الأخبار

مشردو الموصل ومجانينها يختفون من شوارع المدينة والمتهمون هم "عصابة القاعدة


لايبدو (يونس، عمر، نوري)، وهذه بعض اسماءه التي يطلقها على نفسه، عالما بانه اصبح "عملة نادرة"، في محافظة نينوى، وبالتحديد في مركزها الموصل، فهو بحسب اهل المدينة اخر مشرد بقي في شوارعها، والفضل ليس لبرامج الحكومة الاتحادية او المحلية الخاصة برعاية الفقراء، ولكن، ولسبب ما، يعتقد أهل الموصل ان "تنظيم القاعدة"، والقوات الأمنية، يتقاسمان "تنظيف" المدينة من "مشرديها ومجانينها".

لكن "آخر مشردي الموصل"، وأكثرهم كما يبدو التصاقا بالارصفة، يبدو من بعيد مثل كتلة لامعالم واضحة لها، لايكترث بالتهديد "الامني القاعدي"، فهو يقضي معظم ساعات النهار في مراقبة العابرين متخشبا في مشهد إعتاد عليه أصحاب محال منطقة الدواسة في الجانب الايمن من المدينة، ويمكن له ان يظل بتلك الصورة ساعات عديدة، فلا يتحرك منه سوى عينيه، وفي بعض الاحيان يد مسرعة لابعاد الذباب، او التلويح باصبعين طلباً للدخان، واذا حاولت ان تحاوره، فلن تصل إلى شيء، لانه يجيبك باجوبة لاعلاقة لها باسئلتك، مع انه يصغي جيدا لما تقول.

عضو مجلس محافظة: القاعدة تستخدم المتخلفين عقليا لتنفيذ عمليات   

يقول غزوان الداودي عضو مجلس محافظة نينوى، ورئيس لجنة حقوق الانسان،  أن "الجماعات الارهابية في نينوى قامت باستخدام شخص متخلف عقلياً في تفجير استهدف مجلس عزاء في قرية اورته خراب الشبكية قبل اسابيع"، مؤكدا أن "تقريراً للطب العدلي دل على ذلك".

ويضيف الداودي أن "الجماعات تقوم باستخدام هذه الشريحة في اعمال العنف الدائرة في نينوى، إضافة الى المتسولين، وهؤلاء تورط بعضهم فعلياً  بلصق العبوات الناسفة بسيارات اطباء أو موظفين وسواهم في ساحات وقوف السيارات، مشيرا الى ان مدينة الموصل تعج هذه الفترة بعشرات المتسولين في تقاطعات الطرق، ولاسيما من النازحين السوريين، مما يشكل خطراً اضافياً من خلال توريط القاصرين تحديداً في اعمال إجرامية".

باحث اجتماعي: الاميركان والجيش والقاعدة يقتلون المتشردين 

ويشير الباحث الاجتماعي سلوان عبد العزيز الى ان "المؤسسات الحكومية المعنية، عجزت عن إيواء بعض المشردين او المجانين، بسبب هروبهم المستمر، او الظروف التي مرت بنينوى والعراق من حروب وحصارات وإنفلات امني، فكانت الشوارع مسرحاً لتنقلاتهم، وكانوا في الغالب مسالمين وطيبين، كسبوا عطف الناس، وأسعدوهم في كثير من الاحيان بعروضهم العفوية المجانية المضحكة".

ويستدرك سلوان "بعد عام 2003 سقط العديد من مجانين ومشردي المدينة ضحاياً للانفجارات، وحرب الشوارع التي ما توقفت حتى بعد رحيل القوات الأميركية"، مضيفا "القوات الأميركية وبعدها العراقية من جيش وشرطة، نظرت باستمرار الى المجانين والمشردين بعين الريبة، خصوصاً أن هنالك من تقمص شخصياتهم لتنفيذ العمليات ضد هذه القوات، او استخدموا المتشردين بالفعل، كما ان الجهات والمجاميع المسلحة أيضا، كانت لديها شكوك حيال المجانين والمشردين، وحتى المتسولين العاديين، وبالمحصلة، فان الجهتين قتلتا، وفي حوادث عديدة الكثير من مشردي الموصل ومجانينها،  حتى باتت الشوارع خالية منهم".

لكن (ع.ب) وهو ضابط في الشرطة المحلية يقول  أن "القوات الأميركية أو العراقية المستقدمة من محافظات أخرى، كانت غير ملمة بالمدينة وسكانها وطبيعتهم، وهي من وقعت في خطأ قتل مشردين أو مجانين أو متسولين، في حين أن الامر يختلف مع قوات الشرطة المحلية التي تعرف الكثير مما يخفى على تلك القوات".

  وانتهز الضابط الفرصة ليدعو الى "تسليم الملف الامني للشرطة المحلية لأنها تعرف أكثر من غيرها كيف تتعامل مع المسلحين والمجرمين في الموصل، بل وحتى مع مجانينها".

صحفي: المدن تشتهر بمتشرديها ومجانينها كما تشتهر بمفكريها

 "إنه شخص نادر بالفعل"، يقول الصحفي والباحث الاجتماعي حمزة حسان، وهو يمد للمشرد صحيفة محلية قديمة،  ويضيف "المدن العظيمة لا تشتهر فقط بمفكريها وأدباءها وعلمائها، بل وحتى بمجانينها ومتشرديها".

ويشير حسان إلى المتشرد غير معروف الاسم الذي اتخذ شكل من يقرأ باندهاش شيئا ما في الجريدة، التي كان يمسكها بشكل صحيح، قائلا "إنه يحمل الصفتين، ويجب ان نحافظ على تمدننا من خلال مساعدته والعطف عليه"، ويضيف "لم يعد في الموصل سينما، ولا مسرح، ولا معرض، ولا حتى مجانين".

ويضيف حسان أن "شخصيات كاريكاتيرية عديدة مرت بالموصل منذ عقود، بعضها خلد في قصص وروايات وقصائد الادباء، وكتب المؤرخين، أو تقارير تلفزيونية، ومن بين تلك الشخصيات عبد برجس، والمجانين شهاب وسالم وأبو طيط وكثير غيرهم، إعتاد السكان على ظهورهم الاحتفالي في أسواق الدواسة وشارع حلب وباب الطوب والنبي يونس والمجموعة في كلا جانبي المدينة".

 ويقول الطبيب محمد عبد الله أن "العديد من المصابين بتخلف عقلي، محجورون الآن في منازلهم، بسبب خوف ذويهم عليهم مما يجري في الموصل من حوادث قتل لاتفرق بين معافى أو مريض، خصوصاً ان الكثيرين لقوا حتفهم بالفعل، لوجودهم في مناطق حدثت فيها أعمال عنف كما ان الكثيرين يحجرون اولادهم خشية ان يتم اعتقالهم من قبل الاجهزة الأمنية".

شباب: مجانيننا اكثر حبا للوطن من ساستنا

ويقول الشاب معتز نجيب، وهو طالب جامعي، أن  "المجانين أكثر صدقاً وحباً وإخلاصاً للوطن من الكثير من الساسة، وانا وضعت في مرات عدة صوراً لسالم المجنون الذي يعرفه سكان مدينة الموصل، على صفحتي في الفيس بوك، وهو يرتدي ثياباً عسكرية واكتافه موشحة بالنجوم، وحتى دون إشارة مني، كانت معظم التعليقات تجري مقارنات بينه وبين مسؤول أو قائد أمني، وتسخر منهم".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك