دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، الى اقرار قانون الانتخابات باسرع وقت دون تسويف او مماطلة بعد التاكد من مراعاة المصالح العامة للمكونات والكتل السياسية ،واصفا تجزئة المشاكل الامنية والمسؤوليات بالخاطئة ، ردا على الاقوال التي تتحدث عن ان الاستهداف في الموصل يختلف عن البصرة او استهداف بغداد يختلف عن استهداف اربيل.
وذكر الحكيم خلال كلمة القاها بالملتقى الثقافي الاسبوعي بمكتبه في بغداد اليوم الاربعاء ان " هناك توافقا على الملامح الاساسية في القانون الانتخابي ، مبينا ان كتلة المواطن تعمل مع باقي الكتل ومع رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب لترسيخ هذه التوافقات وصولا الى رؤية تفصيلية للقانون متفق عليه يضمن مصالح الجميع دون غبن لاحد ،
داعيا الى اقرار القانون باسرع وقت دون تسويف او مماطلة بعد التاكد من مراعاة المصالح العامة للمكونات والكتل السياسية مما يساهم بخلق بيئة سياسية انتخابية هادئة، موضحا ان توافقات الكتل على القائمة المفتوحة والدوائر المتعددة جاءت متوافقة مع رغبة المرجعية الدينية لضمان حقوق المواطنين ، داعيا الى عدم تشتيت الاصوات.
واشار الى التفجيرات الارهابية التي ضربت مدينة اربيل ،فاكد ان المشروع الارهابي التكفيري يراد له ان يشمل منطقة الشرق الاوسط برمته وكل الدول اصبحت تحت نيران الارهاب مما يستوجب مراجعة المنظومة الامنية الاقليمية ، مبينا ان الارهاب يستهدف المنظومة الامنية ولم يعد عملا موجها ضد نظام بعينه، مستنتجا من انتشار الارهاب بهذه السرعة بان هناك دول ومؤسسات تمكنه ماليا واستخباريا ولم تعد الاعمال الارهابية اختراقات امنية عشوائية وانما صارت متناسقة ومنظمة في سياق عمل مرحلي.
وردا على الاقوال التي تتحدث عن ان الاستهداف في الموصل يختلف عن البصرة او استهداف بغداد يختلف عن استهداف اربيل وصف الحكيم تجزئة المشاكل الامنية والمسؤوليات بالخاطئة ، مشددا على ان الجميع مستهدف بنيران التكفيريين ولكن مرحلية العمل الارهابي تقتضي التركيز على منطقة دون اخرى او الايحاء بالدفاع عن مكون على حساب مكون اخر، داعيا الى رؤية موحدة لمواجهة الارهاب واساليبه ووسائله سيما ونحن نعيش في منطقة ملتهبة باتت بيئة مهيأة جدا للنشاط الارهابي ، مبينا ان الرؤية الموحدة لابد لها ان تنتقل من الحيز المناطقي الى الحيز الوطني ومن ثم الاطار الاقليمي ، مؤكدا ضرورة ان تكون رسائل المواجهة موحدة وطنيا واقليميا .
ونبه رئيس المجلس الاعلى الجامعات العراقية الى واجب مهم من واجباتها المتمثل بالتثقيف السياسي للطالب الجامعي ، مؤكدا الفرق بين التثقيف السياسي للطالب وبين تسييس الجامعات ، مشيرا الى ان هناك اوامر تمنع التثقيف السياسي في مخالفة صريحة للمنهج العلمي العالمي الذي تتبعه الجامعات العالمية التي تستضيف الشخصيات السياسية محليا وعالميا لالقاء محاضرات وتقدم رؤاها السياسية ورؤاها عن حياة المجتمع، عادا الطالب الجامعي مواطن مثقف والتواصل الثقافي معه مهم ، مبينا ان مايحدث اليوم في الجامعات محاولة لعزل الطالب الجامعي عن محيطه السياسي والاجتماعي ،
ووصف هذه المحاولات بالفاشلة لان الطالب الجامعي سيتواصل مع النخب خارج الجامعة ، مستشهدا بسياسية تبعيث الجامعات التي اتبعها حزب البعث فيما كان الدعاة من حزب الدعوة الاسلامية واحزاب اليسار والحزب الشيوعي ينشطون في الجامعات العراقية، داعيا الى الاستفادة من تجارب الماضي عند وضع الخطط، مبينا ان منع الطلبة من التثقيف السياسي اعلان فشل ودليل محدودية الرؤية والافكار، متسائلا هل نسمح بتسييس الجامعات فيما نمنع التثيقيف السياسي؟! .
واكد الحكيم اهمية التخطيط الاستراتيجي ، مشيرا الى زيارته الاخيرة لمحافظة واسط والبصرة ، مبينا ان الزيارة اقترحت على المحافظين تبني استراتيجية لمحافظاتهم عنوانها محافظاتنا عام 2040 الى اين؟، مؤكدا ان هناك تشجيع للاخوة المحافظين على البدء فعليا بالتخطيط الاستراتيجي ، مشددا على ان العمل الحقيقي لبناء العراق يبدأ من بناء المحافظات، مبينا ان اي عمل لا يمكن له ان ينجح ان لم يكن منسجما ومتناسقا مع الخطط الاستراتيجية للمحافظات ، داعيا الحكومات المحلية في المحافظات الى وضع خطط استراتيجية ضمن رؤية واضحة لما يجب ان ينجز ، مشيرا الى ان الاعمال الارتجالية وعدم تحديد الاولويات ستنتهي بالتخطيط الاستراتيجي .
وبين ان هناك ملامح تهدئة في المنطقة ، واصفا اياها بالملامح لانها لم تصل الى خطوات عملية حقيقية وان ابرز هذه الملامح هو بوادر الاتفاق الامريكي الايراني ، مؤكدا ان هناك ترحيب دولي بهذه البوادر وارتباك اقليمي في ذات الوقت ، داعيا الجميع الى العمل بمبدأ المصالح المشتركة وليس المصالح المنفردة واعتماد سياسة الربح للجميع ،
وعد رئيس المجلس الاعلى المصالح المشتركة من المبادئ المهمة في صياغة العلاقات الاقليمية والدولية المتوازنة ، مؤكدا حاجة الاطراف الفعلية للوصول الى اتفاقات مشتركة تحفظ مصالح الجميع وتشركهم، مرجحا انعكاس التقارب الامريكي الايراني ايجابا على شعبي البلدين وعلى شعوب المنطقة لما لهذين البلدين من تاثير فامريكا مؤثرة دوليا وايران مؤثرة اقليميا وفي الملف السوري واللبناني والبحريني والافغاني ، لافتا الى ان العلاقات الدولية جزء مهم في حياة الشعوب والامم فلا توجد عداوات دائمة ولاصداقات دائمة وانما مصالح للشعوب هي الاساس.
https://telegram.me/buratha
