الأخبار

أبو ريشة: تعامل قائد عمليات الجزيرة والبادية، الطائفي مكن القاعدة من السيطرة على 40% من الأنبار وإعادة الصحوة غير ممكن حالياً


أكد القائد السابق لقوات الصحوة، الشيخ أحمد أبو ريشة، اليوم الاثنين، أن استجابة الجيش "البطيئة" للخروق الأمنية، واستعداءه المجتمع المحلي والعشائري وتعامله "الطائفي" معه، أدى إلى عودة نشاط تنظيم القاعدة للأنبار وسيطرته على 40 بالمئة من مناطقها، وفي حين رجح أن تكون تصرفات الحكومة الاتحادية مع عناصر الصحوة والشخصيات الاجتماعية والدينية المعادية لذلك التنظيم "عملاً مقصوداً لتصفيتها"، رأى أن أي محاولة جديدة لتفعيل دور تلك القوات "لن تنجح حالياً".

وقال أبو ريشة، في حديث مع صحيفة (المدى)، إن "تنظيم القاعدة في الأنبار تحول من المدن إلى الصحراء، لإعادة ترتيب أوضاعه وتنفذ عمليات مسلحة بالمحافظة،(110 كم غرب العاصمة بغداد)"، عاداً أن "الجيش غير قادر على ملاحقة المسلحين داخل الصحراء، على الرغم من كثر عدد جنوده والتخصيصات الضخمة لدعم عمله".

واتهم القائد السابق لقوات الصحوة، قائد عمليات الجزيرة والبادية، الفريق حسن البيضاني، بأنه "يتصرف بنحو طائفي مع أبناء المحافظة، ويرفض لقاء العشائر أو التعاون معها"، مبيناً أن "البيضاني يقوم باعتقالات عشوائية ضد شخصيات وأبناء المحافظة، بدلاً من حمايتهم".

واعتبر أبو ريشة، أن "البيضاني أساء إلى المؤسسة العسكرية، وبدأت تصرفاته تنفر سكان المحافظة من الجيش"، لافتاً إلى أن "الأهالي كانوا يرحبون بقوات الجيش لحمايتهم لكنها مع تسلم البيضاني مهام قيادتي الجزيرة والبادية بدأوا يطالبون بخروجه من مدنهم".

وكانت مصادر إعلامية قد أفادت في أيار الماضي، بأن رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة، نوري المالكي، أحال نائب قائد عمليات بغداد، حسن البيضاني، على التقاعد، وأقال قائد العمليات الفريق أول الركن، أحمد هاشم، على خلفية خروق أمنية و"فشل" في حماية العاصمة، لكنه أعاد البيضاني إلى العمل كقائد لعميات الجزيرة.

وأضاف القائد السابق لقوات الصحوة، أحمد أبو ريشة، أن "استجابة الجيش البطيئة للخروق الأمنية، واستعداء المجتمع المحلي والعشائري، أدت إلى عودة نشاط تنظيم القاعدة إلى الأنبار وسيطرته على 40 بالمئة من مناطق المحافظة"، مؤكداً أن "الجيش يأتي إلى بعض المناطق التي تتعرض لهجوم بعد خمس ساعات من وقوعه، ما يعتبر فشلاً أمنياً فاضحاً".

ورأى أبو ريشة، أن "الجيش فشل في حماية طريق الحج البري"، كاشفاً عن "دعوات وجهت لقيادات العمليات الموجودة في المحافظة لحماية الطريق من هجمات تنظيم القاعدة، لكنها أكدت عدم قدرتها على ذلك".

وعزا أبو ريشة، "الاستقرار النسبي الذي كانت تنعم به الأنبار خلال سنوات 2006- 2009، إلى تشكيل قوات الصحوة العشائرية باعتبارها قوة عسكرية مدعومة اجتماعيا في ظل غياب شبه كامل لدور الشرطة المحلية والجيش التي كانت تقوم بدورها مدعومة بالقوات الأميركية فقط"،

وأوضح القائد السابق لقوات الصحوة، أن "الجيش العراقي كان لا يستطيع التجوال في الأنبار قبل تشكيل الصحوات بسبب سطوة تنظيم القاعدة، التي كانت تقطع رؤوس منتسبي الشرطة، وكان الأهالي يمتنعون عن الانخراط في ذلك السلك"، وتابع أن "قوات الصحوة التي شكلت في الأنبار بالتعاون مع أبناء العشائر ورجال الدين، أعادت الثقة للمؤسسة الأمنية والعسكرية".

واعرب أبو ريشة، عن اعتقاده بأن "دور الصحوة انتهى في الأنبار مع عودة الاستقرار للمحافظة وتمكن القوات الأمنية الحكومية من العودة وحصر السلاح بيدها كحق للدولة"، مستدركاً أن "أي محاولة جديدة لتفعيل دور قوات الصحوة لن تنجح حالياً".

ورفض رئيس مؤتمر صحوة العراق، عودة "الصحوات" إلى الانبار، لأن ذلك "يشكل شكلاً آخر للمليشيات الخارجة عن السلطة".

واستطرد أبو ريشة "سأعتبر نفسي قائداً للمليشيا لو عدت من جديد إلى قيادة الصحوات لأن المشكلة الأمنية تختلف حالياً عما كانت عليه خلال السنوات السابقة حيث كانت قوات الأمن خائفة من التواجد في الأنبار"، مسترسلاً في "حين أنها الآن متواجدة بالمحافظة بكثافة لكنها تفتقر إلى المهنية والتنظيم".

وزاد رئيس مؤتمر صحوة العراق، أن "الحكومة في بغداد فتحت الباب أمام عوائل قتلى القاعدة لرفع دعاوى قضائية ضد عناصر الصحوة والقادة الأمنيين، ونفذت حملات اعتقال ضدهم، وسحبت الحماية من رجال الدين الذين كانوا معروفين بانتقادهم اللاذع لعناصر القاعدة، والوجهاء الذين يحشدون الدعم الشعبي ضد المسلحين في المحافظة"، مرجحاً أن تكون تلك "التصرفات عملاً مقصوداً لإضعاف قوات الصحوة وتصفية عناصرها في الأنبار".

وانتقد أبو ريشة، "الصحوات الجديدة المشكلة في الأنبار بقيادة وسام الحردان"، ووصفها بأنها "اكذوبة ولا تتمتع بأي سلطة أو شعبية في المحافظة".

وفضل رئيس مؤتمر صحوة العراق، أن تتم "إعادة انتشار 28 ألف عنصر من الشرطة المحلية في المحافظة بنحو أكثر مهنية، واستبعاد القادة الأمنين الفاشلين، والاعتماد على الجهد الاستخباري"، داعياً القوات الأمنية إلى "إعلان حالة الطوارئ والاستنفار القصوى ضد تنظيم القاعدة في الأنبار والقيام بحملة واسعة لتصفية عناصره".

وكانت مصادر امنية مطلعة كشفت إلى صحيفة (المدى) في وقت سابق، عن تجول المسلحين في أسواق القائم، (370 غرب الرمادي)، القريبة من سوريا، نهاراً، وجلسوهم في المطاعم، في حين تعاني قوات الجيش من نقص بالمعدات التي تمكنها من حماية الحدود، وعدم امتلاكها لكاميرات مراقبة حرارية أو نواظير ليلية، كما يعاني الجيش من ضعف التسليح ولا يمتلك غير طائرتين عسكريتين من طراز روسي قديم، لا تستطيع إحداهما التحليق لأربع ساعات متواصلة، فضلا عن استخدام الأخرى في بعض الأحيان، بطلعات جوية في بغداد والموصل.

يذكر أن الشيخ نصر الدليمي، من قادة الصحوات من الفلوجة سابقاً، قال في حديث إلى (المدى برس)، أمس الأحد،(العشرين من تشرين الأول 2013 الحالي)، إن تردي الوضع الأمني في الأنبار يأتي بعد تخلي الحكومة عن قوات الصحوة التي قدمت "تضحيات كبيرة وأنهاراً من الدماء لدعم الأجهزة الأمنية عندما كانت الرمادي والفلوجة إمارة تابعة لتنظيم القاعدة ولا يستطيع أي رجل أمن أن يخرج رأسه من نافذة بيته"، مؤكداً أن الوضع الأمني في الأنبار لن يستقر في ظل استمرار الظروف الحالية، وتمكن تنظيم القاعدة من استغلالها لمليء الفراغ وإعادة نشاطه وايجاد منابع جديدة للتمويل المالي وشراء الأسلحة وإدخال المتفجرات والصواريخ من دول الجوار لحصد أرواح أهل المحافظة الذين سيتعرضون لهجمات مسلحة أوسع وأخطر خلال الأيام المقبلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك