وصف القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عادل عبد المهدي اللجوء الى الحل الانقلابي في البلد بانه سيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وقال عبد المهدي في كلمه مكتوبه له إن" الحديث عن إمكانيات حصول انقلاب عسكري في العراق.. فهل هو مجرد مخاوف لا أساس لها.. أم يراد تهيئة الأجواء والتخويف وزيادة التوتر، أو الحذر والوقاية واتخاذ الاستعدادات، لاحتمالات باتت واردة ".
وأضاف انه"عندما سأل رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي اواسط العقد الماضي عن احتمالات الانقلاب العسكري قال محقاً ان من يستطيع القيام بذلك هو فقط الجنرال "كيسي" القائد العسكري الامريكي انذاك واليوم ايضاً لا يستطيع ضباط صغار القيام بانقلاب كما كان الامر سابقاً، او حتى مجرد التفكير وترتيب مستلزماته.. فقط القيادات العليا يمكنها التفكير بذلك، وفي ظروف خاصة، ومصر مثالاً.. وظروف العراق وجيشه وتركيبة قواه مختلفة جذرياً ".
وأوضح إن" التحليل السياسي عموماً نوعان.. الاول "الاستاتيكي" اي الجامد.. والثاني "الديناميكي" او المتحرك والمحللون "الاستاتيكيون" قد يفكرون باحتمالات الانقلاب لان انماط تفكيرهم قبلته واعتادت عليه.. لكن تفكيرهم النمطي نفسه قد يقودهم لاستبعاده".
وبين انه" تم التخلي عموماً عن الانقلاب كوسيلة للتغيير، كما كان الشأن خلال القرن الماضي في دول العالم الثالث.. إما أنصار التحليل "الديناميكي" فيرون إن تطورات كبيرة حصلت في تركيبة القوى العراقية العسكرية والرسمية والاجتماعية، تمنع حصول انقلاب عسكري.. رغم إن الأزمات المتكررة.. والصراعات السياسية.. وزيادة عديد القوات المسلحة وزجها أكثر فأكثر في الحياة السياسية، قد يشجع بعض المغامرين، بدعم من قوى داخلية وخارجية، لطرح أفكار بائسة في هذا الإطار".
واستطرد بالقول انه" من المضحك المبكي ان المحاصصة والطائفية نفسها قد تمنع حصول الانقلاب.. فما قد يقبله ثلث الجغرافيا سيرفضه بالضرورة الثلثين الاخرين لكن الاهم من ذلك كله ان البلاد ستشهد قريباً انتخابات الدورة التشريعية الثالثة وها قد بدأت اصوات المرجعية والقوى السياسية والاطراف الاقليمية والدولية تتنادى بعدم قبول اي تأجيل للانتخابات، فما الحال لمن يفكر بالغائها، واحلال حكم العسكر محلها ".
واردف بالقول "يخطىء من يقرأ تذمر الشعب كتزكية لعمل مغامر.. فالتذمر تسمح به اجواء الحرية التي يتمتع بها، وهو لن يضحي بها رغم حداثتها وبعض الفوضى فيها، ليقبل محلها الحكم الفردي المستبد المدعوم بالدبابات.
وتابع عبد المهدي حديثه "كما يخطىء من يعتقد ان الانقلاب وسيلة لحل اشكالات الحكم ومصاعبه. فمن يلجأ للحل الانقلابي سيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار.. وهذه حلها بالمزيد من المؤسساتية والديمقراطية والدستورية واللامركزية.. وعدم استخدام القوات المسلحة في العمل السياسي او في حسم صراعاته
https://telegram.me/buratha
