وصف النائب المستقل حسن العلوي البيان الذي أصدره السيد جعفر الصدر بشان تهجم رئيس الوزراء نوري المالكي على مقتدى الصدر بأنه "حاصر الشرعية الشيعية للمالكي، وركنها في زاوية حرجة، وسيبدو الخروج منها أصعب من الخروج من السلطة".
وقال العلوي في بيان له اليوم "لقد أحدث ظهور نجل الزعيم الإسلامي محمد باقر الصدر - صاحب مشروع الدولة الإسلامية قبل ظهورها في إيران - ارتباكا في ميزان القوى السياسية، وسينجم عنه تطور لاحق قد يرسم خارطة مستقبل تبدو معها أيامنا الدامية حكاية أغلق التاريخ ابوابها".
وأصاف "لعل ظهور جعفر الصدر وبهذه القوة بعد اعتكاف طويل منذ استقالته من مجلس النواب بعد انتخابه في الدورة الحالية هو المفاجأة التي ستصنع معها صدمة التغيير الذي لم يكن متوقعا له قبل هذا اليوم أن يكون ميسورا بهذه السهولة".
وتابع "لقد كانت إطلالة جعفر الصدر تبدو غير عادية حتى في الديكور الشخصي، وهو يقدم للسياسة الدينية الحاكمة نمطا عصريا سواء في تمدن الصورة أم في تمدن البيان - الذي انتقد فيه بلغة عراقية أقرب الى المخيلة البغدادية منها الى اللغة الدبلوماسية المائعة والمكذوبة - بيانا تشهيريا صادرا عن مكتب رئيس الوزراء ضد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر".
واضاف العلوي "وفي معايير دينية، فقد حاصر جعفر الصدر الشرعية الشيعية لرئيس الوزراء وركنها في زاوية حرجة سيبدو الخروج منها أصعب من الخروج من السلطة".
وبين أنه "بمفهوم اكثر وضوحا، فصاحب هذا البيان ليس سياسيا مخضرما مثل كاتب السطور عاش الدهور السياسية في ستين عاما وعلقت به تضاريس المراحل فيرفع عقيرته [صانع الكبة] وموزعها في لندن ليقول له أنك صانع صدام حسين وراسم ملامحه السياسية، وليس جعفر الصدر وزيرا أو عضوا في الطبقة السياسية ليمكن طعنه بصفقة سكر أو بحفنة شاي، ولا هو سياسي قادم من القصور الملكية ولا خارج من العصور الناصرية حتى يعاب عليه بما تحمل السلطة من أوزار".
وأكد أنه كابن عمه السيد مقتدى الصدر "سليل الأرستقراطية العلوية ونسيل الدماء الشيعية لكنه لم يرفع شعار الثأر وإنما رفع بيضاء التسامح راية وشعارا ولافتة، فكأنه - وقد فعل - قد قطع الطريق على هؤلاء الذين امتطوا صهوات السلطة وشعارهم الثأر لأبيه وعمه، فإذا بهم يتجرأون على المساس بحرمة هذه العائلة التي من دمائها تشرب الطبقة السياسية أنخاب التسلط والانتفاع".
وأوضح العلوي ان "صورة الانتخابات القادمة تبدو واضحة النتائج والإتجاه وأسماء الرجال القادمين ليقيموا دولة ويوحدوا شعبا ويبنوا علاقة عصرية ومفهوما متمدنا لمعنى السلطة، ولأول مرة منذ ثورة العشرين يتهيأ لحركة اسلامية هي التي يقودها الصدريون الآن أن تقدم مشروعا مدنيا يقوم على الانتخاب الحر النزيه وعلى أسس صادقة لوحدة العراق وشعبه، وأنا أعاهدكم اذا امتد بنا العمر سنة اخرى سيستطيع الطفل فيها أن يسافر من الموصل الى البصرة دون أن يرعبه صوت ديناميت المسلحين أو صورة المختطفين".
وأشار الى إن "العراق مقبل على السلم الأهلي، وستعود المقاهي المهاجرة الى شارع الرشيد والأدمغة المسافرة الى جامعة بغداد، وستفتح من جديد عيادات الأطباء الاختصاصيين وستذهب العوائل في ربيعها القادم لزيارة [سلمان باك]، وستفتح السجون ليخرج منها الأحرار، ويدخلها سارقو غذاء الفقراء والكتب المدرسية وحتى طباشير اللوحة السوداء".
وأكد ان "تحولاً لم يكن أكثر المتفائلين تقديرا لتحقيقه في سنوات قادمة قد انجز في بيان جعفر الصدر، إنه يشبه قرار محكمة يصدره قاض من قضاة الإسلام الأول أو من قضاة أوربا الحديثة".
وكان عضو مجلس النواب المستقيل السيد جعفر محمد باقر الصدر وصف لهجة بيان مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي الذي هاجم فيه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بالوقاحة الموجهة لشخصية عراقية وطنية يعد المس بها والنيل منها اساءة للعراق ولآل الصدر العائلة التي لها مكانتها ومواقفها الوطنية والانسانية.
وقال جعفر الصدر بحسب بيان تلقت وكالة انباء براثا نسخة منه ان "كيل الاتهامات يحتاج الى دليل الى جانب الادعاءات الباطلة التي لا تخفى على احد"، مبينا ان "تصرف مكتب رئيس الوزراء يشير الى الجهل الشديد بقواعد الخطاب الرسمي وغير الرسمي بين الدولة والمواطن"، واصفا اياه بأنه "لا يمت للحقيقة بصلة ولا للواقع ولا لخطاب الوفاء لمن كان أهلا لرد الفضل والجميل، خاصة وان المتنفذين بالحكم وصلوا اليه برفعهم شعار الانتماء لعائلة آل الصدر ومواقفها عنوانا لمواقفهم في مناسبات عديدة"،
مشددا على ان "اللعب على وتر تأجيج الفتن والنعرات في الوقت الذي يقود مقتدى الصدر راية الوحدة والتضامن لهو مما يدل على افلاس كاتب البيان"، محذرا "من استفزاز مشاعر العراقيين الشرفاء من هكذا مغامرات، وايضا من غضبتهم ازاء موقف كالذي جاء به البيان القبيح"، معربا عن أمله من رئيس الوزراء مراجعة موقف مكتبه و"تصحيح هذا الخطأ الجسيم والمظنون انه صدر دون علمه".
https://telegram.me/buratha
