استغرب صحافي في أبناء ذي قار، اليوم الخميس، لجوء رئيس فرع نقابة الصحفيين العراقيين بالمحافظة، إلى القضاء و"الكوامة" العشائرية ضده، لانتقاده في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس لوك)، نتيجة الأخطاء الإملائية "الفادحة" التي ارتكبها في بيان أصدره، في حين رفض رئيس فرع النقابة التعليق على الموضوع، عاداً أن من "حق" أشقاءه وعشيرته أن "يتصرفوا بما يرونه مناسباً" بشأن الموضوع.
وقال مراسل وكالة (أصوات العراق) في ذي قار، الصحافي وسام طاهر، في حديث إلى (المدى برس)، إن "قاضي التحقيق استدعاني، صباح اليوم، على خلفية دعوى قضائية رفعها ضدي رئيس نقابة الصحفيين في المحافظة، كاظم العبيدي"، مشيراً إلى أن "القاضي قرر الإفراج عني بكفالة ضامنة قيمتها خمسة ملايين دينار".
وأضاف طاهر، أن "القضية تتعلق بانتقادي بيان صحافي صادر من فرع النقابة الصحفيين في ذي قار، يتألف من سبعة أسطر، ويتضمن تسعة أخطاء إملائية"، مبيناً أن ذلك "أغضبني ودفعني لكتابة انتقاد على صفحتي الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، أي أنه لم يكن في صفحة رئيس فرع النقابة أو صفحة عامة".
وأوضح المراسل، لقد "كتبت في تعليقي أنه ليس من المعقول ألا يجيد ممثل نقابة الصحفيين كتابة خبر صحافي بصورة صحيحة"، واعتبرت أن ذلك "جرماً بحق الصحافة لأن من غير اللائق أن يقع من يمثل الصحافيين بمثل ذلك الكم الكبير من الأخطاء".
وتابع طاهر، أن "تعليقي تضمن دعوة إلى القائمين على فرع النقابة، للانتباه لمثل تلك الأخطاء الإملائية المعيبة"، مستدركاً "لكن رئيس فرع النقابة بدلاً من أن يقوم بتصحيح أخطاءه الإملائية لجأ إلى عشيرتي واستخدم اسلوب الكوامة العشائرية وإقامة دعوة ضدي أمام قاضي التحقيق في محكمة الناصرية".
ومن جانبه رفض رئيس نقابة الصحفيين فرع ذي قار، كاظم العبيدي، التعليق على الموضوع.
وقال العبيدي، في اتصال هاتفي مع (المدى برس)، "لم أقم برفع دعوى وليس لدي أي تصريح صحافي"، عاداً أن من "حق أشقائي وعشيرتي أن يتصرفوا بما يرونه مناسباً بشأن الموضوع".
وكان العشرات من صحافيي محافظة ذي قار، نظموا في (الـ18 من كانون الأول 2012 المنصرم)، احتجاجا أمام مقر فرع نقابة الصحفيين العراقيين في ذي قار، حاملين لافتات تطالب نقابة الصحفيين بتطهير النقابة من "مظاهر الفساد"، والحد من ظاهرة المتاجرة بهوية النقابة والالتزام بضوابط العضوية وعدم منحها لـ"غير مستحقيها" من العاملين في مهن أخرى لا تمت للعمل الصحافي بصلة.
ويمكن تعريف (الكوامة) بأنها أحد أساليب "الإنذار الاجتماعي"، التي انتعشت في العراق بعد سقوط النظام السابق نتيجة ضعف الدولة، ويعده كثيرون من الأفعال "الشائنة" التي لا يجوز للعشيرة استخدامه للحصول على تعويض ما نتيجة ما لحقها من أذى.
https://telegram.me/buratha
