شن قيادي رفيع في الاتحاد الوطني الكردستاني، أمس، هجوماً لاذعا على "بعض قيادات حزبه، ودعاهم إلى التنحي لصالح الشباب.
وجاءت تصريحات القيادي في وقت توقعت كتلة غوران بزعامة نو شيروان مصطفى ان تحصد عددا إضافياً من المقاعد بعد تدقيق نتائج انتخابات برلمان كردستان.
وقال سكرتير المجلس المركزي في الاتحاد عادل مراد، في تصريح لوكالة انباء الاناضول التركية، إن اسباب خسارة الاتحاد الوطني في الانتخابات البرلمانية، تعود الى "انشغال بعض من مسؤولي الاتحاد بالتجارة والحفاظ على مصالحهم الشخصية على حساب المصالح العليا للحزب"، لافتا الى ان المسؤولين انتخبوا كي يخدموا الجماهير وليس مصالحهم الخاصة.
وبين مراد ان موافقة الاتحاد الوطني على تمديد فترة ولاية رئاسة الاقليم لمدة عامين اضافيين كانت احد الاسباب الاخرى لخسارة الاتحاد عددا من مقاعده البرلمانية.
واشار الى ان "المشاركة الضعيفة" للاتحاد الوطني في حكومة الاقليم خلال الاعوام الماضية و"عدم كفاءة" مسؤوليه في ادارة الوزارات والدوائر في حكومة الاقليم ادت الى تراجع نسبة مؤيديه .
واضاف ان المجلس قدم ورقة عمل لاعتمادها في المؤتمر المصغر والمؤتمر العام للاتحاد الوطني الكردستاني المقرر عقده نهاية شهر كانون الثاني من العام المقبل، تتضمن اسباب الخسارة واليات العمل المطلوبة للنهوض من جديد، مشددا على ضرورة ان "يتنحى" اعضاء المكتب السياسي الحاليين، وان يضطلع الشباب بمهام القيادة في الحزب بعد المؤتمر.
وذكر مراد انه سحب ترشيحه خلال المؤتمر الثالث للحزب كي يتمكن الشباب من تأدية دور اكبر وايلاء اهتمام اكبر بهم، مستدركا ان ذلك لم يتم "ووصل الحال بنا الى ما نحن عليه الان".
ودعا مراد الى "تعديل او الغاء" الاتفاقية الاستراتيجية مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بما ينسجم مع متطلبات المرحلة الراهنة، وتأسيس صندوق لأموال وممتلكات الاتحاد الوطني يشرف عليه اناس اكفاء نزيهون لإدارة موارد الحزب، واعادة توزيع وارداته المالية. يذكر ان الانتخابات البرلمانية التي جرت في اقليم كوردستان الشهر الماضي اسفرت نتائجها عن تراجع الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الجمهورية جلال طالباني الى المركز الثالث على مستوى الاقليم والثاني في معقله في مدينة السليمانية التي تخلى عن صدارتها لغريمه حركة التغيير المعارضة التي يقودها القيادي المنشق عن الاتحاد نوشيروان مصطفى. في المقابل، توقعت حركة التغيير أن تحصد 25 مقعداً في برلمان الاقليم، في حال حسمت الأصوات المسروقة منه خلال الانتخابات الاخيرة؟.
ونقلت وكالة "شفق نيوز"، عن مسؤول غرفة الانتخابات في الحركة آرام محمد إنهم "متأكدون من أن هناك آلاف الأصوات سرقت منهم وهم ينتظرون قرار المحكمة إزاء الشكاوى التي قدمتها الحركة بخصوص إعادة الأصوات المسروقة". وأضاف أن "لديهم أدلة قاطعة على أن تلاعبا وعمليات تزوير حصلت في هذه الانتخابات فضلا عن أدلة من المفوضية نفسها تؤكد حدوث تلاعب بأرقام البطاقات التي سجلت عليها نسب التصويت في المراكز الانتخابية".
وأشار إلى أن "حركة التغيير لديها ثمانية آلاف صوت إضافية وإذا ما عادت الأصوات فان مقعدا آخر سيضاف إلى رصيد التغيير ليصبح مجموع مقاعدها في البرلمان الجديد 25 مقعدا".
وكانت الجماعة الإسلامية وهي من المعارضة الكردستانية قد أكدت على أنها رفعت شكوى قضائية إلى المحاكم وتتوقع هي الأخرى أن يزيد عدد مقاعدها البرلمانية إلى 7 مقاعد في حال أعيدت عملية التدقيق في نتائج الانتخابات.
وحقق الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، فوزا ساحقا في الانتخابات، وهي الرابعة منذ إنشاء حكومة إقليم كردستان في عام 1991، وحصل على 37.46 في المئة من الأصوات، في حين فازت حركة غوران، وهي تمثل المعارضة، بـ 23.52 بالمئة، وجاءت في المرتبة الثانية بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني، فيما حصل الاتحاد الوطني الكردستاني على المرتبة الثالثة.
https://telegram.me/buratha
