حذّر تقرير أميركي من تنامي تنظيم القاعدة الارهابي، وأنه بات يخطط لتوسيع رقعة سيطرته على مناطق في العراق وسوريا، مشيرا إلى ضرورة مشاركة قوات البيشمركة في رد هجمات القاعدة.
وقال التقرير الذي نشرته مؤسسة دراسة الحرب الأميركية ISW ، اطلعت عليه وكالة كل العراق [اين]، ان "الأولوية الآن هي لمجابهة هذا الخطر وأن تتوافر الجهود لتفكيك الخلايا التي تخطط وتنفذ عمليات القاعدة وتفجير السيارات المفخخة في العراق".
وأضاف التقرير الذي يحمل استنتاجات محللين أميركيين بناء على تقارير استخبارية حديثة، ان "عمليات القاعدة في العراق تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة، ووصلت إلى مستوى كبير يفوق ما قبل 2007، وقبل ان يجري تشكيل قوات الصحوة لضربها".
ويقول التقرير إن "القاعدة في العراق نجحت في إعادة بناء منظمتها العسكرية والأمنية، وأصبحت قادرة على التخطيط والتوجيه وحشد الموارد لشن هجمات في أنحاء العراق، وباتت تتحرك من موقع قوة في العراق وسوريا، ساعية الى السيطرة في ظل شعار الدولة والخلافة الاسلاميين".
كما حدد التقرير المناطق التي باتت القاعدة تسيطر عليها في العراق , وهي مناطق واسعة في محافظة ديالى, ومناطق في صحراء غربي تكريت في محافظة صلاح الدين, وأنحاء من جنوب محافظة الموصل وغربي كركوك, والمعابر والمداخل المؤدية إلى سوريا في الأنبار, فضلا عن مناطق وملاذات داخل المدن، وبالأخص في محيط العاصمة والمحافظات الأخرى.
وعن قدرات وإمكانات "القاعدة" في مجال السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية، يقول التقرير إنها تضاعفت بفضل ثلاثة عوامل هي "أولا: إنشاء مصانع غير مركزية لتجهيز السيارات المفخخة قرب المناطق المستهدفة، بحيث لا تحتاج إلى عناء كبير في إيصال المفخخات إلى أهدافها رغم الإجراءات الأمنية الهشة للحكومة، ثانيا: تشكيل خلايا مستقلة عن البناء الأساسي للتنظيم، مهمتها تجهيز وتفجير السيارات، لتتحرك من دون الرجوع إلى قيادة التنظيم، ثالثا: تستطيع الخلايا المستقلة تنسيق الهجمات مع القيادات العسكرية العليا من خلال مراسلين، وليس عبر الهاتف، وهذا ما ساعد على تنفيذ عدة هجمات متزامنة في يوم واحد. كما أن الخلايا تتقصد ضرب البنى التحتية والمؤسسات الامنية المحصنة جيدا، اضافة الى السجون والمقرات الحكومية.
ويقدم التقرير عدة توصيات لمواجهة الخطر المتنامي في العراق، والذي يرتبط - ولو جزئيا - بالوضع السوري، ومنها، ان "على الحكومة العراقية ان تعمل على تجنب اندلاع تمرد سني في غمار عملياتها ضد الارهاب في المناطق السنية، فمن شأن ذلك ان يشعل انتفاضه سنية تؤدي الى شل قوات الامن وبالتالي توفير فرص جيدة لعمليات القاعدة، وبالتالي انزلاق الوضع نحو الحرب الاهلية الطائفية.
كما ان إلحاق الهزيمة بــ "القاعدة" يعتمد الى درجة كبيرة، على مشاركة قوات الامن الكردية [البيشمركة ] في هذا الجهد، وهي توصية تؤشر الى خلل في الجهد الامني العراقي بعدم مشاركة الكرد في النسق الامني العام لمكافحة "القاعدة"، واقتصار الجهد الكردي على امن الاقليم.
وتستند هذه التوصية على ان "القاعدة" موجود بقوة على طول الخط الاخضر الفاصل بين اقليم كردستان والدولة العراقية، وانه اصبح يستغل الفجوة البرية بين قوات الامن الكردية والقوات العراقية المتنافسة على السيطرة هناك، وزيادة نفوذها وتطوير مراكز جذب متعددة في العراق وسوريا. واذا نجحت في ذلك، فسيكون من الصعب إلحاق هزيمة حقيقية بها.
كما يوصي التقرير الادارة الاميركية بان تبذل الآن جهدا اساسيا يمنع عودة بروز "القاعدة" في العراق وسوريا. فهذا يشكل تهديدا مباشرا للمصالح الاميركية في العراق والمنطقة.
https://telegram.me/buratha
