طالبت لجنتان برلمانيتان، اليوم الاربعاء، السلطة التنفيذية بتطبيق قانون حظر التدخين، ودعتا وزارتي الدفاع والداخلية الى منع تشكيلاتهما من استعمال مواد دعائية تروج للسكائر، وفي حين "تبرأت" أمانة بغداد من أي علاقة لها بما ينتشر حالياً من إعلانات تروج للتدخين، وعزت وجودها في نقاط السيطرة العسكرية إلى سعي عناصرها لـ"حماية أنفسهم من قيظ الصيف ومطر الشتاء"، أكدت وزارة الصحة، أنها "تفتقر إلى الغطاء القانوني" الذي يمكنها من محاسبة مروجي تلك الإعلانات.
وقال عضو لجنة الصحة والبيئة البرلمانية، حبيب الطرفي، في حديث إلى (المدى برس)، إن على "الجهات التنفيذية تطبيق قانون حظر التدخين الذي أقره البرلمان"، مشيراً إلى أن "الالتزام بالقانون يشكل جزءاً من ثقافة المجتمع والسلطة التنفيذية لاسيما أنه من التشريعات المتحضرة".
من جهته طالب عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، عباس البياتي، وزارتي الدفاع والداخلية بضرورة "التعميم على تشكيلاتها لاسيما في نقاط السيطرة بمنع استعمال مظلات دعائية تروج لأنواع معينة من السكائر"، عاداً أن ذلك "يشكل خرقا لقانون حظر التدخين الذي أقره مجلس النواب".
وطالب البياتي، أيضاً بـ"منع استعمال تلك المظلات التي توزع مجاناً من قبل المحلات التجارية وباعة المثلجات وفرض عقوبات على من يروج للتدخين"، لافتاً إلى أن "عناصر نقاط السيطرة ربما لم يتنبهوا لتلك المخالفة أو كانت المعلومات تنقصهم بشأنها".
يذكر أن العديد من نقاط التفتيش والمحلات تستعمل مواد دعاية تروج للتدخين على شكل لافتات او مظلات على الرغم من وجود قانون يحظر ذلك في المناطق العامة.
وكان مجلس النواب العراقي، صوت في (الثاني من شباط 2012) خلال جلسته الـ17 من الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعية الثانية، على مشروع قانون منع التدخين في الأماكن العامة والدوائر الحكومية.
إلى ذلك تبرأت أمانة بغداد من أي علاقة لها بما ينتشر حالياً من إعلانات تروج لأنواع معينة من السكائر في العاصمة، وعزت وجود المواد الدعائية الخاصة بهذا الشأن في نقاط السيطرة الأمنية، إلى سعي عناصرها لـ"حماية أنفسهم من قيظ الصيف ومطر الشتاء".
وقال الوكيل البلدي لأمانة بغداد، نعيم عبعوب، في حديث إلى (المدى برس)، إن "ما ينشر حالياً من إعلانات لأنواع معينة من السكائر في شوارع العاصمة، ومنها سقائف أو مظلات، تستعمل في نقاط التفتيش، يوزع من قبل شركات خاصة لا علاقة لها بالأمانة"، مبيناً أن "الأمانة مسؤولة عن منح إجازة استثمار خاصة بالإعلانات ضمن حدودها الإدارية".
وأوضح عبعوب، أن "الأمانة تعطي موافقة عامة على الإعلانات من دون أن تعرف نوع الخدمة أو السلعة التي يروج لها"، مستدركاً "لكن الأمانة تؤكد على ضرورة إبراز مساوئ التدخين".
وعزا الوكيل البلدي لأمانة بغداد، استعمال نقاط التفتيش لمظلات أو مسقفات تتضمن دعاية للتدخين، إلى "سعي عناصرها حماية أنفسهم من أشعة الشمس اللاهبة أو مطر الشتاء".
على صعيد متصل ذكرت وزارة الصحة، أنها "تفتقر إلى الغطاء القانوني" الذي يمكنها من محاسبة مروجي إعلانات التدخين، وفي حين بينت أن العديد من الجهات الحكومية استجابت لمناشداتها بضرورة الكف عن مثل تلك الممارسات، انتقدت القطاع الخاص لعدم إبداء استجابة مماثلة.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة، الدكتور زياد طارق، إن "الوزارة ترصد ما يتعلق بالترويج للتدخين في العراق بعامة والعاصمة بغداد بخاصة"، مضيفاً أن "الآونة الأخيرة شهدت انتشار ظاهرة الترويج لنوع معين من السكائر في العاصمة من خلال توزيع مظلات لاسيما عند نقاط التفتيش برغم مخالفة ذلك للقانون".
وأكد طارق، أن "الوزارة تفتقر حتى اللحظة إلى غطاء قانوني يمكنها من محاسبة الذين يروجون للتدخين"، وتابع في "حال توافر مثل ذلك الغطاء القانوني ستتخذ الوزارة موقفاً رادعاً من تلك الإعلانات التي طالما حذرت من تداعياتها على صحة المواطنين".
وذكر الناطق باسم وزارة الصحة، أن "بعض الجهات استجابات لمناشدات وزارة الصحة بعدم الترويج للتدخين وبيان مخاطره"، مستدركاً "لكن الوزارة لم تلمس أي استجابة من قبل القطاع الخاص بشأن الموضوع".
يذكر أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، وجهت في (الـ29 من كانون الأول 2012 المنصرم)، بمنع الترويج للتدخين بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فضلاً عن منع صنع الشعارات الخاصة بمنتجات التبغ ومشتقاته، أو استيرادها وتداولها.
وكان العراق قد وقع خلال العام 2007، على بنود اتفاقية الصحة العالمية لمكافحة التدخين حول العالم، التي تشمل حظر أنواع التدخين في الأماكن العامة، وعدم السماح بالترويج لمنتجات التبغ، وتقنين استيرادها.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية WHO، أكدت في تقريرها الذي صدر خلال العام 2011 الماضي، ارتفاع عدد المدخنين في العراق إلى نحو 7.5 مليون مدخن، أي حوالي ثلث السكان، مشيرة إلى أن حجم الاستهلاك السنوي للسكائر في العراق، وصل إلى ما يقارب المليار علبة، تبلغ حصة كل فرد منها سنوياً 1200 سيجارة.
https://telegram.me/buratha
