قال بيان مشترك بعد اجتماع بين الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن الولايات المتحدة والعراق اتفقا يوم الجمعة على الحاجة الماسة الى إمداد القوات العراقية بعتاد إضافي لمكافحة تنظيم القاعدة في الأجزاء النائية من العراق.
وجاء في البيان “أكد الوفد العراقي رغبته في شراء عتاد أمريكي كوسيلة لتعزيز العلاقات … مع الولايات المتحدة على المدى الطويل وأكد التزامه الصارم بالقوانين والقواعد الامريكية المنظمة لاستخدام هذا العتاد.”
ووفقا لهذا البيان فان العراق سيبقى مفتقرا الى المروحيات الهجومية (الاباتشي) التي يسعى المالكي الى اقناع الادارة الاميركية بتزويد العراق بها لمكافحة الارهاب ، مقابل تعزيز الولايات المتحدة التعاون الاستخباري القائم وتقديم النصائح الامنية.
كما اكد باراك اوباما بعد اجتماعه بالمالكي انه “شجع على الاسراع في اقرار قانون للانتخابات في العراق مؤكدا ضرورة اجرائها في موعدها المقرر.
و قال اوباما انه “بين لرئيس الوزراء الزائر ضرورة ان يشعر السنة والشيعة والاكراد ان لهم صوتا في الحكومة العراقية وان يدرك الجميع ان التباينات يمكن حلها بالتفاهم والسياسة دون اللجوء الى العنف”.
من ناحيته شدد المالكي بعد اللقاء على اولوية محاربة القاعدة والارهاب في المنطقة وذكر انه “بحث هذا الامر مع الرئيس الاميركي باستفاضة “، مشيرا الى ان “هناك اتجاها قويا لاجراء الانتخابات في موعدها المقرر في العراق”.
في غضون ذلك نقلت صحيفة (الفاينانشيل تايمز) البريطانية عن مسؤول اميركي رفيع قوله ان ” رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي يسعى الى “احياء عناصر الصحوة لضمان كسب رضا واشنطن”، وبين أن الازمة السورية أدت الى “تقارب اكثر لواشنطن مع بغداد”،
وقالت الفاينانشيل تايمز إن “الحكومة العراقية ستعد الولايات المتحدة باعادة بناء الصحوات وتسليح ابناء العشائر السنية التي حلتها خلال السنوات الاخيرة خشية توسع قوتها”، وأوضحت أنها “تحاول بذلك ضمان كسب رضا واشنطن في الوقت الذي تسعى فيه للحصول على اسناد عسكري تواجه به المشاكل الامنية المتصاعدة”.
وأضاف المسؤول الامريكي أن “ما تسبب برجوع التيار الى الخلف هو تجنيد العشائر هناك لصالح الحكومة والحكومات المحلية ضد عناصر الصحوات.”
واشار الى أن “مشكلة انحراف الازمة السورية وخطورة انتقالها الى العراق قد تسببت بتقارب واشنطن مع بغداد اكثر بغض النظر عن كفاءة المالكي وان الطبيعة الجيوبوليتيكية للمنطقة توجب تقاربا اكثر بين بغداد وواشنطن”، وبين أن “حكومة ايران تقوم بتحسين روابطها مع الولايات المتحدة في الوقت الذي تراجعت فيه علاقات السعودية مع واشنطن”.
ولفت الى أن “استمرارية تدفق النفط من العراق، والذي يساعد معدل انتاجه النفطي البالغ 3 مليون برميل باليوم بالحفاظ على استقرار اسعار النفط، يبقى واحدا من المصالح الامريكية الاساسية في العراق”.
فيما قال جارلس كوبجان، وهو مسؤول سابق في مجلس الامن القومي، ومسؤول حالي في مجلس العلاقات الخارجية في جامعة جورج تاون، إن “الخدعة التي يجب ان يتبعها اوباما هي البقاء على مسافة معينة من المالكي في الوقت الذي يحاول فيه الاستمرار بالتعامل معه”، مبينا أن “اوباما بامكانه تشجيع الحكومة على القيام بامور لتطوير نهج اكثر شمولية في الحكم.”
وكان مسؤول اميركي قد كشف اثناء زيارة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الى واشنطن ان ” الولايات المتحدة لن تسلم العراق طائرات أف 16 قبل الخريف المقبل عام 2014.
https://telegram.me/buratha
