اتهم خطيب صلاة العيد التي اقيمت بجامع الخلاني ببغداد، اليوم الأربعاء، المملكة العربية السعودية بطبع وتوزيع كتاب "مسيء" للشيعة على الحجاج، وفيما أكد أن الكتاب يكرس للمزيد من "الانشقاق الطائفي"، لفت إلى أنه "يتناقض" مع تصريحات الحكومة السعودية بالانفتاح على جميع المذاهب والديانات.
وقال امام وخطيب صلاة العيد التي اقيمت في جامع الخلاني نائل الموسوي، خلال خطبة العيد، إن "السعودية طبعت ووزعت على الحجاج كتابا أسمه اعرف عدوك"، مبينا أن "الكتاب يعتبر الشيعة الاثني عشرية عدو الاسلام".
وأاضف الموسوي أن "الكتاب متبنى من قبل المملكة العربية السعودية"، مضيفا أن "ألسعودية نسيت اسرائيل التي كانت تعبر هي العدو الحقيقي"، مشيرا إلى أن "هذا الكتاب يناقض ما يصرح به ملك السعودية من الانفتاح على جميع الاديان والمذاهب"، متسائلا إن "كان جلالة الملك يعلم باصدار هذا الكتاب أم لا".
وتابع الموسوي أن "محتوى الكتاب يكرس للانشقاق والطائفية والتناحر ونحن في غنى من ذلك"، لافتا إلى أن "ما بنا من أمور ومشاكل تكفينا عن أن نكون بهذا المستوى من التندي"، معربا في الوقت ذاته عن "استنكاره للتعرض للرموز الدينية ومقدسات الاخرين، وطالب العلماء باحترام مقدسات الشيعة".
وفي موضوع اخر رحب خطيب جامع الخلاني بـ"الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة نوري المالكي إلى الولايات المتحدة"، معربا عن امله بان "تنجح في بناء علاقات تجارية ومعلوماتية وعلاقات عامة مع الولايات المتحدة وجميع الدول، فنحن نطمح إلى أن تكون لنا علاقات مع كل دول العالم عدا اللقيطة اسرائيل".
وتوترت العلاقات بين بغداد والرياض بشكل كبير بعد دخول القوات العراقية الى السعودية عقب دخولها الكويت عام 1990، ولم تعد الى طبيعتها حتى بعد سقوط النظام السابق، اذ استمر "البرود" بالسيطرة على المشهد بين البلدين، فيما اثيرت احيانا موجات من الاتهامات للسعودية بالتدخل في الشؤون العراقية والسماح للمجاميع المسلحة بالدخول الى العراق، بينما كان ملف المعتقلين من البلدين في سجون احدهما الاخر سببا اضافيا للتوتر.
ومع ان السعودية مثلت في قمة بغداد بدرجة منخفضة "سفير" الا أن العراق عد عدم مقاطعتها للقمة التي استضافها تحسنا في العلاقات، خاصة وان السعودية لم تفتتح حتى الان سفارتها في البلاد وتكتفي بتعيين سفير غير مقيم، فيما شهدت الاونة الاخيرة مايبدو سعيا الى التقارب بين البلدين، بعد تصريح العراق بوجود لقاءات "ايجابية" بين ممثلين عن البلدين على هامش قمة المؤتمر الاسلامي الاخيرة في القاهرة.
وحرص المسؤولون العراقيون المقربون من رئيس الحكومة على التصريح بوجود تقارب بين البلدين والاشارة بدور السعودية، الذي يعتبر معتدلا الى حد كبير، من الازمة في سوريا، ويعتبر المراقبون هذه التصريحات رغبة من العراق بتكوين محور معتدل ومؤثر من القضايا الاقليمية، كالربيع العربي، والاحداث في سوريا، على الرغم من موقف السعودية الساند لموقف الحكومة في البحرين، بينما يبدي العراق دعمه للمعارضة في البلد الخليجي.
https://telegram.me/buratha
