أثارت دعوة رئيس الحكومة نوري المالكي، أمس، إلى زيادة القبول في المجموعة الطبية لغطا واسعا في الأوساط التعليمية، فيما أكد موظفون في وزارة التعليم صعوبة تحقيق ذلك، لأنه يتطلب "تغيير نظام القبول بالكامل".
وأشارت مصادر مطلعة في وزارة التعليم العالي إلى أن الطاقة الاستيعابية للمجموعة الطبية لا تتحمل المزيد من الطلبة.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا أمس، إلى مناقشة إمكانية زيادة القبول في المجموعة الطبية.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي إنّ "المالكي دعا مجلس الوزراء في اجتماعه المنعقد لمناقشة إمكانية زيادة القبول في المجموعة الطبية".
وأشار الموسوي إلى أنّ "الاجتماع نوقشت فيه عدة اقتراحات"، لافتاً إلى أنّ "المجلس اتخذ قراراً بأن تقوم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمراجعة إمكانية زيادة القبول إلى أقصى حدّ ممكن وإعلام مجلس الوزراء بمستجدات إمكانية القبول".
وقال موظف في القبول المركزي، لـ"العالم"، إن "رئيس الوزراء غير مطلع على الطاقة الاستيعابية للكليات والجامعات العراقية".
وأكد أن "العراق لا يملك طاقات استيعابية اكثر للكليات الطبية، ولا يمكنه زيادة اعداد الطلبة بكل الاحوال اذا لم يكن هناك استحداث جامعات وكليات طب طيلة الفترة الماضية، لا سيما وان هذا الاختصاص بالذات يحتاج الى مختبرات علمية ذات مواصفات عالمية، ومخازن وقاعات وشاشات عرض وغيرها".
ومضى الموظف إلى القول، "مساحة كلية الطب في حال كانت توازي مساحة كلية القانون او التربية او الآداب فلا يمكنها ان تستوعب ربع ما تستوعبه هذه الكليات، باعتبار ان النظام التدريسي الطبي يعتمد بالدرجة الاساس على المختبرات، والمختبرات بحاجة الى مخازن ومولدات كهرباء واجهزة تبريد او تدفئة خاصة، اضافة الى مباني تدريب وتشريح، فضلا عن ان اعداد المدرسين في المجموعة الطبية محدودة جدا نظرا لفقدان مئات منهم منذ عقد التسعينات من القرن الماضي وحتى الان". وتابع الموظف، "ليس من صلاحية احد تحديد معدل الطبية او الهندسية او العلوم والقانونية وغيرها، وانما هناك حاسبة الكترونية تحدد المعدل حسب الاولويات التي يضعها التعليم العراقي".
وأوضح الموظف أن "القبول المركزي عبارة عن حاسبة الكترونية تحدد الاولويات، وبطريقة تلقائية تقوم بفرز المتقدمين وفقا للمعدلات الاعلى، فإذا كان عدد المتقدمين لكلية الطب على سبيل المثال 10 الاف طالب، وكانت قدرة استيعاب كليات الطب الف شخص مثلا، فان الحاسبة ستختار المعدلات الاعلى باعتبار ان المجموعة الطبية الاولوية في الحاسبة، وإذا كان المتقدمون للطبية 100 طالب وقدرة استيعابها الف مثلا فان معدلات القبول ربما تصل الى ما دون الـ 60 مثلا، بمعنى ان المعدلات لا يمكن ان تحدد من قبل احد غير الحاسبة".
وأكد الموظف أن "المسألة التعليمية لا ينبغي ان تخضع للدعايات والمزايدات الانتخابية باي شكل من الاشكال، لأنها قوام هذا البلد ولا سيما المجموعة الطبية باعتبار ان القطاع الصحي في البلد يستند إليها مستقبلا".
وأشار الموظف إلى أن "مخرجات الكليات الطبية في عموم العراق تخضع لاختبارات عالمية وتنجح لان تحديدات القبول المركزي صائبة"، موضحاً أن "الكليات الطبية استقبلت خلال السنوات الدراسية السابقة خيرة مخرجات التربية من ذوي المعدلات الاستثنائية، والكل يعلم انهم يدخلون الكليات الطبية باستعداد ذهني وعلمي يؤهلهم لتعزيز القطاع الصحي في البلد".
وتابع الموظف، "الالتزام بالجودة والمعايير الدولية احد ركائز نظام القبول المركزي، وكلما ازداد الضغط على النظام كلما فقد شيئا من هذه المعايير، ومثل هذه الضغوط كانت تمارس منذ منتصف التسعينيات حين قرر النظام فرض حالة استثناءات القبول".
وأكد أن "ضغوطات تمارس الآن من قبل بعض الجهات، ولا نأمل ان يشكل مجلس الوزراء ضغطا جديدا على نظام القبول".
وزاد الموظف بالقول، "مجلس الوزراء يعلم جيدا ان الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في الدخول للمجموعة الطبية يمكنهم اللجوء الى الكليات الطبية الاهلية التي صادق عليها المجلس قبل فترة، والتي حددت معدلاتها الوزارة بـ 80 بالمئة كحد ادنى على ان تختار الكلية الاهلية اعلى المعدلات المتقدمة للقبول وفقا لإعداد الطلبة المتقدمين".
من جهته، أكد قاسم محمد، مدير اعلام التعليم العالي، لـ"العالم"، أن "الوزارة لم تصدر أي قرار رسمي بشأن نظام القبول، وبعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء ربما يعقد اجتماع اليوم الاربعاء من اجل مناقشة القرار الذي لا نعلم جوانبه حتى اللحظة". وأضاف محمد أن "أي توسع في أي مجموعة سواء الطبية او الهندسية او غيرها معناه اعادة القبول كله، ولو تم توسيع المجموعة الطبية بمائة مقعد، فهذا يؤدي إلى استدعاء 100 طالب من الهندسية ويتم تعويض الهندسية من مجموعة العلوم، ويتم تعويض العلوم من القانونية وهكذا".
وقال مدير اعلام الوزارة، "القبول المركزي سيزحف بالكامل".
وأوضح محمد أن "القبول المركزي يتم وفق خطة استراتيجية صادقت عليها اليونسكو التي تراقب الاوضاع، فيما ننتظر راي الوزير اليوم واطلاع وسائل الاعلام والطلبة بما يمكن التوصل له".
https://telegram.me/buratha
