دعا ممثل المرجعية الدينية في محافظة كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي المواطنين الى المزيد من التعاون مع الاجهزة الامنية للحد من العمليات المسلحة واعمال العنف.
وقال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة التي القاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، ان "العمليات الارهابية باتت اليوم في العراق متنوعة ومتعددة واخرها استهداف المدارس واغتيال الكوادر التدريسية، والغرض منها هو محاربة التربية والتعليم واشاعة اجواء الخوف والرعب".
وأضاف ان "هذه المخططات الشريرة مختلفة بتنوع اهدافها، ولا نريد هنا ان نكرر ما هو مطلوب من الاجهزة الامنية وندعو المواطنين، في وقت لم يعد يسلم فيه احد في العراق من هذه المفخخات الارهابية، ان يكون هناك تعاون تام بينهم وبين الاجهزة الامنية في كل منطقة، ويكونوا عينا لكل تحرك مشبوه لهذه الجماعات الارهابية ورصد هذه التحركات لمنع وقوع التفجيرات، على الرغم من ان هذا التعاون لا يوقف المفخخات لكن لها دورا في الحد من العمليات الارهابية".
وأشار الشيخ الكربلائي الى ان "تنوع العمليات الارهابية باستهداف تجمعات المدنيين مرة ومرة تحمل طابعا طائفيا واخرها استهداف الاطفال في المدارس الابتدائية مثل ما حصل في قضاء تلعفر بمحافظة نينوى، والهدف منها ليس قتل الابرياء فقط بل قتل الحياة برمتها في العراق ومن يبقى لا يراد له ان يعيش الحياة والا ما هو الهدف الذي يمكن تصوره باستهداف المدارس الابتدائية بحيث تهدم المدرسة على رؤوس الطلبة ومدرسيها ليس الا لقتل الحياة برمتها في جميع مجالاتها وقتل التعليم والتطور وكل ما به من تنوع للحياة في هذا البلد الجريح".
وتابع "في مقابل تحدي وصمود المواطنين تجاه هذه المخططات على الاجهزة الامنية والمختصة رعاية وبناء المدارس التي تشهد اكتظاظا واكثر من دوام ورعاية العملية التربوية لسد بعض الثغرة التي يريد هولاء ان يقتلوا من خلالها".
وتطرق ممثل المرجعية الدينية للدراسة التي تحدث عن مقتل نصف مليون شخص في العراق بسبب اعمال العنف التي شهدها العراق بعد عام 2003 قائلا ان "دراسة قامت بها جامعات اجنبية بالتعاون مع جامعة عراقية افادت بمقتل 500 الف شخص خلال الاعوام العشرة الماضية والتي تذكر ان 60% وهي قريبة من الواقع هم ضحايا العنف وهؤلاء لقوا حتفهم باسباب مباشرة بالحرب في العراق وبعضها مرتبط باسباب غير مباشرة بهذه الحرب".
وبين "نود هنا ان نوضح بان الظروف الامنية والاقتصادية والاجتماعية في العراق بسبب اعمال العنف ولدت نتائج لمقتل هذا العدد الكبير من المواطنيين بسبب الخروقات الامنية التي لا يلوح بالمستقبل القريب ايجاد معالجة جذرية لها".
وأضاف الشيخ الكربلائي ان "النسبة الاكبر من الاسباب غير المباشرة من هذه الارقام الكبيرة هي بسبب امراض القلب والسرطان التي يمكن ان نحد من هذه الاعداد وهو ليس بالامر الصعب والعسير لو تضافرت الجهود من جميع الاجهزة المعنية وابتعدنا بها عن صراع المصالح والصراعات السياسية ولو كانت هناك رغبة صادقة لمعالجة هذا الامر لتجاوزنا هذه الارقام بشكل كبير في بناء مستشفيات وتوفير رعاية صحية للمواطنين بالشكل المطلوب".
وتابع ان "المطلوب اليوم من الاجهزة المعنية ان تكون هناك دراسة حول عدم اكتمال بناء المستشفيات وحول كيفية العناية بالكوادر طبية وبناء شخصية الكادر الطبي الذي تتوفر فيه اخلاقيات الانسانية والمهنة وتوفير الاجواء التي يمكن من خلالها جذب الكوادر الطبية المهاجرة خارج العراق واعادتهم بالاضافة الى امور تتعلق بالتعليم والدراسة قد تسهم بالحد من اعداد الضحايا التي تزداد سنة بعد سنة".
ووجه ممثل المرجعية الدينية في كربلاء نداءً للجهات الحكومية بان تكون هناك دراسة لتوفير المعالجة لان الارقام معرضة للتصاعد فالظروف الامنية والاقتصادية والاجتماعية باتت تشكل ضغطا نفسيا على المواطن حيث بات تعامل المواطن العراقي بشكل عنيف وبشدة في حياته اليومية نتيجة هذه الظروف واعمال العنف التي يعيشها والتي ادت بالنتيجة الى تصاعد الامراض النفسية والكآبة التي تتطلب ان تكون هناك معالجة لهذه الظروف".
https://telegram.me/buratha
