عبر رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني عن اعتقاده بأن سياسات النظام السابق المعادية لكردستان، وبرنامج النفط مقابل الغذاء، وجها أكبر ضربتين للقطاع الزراعي في كردستان، وأوقفا نموه وتقدمه على رغم الموارد الطبيعية الهائلة لهذا الإقليم، وخصوصا تنوع مصادر المياه الوفيرة التي لم تتمكن كردستان من الاستفادة منها بالشكل المطلوب.
ونقل بيان لحكومة الإقليم تلقت وكالة انباء براثا نسخة منه اليوم الخميس عن بارزاني قوله خلال كلمة ألقاها في مراسيم وضع حجر الأساس لأحد أكبر المشروعات الإستراتيجية بمجال المياه وهو مشروع سد {دربند كومسبان} على بعد {30 } كم من مركز مدينة أربيل أن "النظام العراقي وبسبب سياساته العنصرية الحاقدة ضد الشعب الكوردي، ومن خلال تدميره لأكثر من{ 4500 } قرية كردية أثناء حملات الأنفال، أفرغ الريف الكردي من ساكنيه، وحول الفلاحين المنتجين إما إلى عاطلين عن العمل، أو دفعهم إلى ممارسة الأعمال الأخرى غير الزراعة، واضطر جميعهم إلى العمل بوظائف الحكومة أو بالأعمال الحرة، مما جرد هذا القطاع الحيوي من أحد أهم ركائز تقدمه الإنتاجي وهو الفلاح ".
وأشار إلى انه" أما الضربة الثانية التي وجهت إلى هذا القطاع أيضا في عهد النظام السابق، فهي برنامج النفط مقابل الغذاء الذي خلق مجتمعا استهلاكيا غير منتج ما زلنا نعاني من تداعياته وآثاره ".
يذكر ان برنامج النفط مقابل الغذاء استحدثته الأمم المتحدة لمساعدة العراقيين في ظل العقوبات التي فرضت على نظام السابق المقبور بعد غزوه لدولة الكويت في عام 1990.
وقد سمح البرنامج للعراق خلال الفترة من 1996 الى 2003 بشراء أغذية وأدوية بمبالغ قدرت بـ 46 مليار دولار تم تحصيلها من بيع محدود للنفط .
وأضاف بارزاني إن" هاتين الضربتين أثرتا بشكل كبير على القطاع الزراعي وأخرت مجالات تنميته وتطويره على رغم وجود إمكانيات هائلة من مصادر مائية والمكننة والاستثمارات الخاصة بالقطاع الزراعي، لذلك فإن حكومة الإقليم تعمل حاليا على وضع مخطط لمشاريع استثمارية كبرى لتنمية وإحياء البنية التحتية لهذا القطاع، وهذا المشروع الخاص ببناء سد دربند كومسبان سيكون أول مشروع استراتيجي رائد في هذا المجال ".
ونوه بارزاني إلى أن "إقليم كردستان لم يستطع الاستفادة من مصادره المائية، وخصوصا المياه السطحية ومياه الأمطار بسبب عدم وجود سدود لخزنها".
وأشار إلى أن "البحوث والدراسات العلمية والتحليلات الاقتصادية أظهرت أن السيطرة على الموارد المائية وإدارتها وتوزيعها بين البلدان، ستكون محور المنازعات المقبلة، وسيكون لها تأثير بالغ على جميع المعادلات، ولذلك فإن الأمن المائي، أصبح قرينا للأمن القومي بالنسبة لجميع الحكومات والبلدان التي بدأت تخطط لمشاريع إستراتيجية لتأمينها".
وبين انه" من هذا المنطلق أعدت حكومة الإقليم خططها ومشاريعها وتعمل بمختلف الاتجاهات من أجل الاستفادة القصوى من الثروة المائية، ولذلك خططت لإنشاء أكثر من سبعين سدا بمختلف مناطق كردستان، سنبدأ به تباعا اعتبارا من السنة الحالية وحتى عام 2019 بما يوفر المياه الكافية لأجيالنا القادمة، حيث إن معظم حكومات العالم تهتم وتقدر قيمة المياه في المستقبل، وعلينا أن نفعل الشيء ذاته ".
واستطرد رئيس حكومة الإقليم إن "وضع الحجر الأساس لهذا المشروع الاستراتيجي مهم للغاية بالنسبة لمستقبلنا ولتأمين أمننا الغذائي، فمن جهة سيساعد هذا المشروع على تخزين المياه للزراعة، ومن جهة أخرى يسهم في زيادة نسبة الخضرة للوصول إلى المستويات العالمية بالإضافة إلى تحقيق التقدم بمجال الإنتاج الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي ".
واردف بالقول انه" نعتقد أيضا بأن الثروة المائية لا تختلف عن الثروات النفطية والغازية الأخرى، وعلى هذا الأساس سنولي أعظم اهتماماتنا بتأمين أمننا المائي وصولا إلى تأمين الأمن الغذائي، ثم أمننا القومي ".
يذكر أن مشروع هذا السد تنجزه شركة تركية بالتعاون مع شركات محلية وبتكلفة تقدر بتسعين مليون دولار، ويبلغ ارتفاعه{ 71 } مترا وله قدرة خزن{ 73 } مليون متر مكعب من المياه .
https://telegram.me/buratha
