الأخبار

القلق الكردي مستمر من «سلاح بغداد».. وأربيل تحث واشنطن على توفير «ضمانات دولية»


دعت صحيفة روداو المقربة من سلطات اقليم كردستان الولايات المتحدة الى تحجيم اندفاع العراق نحو التسلح بانظمة عسكرية حديثة لان بغداد تشكل خطرا على الاقليات العراقية ولديها علاقات مع دمشق وطهران، داعية واشنطن في الوقت نفسه الى التعامل مع الاكراد لانهم رموا بثقلهم خلف غزو العراق وتغيير نظامه وهم الان يفتحون منطقتهم للاستثمارت النفطية الاميركية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها امس ان من المتوقع ان يتسلم العراق في الايام القادمة دفعة جديدة من مروحيات Mi-28 (صياد الليل) الهجومية من روسيا مع اسلحة متقدمة اخرى اشتراها من الولايات المتحدة.

ولفتت الصحيفة الى ان هذا الامر يثير قلق الاكراد الذين يحكمون انفسهم في الشمال، ويخشون من ان الاسلحة العراقية قد تستعمل ضدهم في المستقبل.

ونقلت الصحيفة عن النائب الكردي المستقل في البرلمان العراقي، محمود عثمان، قوله لها ان "الاكراد لا يمتلكون ضمانات بعدم استعمال هذه الاسلحة ضدهم"، مضيفا "انا لم اسمع اي بلد يقول: ابيع هذه الاسلحة الى هذا الطرف لكنها لن تستعمل ضدكم".

واشارت روداو الى ان العراق ابرم صفقات سلاح عدة مع الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية. وتتضمن تلك الصفقات انظمة دفاعية واتصالات، و681 صاروخ ستنغر مضادة للطائرات مع 40 قاذفة صواريخ محمولة على شاحنات، وبطاريات هوك مضادة للطائرات مع 216 صاروخا، و19 نظام راديوي متنقل، و10 انظمة راديوية موجية، و12 مروحية نقل من طراز 12 Bell 412 EP، و50 عربة مدرعة من طراز سترايكر معدة للحروب النووية والاشعاعية والبيولوجية والكيمياوية، بقيمة اجمالية تزيد عن 5 مليارات دولار.

وفي عقد منفصل ابرمه في العام 2011، اشترى العراق ايضا 36 طائرة مقاتلة من طراز F-16 IQ لوكهيد مارتن بقيمة 4 مليارات و300 مليون دولارا، لم تتسلمها بغداد لحد الان.

وقالت الصحيفة ان من المفترض ان تهدف مبيعات السلاح هذه الى تقوية قدرات العراق الدفاعية، وقدراته على مكافحة الارهاب، وتحسين امنه الداخلي وحماية حدوده.

ورات روداو انه بينما يتوقع ان يتوجه رئيس الوزراء نوري المالكي بزيارة الى واشنطن في الاول من تشرين الثاني، من المحتم ان تضمن الادارة الاميركية والكونغرس ان هذه الاسلحة لن تستعمل ضد الشعب العراقي.

وقالت الصحيفة ان الاقليات العراقية، ومن بينها الاكراد والسنة والمسيحيين وغيرهم، يشعرون بالقلق من اقدام الحكومة العراقية الشيعية على تجميع مثل هكذا اسلحة ثقيلة، ويخشون من ان بغداد ستستعملها لتسوية الخلافات السياسية.

وصفقات السلاح العراقية، سواء كانت مع روسيا او الولايات المتحدة، اثارت دائما اضطراب الاكراد بنحو خاص، الذين ما زالت ذاكرتهم عن الابادة الجماعية والاضطهاد في ظل الانظمة العراقية السابقة، ما زالت حية.

وقالت روداو ان قادة العراق حاولوا استرضاء القادة الاكراد بتاكيداتهم ان العراق له جيش وطني تضم صفوفه الاف الاكراد.

لكن وزير البيشمركة في منطقة كردستان، شيخ جعفر مصطفى، قال العام الماضي ان الاكراد يشكلون اقل من 4 بالمائة من الجيش العراقي وقوات الامن، بينما طبقا لعددهم السكاني ينبغي ان لا تقل مشاركة الاكراد في المؤسسات الامنية الفيديرالية عن 17 بالمائة.

ورات الصحيفة الكردية ان حجج القادة العراقيين بان الاسلحة الجديدة ضرورية لمحاربة الارهاب في البلد امر ينبغي ان يختبر امام الوضع الامني في منطقة كردستان: فمن دون وجود اسلحة متقدمة او تكنولوجيا تمكنت اربيل من توفير استقرار جدير بالثناء وملاذ امن للاكراد فضلا عن المسيحيين العراقيين واللاجئين السوريين.

والخطر الاخر من تسليح العراق هو علاقاته القوية بسورية وما يزعم عن توفير بغداد الدعم لنظام بشار الاسد. فقد وقف رئيس الوزراء العراقي بصلابة مع الاسد وبقبول اميركا؛ وعمل العراق نقطة ممر للدعم العسكري الايراني للنظام السوري.

فقبل مدة قريبة، قال علي الموسوي، المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي، ان بغداد لن تسمح باستعمال اراضيها واجوائها ضد سورية، في اشارة الى الضربة الاميركية المحتملة ضد نظام دمشق في الشهر الماضي.

ثم ان واثق البطاط، رئيس جيش المختار الذي يقال انه يتلقى دعما من ايران، قال مؤخرا ان ميليشياه لديها 23 الف انتحاري مستعدون لمهاجمة المصالح الاميركية في المنطقة، اذا اقدمت الولايات المتحدة على ضرب سورية.

وفي العام الماضي، اصبح العراق رابع اكبر متلق للمساعدة الاميركية، اذ حصل من واشنطن على مليار و683 مليون دولار.

وربما تعتقد الخارجية الاميركية ان هذا الامر من شانه ان يحافظ على بقاء العراق في مدار اميركا. لكن الروابط الدينية والثقافية والتاريخية بين العراق وايران اقوى بكثير من يميل العراق الى اميركا.

ولذلك، كما تقول الصحيفة المقربة من سلطات اقليم كردستان، يبدو ان من اجل صد النفوذ الايراني في المنطقة قد تكون احدى الاسترتيجيات الجيدة لواشنطن ان تعمل مع اكراد العراق. فقد الاكراد هم الذين رموا بثقلهم في العام 2003 وراء الغزو الاميركي للعراق وتغيير النظام فيه.

كما ان اقليم كردستان يوفر فرصا استثمارية كبيرة لشركات النفط الاميركية وغيرها، من قبيل اكسون موبيل وشيفرون وهانت اويل وماراثون؛ ولربما على الولايات المتحدة اخذ هذا الامر بالحسبان عند تعاملها مع انغماس العراق بتسوق السلاح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علاء العامري
2013-10-23
ذهب ذلك الزمن الذي يقوم به الجيش بقتل ابناء شعبه من اجل القائد المنصور الضرورة الذي لا مثيل له الا في كردستان الاكراد حيث البارزاني المفدى هو صاحب القرار الاول والاخير في سحب الوزراء من الحكومة والنواب لسبب ما ربما شخصي على الاكثر ليس الا وما كلامه عن الانسحاب وعدم دخول الانتخابات الا بعد الموافقة على شروطهم ماهو الا تأكيد للمثل العراقي المشهور وال1ي لا نستطيع ذكره مع الاسف وشديد الاسف على هولاء القوم الذين يفضلون مصالحهم الشخصية على عموم مصلحة العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك