أعرب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس الجمهورية، جلال طالباني، اليوم الأحد، عن "قلقه" من النتائج الأولية "غير المفرحة" لانتخابات برلمان الإقليم، وفي حين عد أن تلك النتائج "لا تليق بتاريخ الحزب وموقعه ونضاله"، أكد أنه "يتحمل المسؤولية الكاملة" عنها وسيعد النظر في آليات عمله، مثلما "يحترم إرادة شعبنا وسيلتزم بها".وجاء أول رد فعل رسمي للمكتب السياسي للاتحاد الوطني، على النتائج الأولية لانتخابات برلمان كردستان، التي جرت أمس السبت، (الـ21 من ايلول 2013 الحالي)، خلال اجتماع عقده اليوم، في عرينه التاريخي، مدينة السليمانية،(364 كم شمال شرق العاصمة بغداد)، بإشراف نائب الأمين العام للحزب، كوسرت رسول علي، بحسب ما أورده بيان للحزب نشر في موقع (مكتب الإعلام المركزي) التابع له، على الانترنت، واطلعت عليه (المدى برس).وجاء في البيان، أن "المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني هنأ في مستهل الاجتماع، أبناء شعب كردستان بنجاح الانتخابات وإنجاح الديمقراطية حيث تخدم تعميق الحياة الديمقراطية في إقليم كردستان"، مشيراً إلى أن "الديمقراطية هي أحد الأهداف والشعارات الرئيسة العتيدة للاتحاد الوطني الكردستاني".وتابع المكتب السياسي، وفقاً لبيانه، بـ"الرغم من ضرورة انتظار النتائج الرسمية للانتخابات وحسم الشكاوي، لكنه وقف عند النتائج الأولية لانتخابات برلمان كردستان، وأكد أنها مبعث قلق للاتحاد الوطني الكردستاني وليست مفرحة ولا تليق بتاريخ وموقع ونضال الاتحاد الوطني الكردستاني".وأوضح المكتب، كما جاء في البيان، أن "الحزب سيأخذ النتائج الأولية كرسالة، مؤكداً أنه يتحمل المسؤولية الكاملة أمام الرفاق ومخلصي الاتحاد الوطني، كما سيقوم بالتحقيق في الأسباب المتعددة والمسببة لتلك النتائج بالتشاور مع المجلس القيادي والكوادر المتقدمة والمختصين من أصدقاء الاتحاد الوطني"، وتابع كما "سيقوم بإعادة النظر في آليات العمل والإدارة والبرامج ومستلزمات العمل والمهام والمسؤوليات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني".وشدد المكتب السياسي، في البيان، على أن "الاتحاد الوطني الكردستاني يحترم إرادة شعب الإقليم وسيلتزم بها".ونقل البيان عن المتحدث باسم المكتب السياسي، آزاد جندياني، قوله إن "المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني، سيجتمع نهاية الاسبوع الحالي للغرض نفسه".واختتمت في الساعة الخامسة من عصر أمس السبت، انتخابات برلمان كردستان، التي بدأت في السابعة صباحاً، وتنافس فيها 32 كياناً سياسياً (قائمة حزبية)، على 111 مقعداً تمثل مجموع مقاعد البرلمان الذي خصص 30 بالمئة منها للمرأة، وخمسة للمسيحيين، ومثلها للتركمان، ومقعد واحد للأرمن، بحسب قانون ذلك البرلمان.وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أعلنت مساء أمس، عن مشاركة 73.9 بالمئة من الناخبين بانتخابات برلمان كردستان، مبينة أن العتبة الانتخابية التي تؤهل المرشحين للوصول على البرلمان تبلغ 19 ألف و600 صوتاً.يذكر أن التسريبات الأولية عن انتخابات برلمان كردستان، التي شارك فيها مليونين و888 ألفا و699 شخصاً، بينت حتى الآن، تقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، تليه حركة التغيير، بزعامة نوشيروان مصطفى، في غالبية مناطق الإقليم، مما يؤشر "نكسة" لجهود الاتحاد الوطني الذي كان يطمح بتحسين موقعه لاسيما أنه أصر على خوض الانتخابات بقائمة منفصله عن حليفه حزب بارزاني، على العكس مما حدث في الانتخابات الماضية عام 2009.ويعاني الاتحاد والوطني من تحديات كبيرة لعل أبرزها غياب زعيمه التاريخي، جلال طالباني، الذي يتلقى العلاج في المانيا منذ كانون الأول 2012 المنصرم، حين أصيب بجلطة دماغية، وتعدد مراكز القوى بين صفوفه.ويتوقع مراقبون أن تؤدي نتائج الانتخابات الحالية إلى تغيرات كبيرة في الخارطة السياسية لإقليم كردستان، لاسيما بعد إعلان حركة التغيير، عن استعدادها دخول الحكومة الجديدة، على عكس موقف الرافض لذلك طوال السنوات الأربع الماضية، مما يفتح الباب لتحالفات جديدة أبرزها بين قوى المعارضة الممثلة بحركة التغيير والقوى الإسلامية، وحزي بارزاني.