تاتي زيارة رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان الى أنقرة في وقت تشهد فيه علاقات أربيل مع تركيا أوج مراحلها، لكن أيضا في وقت بدأت فيه بغداد جهودها المتوددة لتركيا واصلاح العلاقات المتوترة بينهما، حسب ما قالت صحيفة روداو الكردية.
وقالت الصحيفة الصادرة في أربيل إن نجيرفان بارزاني اجتمع في انقرة بنظيره التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو. وقالت مصادر لروداو ان الوفد الكردي اجرى محادثات مع مسؤولين اتراك كبار بشان الطاقة والاقتصاد والتجارة والعلاقات الديبلوماسية والاوضاع في سورية وعملية السلام التي تديرها أنقرة مع الاكراد.
الدكتور عثمان علي، استاذ في جامعة صلاح الدين وخبير بالسياسة التركية، يعتقد ان زيارة بارزاني هذه مهمة في سياقها التاريخي.
وقال عثمان "قبل مجيء حزب اردوغان، حزب العدالة والتنمية، الى السلطة، ابرمت بغداد وانقرة 27 اتفاقية و34 برتوكولا للعمل معا لقمع تطلعات الاكراد الوطنية ونفذ الجيش التركي 87 عملية عسكرية في منطقة كردستان."
وقالت الصحيفة ان الوفد الكردي الى انقرة يضم مسؤولين عديدين، من بينهم وزير الموارد الطبيعية اشتي هورامي. واعلن هورامي عن خطط لانشاء انبوب جديد يربط غاز كردستان ونفطها بتركيا والسوق العالمية.
ويعتقد عثمان ان زيارة بارزاني هذه تكتسب اهمية خاصة في ضوء تزايد التقارب بين انقرة وبغداد.
وقال "لا اعتقد ان تقارب بغداد ـ أنقرة سيكون له اثر سلبي على علاقات أربيل ـ أنقرة، لكن زيارة بارزاني كانت حاسمة لتامين العلاقات الثنائية الكردية ـ التركية".
ورأى عثمان أن "تركيا تريد ان تصل استثماراتها الى 50 مليارا في كردستان في السنوات العشر المقبلة".
وتقول الصحيفة ان الاكراد ينقسمون بشدة بشان تركيا وايران والعراق وسورية منذ سقوط الامبراطورية العثمانية في العام 1919. وتاريخيا، عملت حكومات هذه البلدان معا على ضمان بقاء قوة الاكراد وتطلعاتهم في حكم انفسهم مخنوقة.
وعن سبب توجيه اردوغان دعوة الى رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، قال عثمان انها جاءت بسبب الحرب في سورية. ويعتقد عثمان ان "اردوغان يشعر لوحده الان، بخاصة بعد ان رفضت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات عسكرية ضد دمشق. والان، تحتاج تركيا الى اجراء تحويل في سياستها وان تصنع لها اصدقاء في المنطقة."
وحسب ما يرى عثمان ان الاقتصاد والاستثمار هما العاملان الاخران اللذان يدفعان اردوغان تجاه بغداد. وقال ان الاستثمارات التركية في العراق تقلصت بنحو كبير بسبب تردي العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. واضاف ان "تركيا تريد الحفاظ على توازن في مصالحها في كردستان والعراق".
وقالت الصحيفة انه في عهد حكم اردوغان، بدأت انقرة مفاوضات سلام مع البه كه كه، حزب العمال الكردستاني، من اجل انهاء ثلاثة عقود من الصراع في تركيا. وفي 30 من ايلول الماضي، اعلن اردوغان حزمة اصلاحات لمعالجة المسالة الكردية من قبيل توسيع الحقوق الثقافية، والتعليم بالكردية بمدارس خاصة، واجراء الحملات الانتخابية باللغة الام وخفض العتبة الانتخابية للمقاعد البرلمانية.
وراى عثمان ان "على تركيا، كي تصبح قوة اقليمية، ان تحل القضية الكردية وتركيا الان تعمل من هذه الزاوية"، مضيفا ان تلبية كل مطالب الاكراد يتطلب وقتا من انقرة بسبب الرأي العام والقوى القومية المتطرفة في تركيا.
ولاحظ عثمان ايضا ان العلاقات بين رئيس الوزراء الكردي نيجرفان بارزاني ووزير الخارجية التركي أحمد أوغلو قوية جدا، بسبب دور بارزاني بوصفه وسيطا بين البه كه كه وانقرة في عملية السلام. وتوقع ان يواصل بارزاني دوره كوسيط، واعرب عن اعتقاده ان انقرة في حاجة الى هذا.
https://telegram.me/buratha
