رفض القضاء البريطاني، للمرة الخامسة منح اللجوء للعراقي عصام امين الذي يتواجد في بريطانيا منذ العام 2008، فيما عدت طلبات "أمين" "غير منطقية"، و"مثيرة للسخرية"، طالبته بالرحيل من بريطانيا.
يأتي هذا الرفض في ظل تشديد الحكومة البريطانية على اجراءات منح اللجوء الى المملكة المتحدة الى اقصى الحدود.
وقالت صحيفة "ميل" البريطانية في تقرير لها تابعته "شفق نيوز"، ان "ندوة تلفزيونية بثها التلفزيون البريطاني لعرض قضية الكوردي العراقي عصام امين جمعته مع وزير الدولة لشؤون الهجرة البريطاني مارك هاربر".
ونقلت الصحيفة عن الوزير مخاطبته امين انه " لا يوجد لديك الحق في أن تكون في المملكة المتحدة ، ويجب أن تغادر".
وقال الوزير، ان "الكوردي العراقي امين قدم منذ عام 2008 خمسة طلبات للحصول على اللجوء في المملكة المتحدة وان الطلبات غير منطقية ومثيرة للسخرية و يجب عليه ترك البلاد اذ ليس له الحق في البقاء في بريطانيا بعد خسارته مرارا المطالبات للحصول على اللجوء في المحاكم".
وأضاف انه " مع احترامي ، فانك عندما كنت هنا كطالب لجوء ، فان دافعي الضرائب البريطانيين دعموك اما الآن فليس لك الحق في أن تكون في المملكة المتحدة و أعتقد أنه أمر لا يصدق أن دافعي الضرائب يجب مواصلة دعمهم لكم، ويجب عليك الرجوع الى بلدك".
وتابع الوزير أنه "إذا كان بعض الناس يشتمون نظامنا، فإن تسامح الرأي العام البريطاني سيوفر الامان للأشخاص الفارين من الاضطهاد حقا وان لدينا نظاما عادلا حيث كان امين قادرا على طرح قضيته بعملية قانونية"، مبينا ان " القاضي لم يجد دعواه ذات مصداقية ، وفي الواقع فان ان أجزاء من ادعائه غير منطقية و مثيرة للسخرية و أخشى انه ليس لديه الحق في أن يقيم في المملكة المتحدة".
واوضحت الصحيفة ان "الوزير هاربر مسؤول عن حملة الإعلانات المثيرة للجدل "عودوا الى دياركم" المعروضة على عربات النقل في لندن التي تدعو المهاجرين غير الشرعيين إلى مغادرة المملكة المتحدة"، مبينة، ان "النقاد هاجموا الحملة ووصموها بأنها عنصرية و عدائية، لكن السيد هاربر لا يزال يرغب في طرح خطته في جميع أنحاء البلاد".
وقال مراسل تلفزيون بي بي سي ان "امين ناشط في مجال حقوق اللاجئين، و فر من العراق في تشرين الثاني عام 2007 لان حياته كانت في خطر بحسب ملفه".
من جهته قال، عصام أمين مخاطبا الوزير البريطاني "أنا لست شخصا غير شرعي، أنا طالب لجوء، أنا إنسان مثلك، حياتي في بلدي في خطر، وهذا هو السبب في أنني قررت، و تركت عائلتي وكل شيء، وسعيت الى أن تأتي إلى هنا بعد ان جئت للعيش في مكان آمن وان قصتي حقيقية ونظامك لا يصدقني".
واضاف، إنه "كنت محظوظا فلقد اصبح لدي اصدقاء من الذين الذين يوفرون لطالبي اللجوء مكانا للنوم"، مشيرا الى انه "حاولت طلب اللجوء في بريستول منذ عام 2008 ، وقد تركت مع 5 جنيهات استرلينية فقط في اليوم منذ استئنافي الأخير".
وقال إنه "لا استطيع العمل، أو دفع ثمن دروس اللغة الإنجليزية بسبب عدم منحي إجازة للبقاء في المملكة المتحدة"، منوها على انه قدم فيلما قصيرا عن مخاوف طالبي اللجوء عندما يتطلب منهم أن يقدم تقريرا إلى مراكز الشرطة .
من جهته المتحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية قال اذا كانت ستتخذ اي إجراءات ضد عصام امين، انه " حن نعتقد اعتقادا راسخا ان أولئك الذين لا يحتاجون إلى الحماية لدينا ينبغي لهم العودة إلى ديارهم في أقرب فرصة"، مشيرا الى ان " السيد امين ليس لديه الحق في أن يكون في المملكة المتحدة ، وينبغي العودة إلى وطنه".
يذكر ان العراقيين عرفوا في زمن النظام السابق بارتفاع معدلات هجرتهم ولجوئهم الى البلدان الاخرى، وقدرتهم بعض الاحصائيات في حينه بنحو اربعة ملايين لاجئ توزعوا في شتى البلدان، وقد عاد بعضهم الى العراق بعد عام 2003، الا ان معدلات الهجرة وطلب اللجوء سرعان ما تصاعدت مرة اخرى طيلة الاعوام الماضية بسبب الوضع الامني المتدهور وانعدام الاستقرار وفرص العمل والخدمات في العراق.
https://telegram.me/buratha
