أبدت الحكومة المحلية في البصرة، الأربعاء، أسفها لقرار الاتحادات الكروية الخليجية الذي يقضي بنقل بطولة كأس الخليج بنسختها المقبلة الى مدينة جدة السعودية، ودافعت عن حقها باستضافة البطولة بدورتها الثالثة والعشرين المزمع إقامتها في عام 2016، فيما وصف مواطنون القرار بـ"السياسي"، وقللوا من أهمية استضافة البطولة.
وقال محافظ البصرة ماجد النصراوي إن "قرار نقل البطولة من البصرة يشعرنا بالألم والحزن، خاصة وأن اللجان الهندسية والفنية الخليجية التي زارت المحافظة بدرت منها إشارات إيجابية"، مبيناً أن "الحكومة المحلية تحركت باتجاه تلبية جميع رغبات الاتحادات الخليجية، فعلى سبيل المثال عندما طلبوا تخصيص أحد المستشفيات الخاصة للفرق الرياضية المشاركة سارعنا الى تخصيص مستشفى حديث البناء".
ولفت النصراوي الى أن "البصرة رغم خسارتها إستضافة البطولة بنسختها المقبلة إلا أنها تتطلع الى استضافة البطولة بنسختها الثالثة والعشرين"، معتبراً أن "البصرة بصفتها لؤلؤة الخليج ليس كثيراً عليها استضافة البطولة، خاصة وأنها في طريقها الى أن تكون عاصة للرياضة العراقية، ويتضمن هذا المشروع بناء العديد من المنشآت الرياضية، بما فيها تأسيس أول أكاديمية للإعلام الرياضي في العراق، وإنشاء أول مركز للطب الرياضي".
من جانبه، قال رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس محافظة البصرة نوفاك آرام بطرسيان إن "قرار نقل البطولة كان مفاجئاً لنا، ولا نعرف بالضبط ماهي مبرراته الحقيقية، لكن لا نستبعد أن تكون أمنية أو سياسية"، مبيناً أن "البصرة بذلت جهوداً كبيراً في سبيل استضافة البطولة بنسختها المقبلة، ونتيجة لنقلها فإننا نحتفظ بحق البصرة في استضافة البطولة بنسختها الثالثة والعشرين في عام 2016".
وأشار بطرسيان الى أن "المشاريع التي قررت الحكومة المحلية تنفيذها تحضيراً لاستضافة البطولة تشمل ترميم المنافذ الحدودية البرية وتطوير مطار البصرة الدولي، وإعادة تأهيل الطرق الواصلة بين منفذ سفوان الحدودي مع الكويت وموقع المدينة الرياضية"، مضيفاً أن "المدينة الرياضية أوشكت على أن تنجز، ويوم السبت المقبل ستشهد إقامة حفل كبير بمناسبة إفتتاحها يتضمن أقامة مبارتين، الأولى بين الزوراء والزمالك المصري، والثانية بين الميناء والعهد اللبناني".
مواطنون مهتمون بالشأن الرياضي أعربوا في أحاديث لـ"السومرية نيوز"، عن إنزعاجهم من القرار الخليجي، ومنهم عباس حميد علي الذي قال إن "نقل خليجي 22 هو قرار سياسي كان متوقعاً لأن بعض دول الخليج لا ترغب فعلياً ببناء علاقات جيدة مع العراق في شتى المجالات"، معتبراً أن "الاتحاد العراقي لكرة القدم عليه أن يعلن إنسحابه من البطولة كما فعلت وزارة الشباب والرياضة".
بدوره، قال المواطن علي حسين الذي يعمل سائق سيارة اجرة إن "نقل البطولة لا يعني الكثير للرياضة العراقية، خاصة وأن بطولة كأس الخليج غير معترف بها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم"، مضيفاً أن "رد العراق على نقل البطولة للمرة الثانية يفترض أن يكون باتجاه الإنسحاب من البطولة، والإمتناع عن خوض مباريات ودية أو أقامة معسكرات تدريبية في دول الخليج لحين السماح له بإستضافة إحدى دورات البطولة".
وكان قرر رؤساء الإتحادات الكروية الخليجية خلال اجتماع عقدوه، أمس الثلاثاء، في البحرين نقل بطولة كأس الخليج بدورتها المقبلة من البصرة الى مدينة جدة السعودية بسبب عدم جاهزية المحافظة لاستضافة البطولة، فيما رفضوا مقترحاً من الاتحاد العراقي لكرة القدم بنقل البطولة الى أربيل عوضاً عن البصرة، وعلى خلفية ذلك أصدرت وزارة الشباب والرياضة بياناً أعلنت فيه انسحاب العراق من البطولة احتجاجاً على سحب ملف تنظيمها منه، بينما أفاد الإتحاد العراقي لكرة القدم بأنه لم يقرر بعد الإنسحاب من البطولة.
يذكر أن بطولة كأس الخليج انطلقت أول مرة في البحرين عام 1970، وتمكن العراق من تنظيمها عام 1979، وحصل فيها على الكأس بقيادة المدرب الراحل عمو بابا، ثم استرجع العراق الكأس من الكويت في عام 1984، قبل أن تسترده الكويت في عام 1986، واسترجعه العراق منها مرة أخرى في عام 1988، بعدها حرم العراق من المشاركة في البطولة نتيجة تداعيات حرب الخليج الثانية في عام 1991، ثم سمح له بالمشاركة بعد سقوط النظام السابق في عام 2003.