الأمني في السيطرات، لكن هذه الجهود تصطدم بواقع أمني عصيب، بسبب وجود تقصير وفساد في بعض الأحيان.

وقال الضابط، "نقوم بجولات تفقدية للسيطرات والمرابطات ومعظم نقاط التفتيش في العاصمة بغداد، ونجد عدم التزام من قبل الجنود في كثير من الاحيان، بسبب انشغالهم بالهواتف النقالة، او الحديث الجانبي مع اصحاب المركبات ما يسبب اختناقات مرورية تنعكس على امنهم وامن المواطن".

وكشف الضابط عن "حالات فردية لبعض الجنود والمراتب الدنيا المتعاونين مع الجماعات الارهابية، وثبت بالدليل القاطع اتصالهم بعناصرها، وتم اعتقال بعضهم بالجرم المشهود".

وقال، "في الاشهر الثلاثة الماضية تم ايقاف 3 ضباط برتب مختلفة كانوا متورطين بتمرير سيارات مفخخة الى بعض المناطق".

وفي هذا السياق اكد الضابط أن "تردي اداء الجنود يعود الى التسليح والمواد اللوجستية المتمثلة بالتغذية التي يتم استقطاع جزء من مرتبات عناصر الاجهزة الأمنية لإيصالها لهم".

وتابع الضابط، "هناك ملاحظات على عملية توزيع الأغذية، حيث ينتفع منها بعض المتنفذين في وزارة الداخلية بالحصول على عقود الطعام، يقومون بتحضيره بطريقة سيئة لا تعجب الجنود في الغالب".

وقال، "في معظم الاحيان تتأخر وجبات الطعام عنهم او حتى لا تأتي (...) الجندي يشعر بالغبن، وبما ان معظمهم غير متعلم ولا يحمل الوعي الامني، فإنه يقوم بالانتقام من هذا الوضع بإهمال واجباته".

وفي سياق متصل، أكد الضابط "اعتقال بعض الجنود لتركهم واجباتهم، كما نفذت عمليات تفتيش مفاجئة في بعض الاحيان برفقة الضباط المعنيين او امراء القواطع لكشف اداء الجنود ووضع اليد على الخلل الذي يمنع الجنود من تأدية واجبهم".

وفي ملف الجنود الوهميين الذين يعرفون باسم الفضائيين، أكد الضابط أنهم "يشكلون خطراً كبيراً لا يمكن معالجته بالوقت الحاضر، وهو يؤثر بطريقة غير مباشرة على الجنود اذ ان وجود فضائيين اثنين في كل سيطرة مثلا يلقي بثقله على بقية الجنود المتواجدين الذين يضطرون الى تقاسم ساعات واجبات الجنود الوهميين".

وقال الضابط، "في بعض السيطرات يصل واجب الجندي الى 14 ساعة، ما يؤدي الى ارهاقه، وبالتالي كرهه لواجبه الذي يكلفنا الكثير".

ولم يكن الفضائيون المشكلة الوحيدة في اداء الاجهزة الأمنية، فبحسب الضابط الذي تحدثت معه "العالم"، فإن ما وصفه بـ"التعليمات الغريبة" تربك العمل الأمني وتكشف عن حقائق مؤلمة عن تسليح الجيش وطبيعة إدارة الملف الأمني.

وضرب الضابط مثالاً، "حين نشر ضباط في الجيش مدرعات عدة في أحد شوارع بغداد الرئيسة، وفي كل مدرعة 3 الى 6 اطلاقات فقط، وتم اصدار اوامر للجنود بعدم استخدام هذه الطلقات والاعتماد على الكلاشنكوف فقط في حال تعرضهم الى هجوم ما، دون ان يبينوا للجنود السبب من عدم استخدام الاطلاقات".

وقال، "هذه الأوامر دفعت الجنود الى ابلاغ ضباط الشؤون بوجود متواطئين مع الارهابيين واتهام ضباطهم بالأمر لانهم اصدروا اوامر بعدم استخدام الاطلاقات، لكن بعد التحري عن الموضوع تبين ان مخازن القوات لا تحتوي على طلقات اضافية ليتم تزويدهم بها لذلك يجب المحافظة على هذه الاطلاقات".

واكد مسؤول رفيع في وزارة الدفاع، لـ"العالم"، أن ضباطا في الجيش يقومون بعمليات رقابية مختلفة للحد من ظاهرة التسيب أثناء الواجب.

وقال المسؤول، "اتجول بسيارتي الشخصية عبر نقاط التفتيش، واعلم ان مروري بأول سيطرة سيجعل جميع نقاط التفتيش التابعة للفوج تعلم بعملية التجول التي اقوم بها، وذلك عن طريق تخابر الجنود فيما بينهم".

وأضاف، "اجد بعض نقاط التفتيش التي يفترض ان تشهد انسيابية سير في غير ساعات الذروة، مزدحمة بشكل غريب، وارى الجنود يفتشون معظم المركبات المارة، وذلك لأنهم يعلمون أنني أقف في طابور السيارات التي يفتشونها".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ماطن
2013-11-10
يتبع فجرا عند السيطرة ليعبروا السيطرة عند السادسة وكلنا اصحاب عمل كادحين نغادر بيوتنا في الحسينية وبوب الشام عند الرابعة والنصف لنصل السيطرة الساعة الخامسة ولكن ما يفعله هذا الضابط بنا يبقينا الى السادسة واما من يخرج من بيته عند السادسة فلا يتامل الذهاب الى بغداد الا اذا عاد هذا الاسد الى عرينه ليكسب عرق جبينه يا قيادة عمليات بغداد هل تعلمون بهذا يا وزارة الداخلية هل تعلمون بهذا يا وزارة الدفاع هل تعلمون بهذا يا دولة الرئيس هل تعلم ما يفعل بالناس البسطاء هنا في هذه السيطرة نريد حلا نريد ح
مواطن
2013-11-10
اسرد لكم حالة تحصل يوميا في سيطرة الشعب وكلكم تعلمون كم من الناس تمر منها كم محافظة اضافة الى منطقة الحسينية التي وحدها اكبر من محافظة يرفع حظر التجوال الساعة 5 صباحا لكن هناك ضابط شرطة يظن نفسه هتلر او رومل يتاخر لفتح السيطرة ما لايقل عن مرور 20 دقيقة والناس متجمعة من هم هم الكادحون الذين يخرجون فجرا بعد فتح السيطرة يفتح ممرا واحدا ويوجه الممر للتفتيش الجميع دون استثناء تستغرق العملية ما لايقل عن ساعة ونحن لانبعد سوى 100متر عن السيطرة ويبقى يتفرج على هموم الناس الواقفين من قبل الخامسة...يتبع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك