اتهم السفير العراقي في العاصمة الأميركية واشنطن، اليوم الخميس، القاعدة بـ"دفع العراق نحو الحرب الأهلية"، وفي حين عد أن كلاً من بغداد وواشنطن تواجهان "عدوا واحداً هو ذلك التنظيم"، حمل "الربيع العربي" مسؤولية "الفراغ" الذي أدى إلى "الانزلاق نحو الاستقطاب الطائفي والإقليمي والديني في المنطقة"، ودعا لأن تقوم العلاقة بين البلدين على أساس "الشراكة" وليس "الأحداث الطارئة".
جاء ذلك خلال حديث للسفير لقمان فيلي، في معهد بروكنغز Brookings Institution الأميركي للبحوث السياسية والاقتصادية، بالعاصمة واشنطن، بحسب ما أوردت صحيفة ذي واشنطن تايمز The Washington Times
وقال الفيلي، بحسب الصحيفة، إن "الأشهر القليلة الماضية شهدت ارتفاعاً بمعدلات العنف في بغداد ومناطق أخرى في الوقت الذي يحاول فيه تنظيم القاعدة والمجاميع المتحالفة معه دفع العراق نحو حرب أهلية".
وحمل السفير، وفقاً للواشنطن تايمز، "الثورات والانتفاضات التي عمت بلدان الوطن العربي منذ 2010 الماضي، مسؤولية إعادة ظهور القوى المتطرفة والطائفية، بعد أن أسقطت الأنظمة التي بقيت جاثمة في السلطة مما أحدث فرغاً في بلدانها"، مشيراً إلى أن "ما بدا للوهلة الأولى كاحتجاجات وانتفاضات ديمقراطية انزلق، لسوء الحظ، نحو الاستقطاب الطائفي والإقليمي والديني".
وأضاف الفيلي، كما ذكرت الصحيفة، أن "الوضع الأمني في العراق تأثر بتلك الأحداث والتطورات لاسيما الحرب والصراع الدائر في الجارة سوريا"، مبيناً أن "العراق والولايات المتحدة يواجهان عدوا واحداً هو تنظيم القاعدة الذي يحاول عرقلة التقدم في العراق ومصادرة الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد".
وقالت الواشنطن تايمز، أن "تنظيم القاعدة الارهابي في العراق كان قد اندمج مع الإرهابيين الذين يقاتلون نظام الأسد في سوريا، وفي نيسان اندمج تنظيم دولة العراق الإسلامية الإرهابي مع جبهة النصرة وشكلا تنظيماً جديداً يحمل أسم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام".
ودعا السفير العراقي، كما أوردت The Washington Times، واشنطن لأن "تنظر إلى علاقتها مع بغداد على أنها بين شركاء وليست طارئة تعتمد على الأحداث"، عاداً أن "الولايات المتحدة فشلت في إدراكها للمفهوم العراقي بأمنه الطارئ".
وأكد فيلي، بحسب الصحيفة، أن "صراع العراق ضد تنظيم القاعدة ليس مجادلة سياسية، إنما صراع وجود وبقاء"، معرباً عن اعتقاده أن من "المهم للشعب أن يقدر ذلك أيضاً".
وتشهد معدلات العنف في العراق منذ، مطلع شباط 2013، تصاعداً مطرداً، إذ ذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق، في الأول من حزيران 2013، أن 3442 عراقياً استشهدوا أو أصيبوا، خلال أيار الماضي، بعمليات عنف في مناطق متفرقة من البلاد، في حين بينت (يونامي) مطلع تموز الماضي، أن حصيلة أعمال العنف في العراق بلغت خلال حزيران الماضي نحو 2532 شخصاً،
وأكدت أن العاصمة بغداد كانت "الأكثر تأثراً" بإعمال العنف، كما كشفت بعثة المنظمة الدولية، في الأول من آب المنصرم، أن حصيلة أعمال العنف في العراق خلال تموز الماضي، بلغت 3383 قتيلاً أو جريحاً، وأعلنت يونامي، في الأول من أيلول الحالي2013، أن حصيلة أعمال العنف في العراق خلال آب المنصرم، بلغت 804 شهيدا و2030 جريحاً في بغداد والمحافظات، مبينة أن من بين الشهداء 106 من أفراد الشرطة ، بينما بلغ عدد جرحى قوات الشرطة 195.
وبشأن اتهام المسؤولون الأميركيين العراق بأنه "يسمح لإيران بنقل أسلحة عبر أجوائه للنظام السوري"، نقلت الواشنطن تايمز عن السفير الفيلي قوله إن "الحكومة العراقية ترفض أصلاً أي مساعدة عسكرية لنظام الأسد"، لافتاً إلى أن "بغداد طلبت من الولايات المتحدة مساعدتها في بناء منظومة دفاع جوي موحدة يستطيع من خلالها حماية أجوائه والحيلولة دون استخدامها كمجال لعبور الأسلحة إلى سوريا".
وذكرت The Washington Times، أن السفير العراقي في واشنطن، اعتبر أن "الحوار هو الحل الوحيد لحل الأزمة في سوريا، وأن محاولة توجيه ضربة عسكرية سريعة لنظام الأسد لن يكتب لها النجاح"، مؤكداً أن "أحداً لم يجب عن التساؤل بشأن السيناريو الذي سيعقب ذلك؟".
يذكر أن رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، أطلق في (الرابع من أيلول 2013 الحالي)، مبادرة جديدة لحل الأزمة في سوريا أبرز نقاطها وقف إطلاق النار الفوري، وانسحاب المقاتلين الأجانب، وتشكيل حكومة مؤقتة تحظى يدعم حكومة بشار الأسد والمعارضة.
كما أكد المالكي خلال كلمته الاسبوعية، أمس الأربعاء،(الـ18 من ايلول الحالي)، أن مبادرة الحل السلمي التي اقترحها العراق لإنهاء الأزمة في سوريا، "وجدت طريقها عند المجتمع الدولي"، مبيناً أن الكثير من الدول "تفاعلت معها ونحن على استعداد للقيام بدور ايجابي وفعال في إدارة الحوارات من أجل حفظ السلم الأهلي في سوريا والمنطقة وتأثيرها على العراق".
يذكر أيضاً أن القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، تخلت عن توجيه ضربة عسكرية إلى نظام الأسد، حالياً على الأقل، على خلفية المعارضة الشعبية في بلدانها، وجهود روسيا التي أفلحت في اقناع تلك القوى، فضلاً عن النظام السوري، بقبول نزع أسلحة سوريا الكيمياوية بإشراف دولي.
https://telegram.me/buratha
