دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم القوى السياسية الى اعلان البدء بسياسة تجميد الازمات لتجاوز العاصفة القادمة بما يضمن مصالح الوطن والمواطن، مشددا على" ضرورة بناء المصدات الوطنية للوقوف بوجه هذه العاصفة والتقليل من شرورها وتداعياتها على الوضع العراقي"، مبينا ان" المرحلة تقتضي مصارحة الشعب بالخطر المقبل، حاثا وسائل الاعلام على اثارة هذه الاخطار للناس ومناقشتها مع المسؤولين ليكون الجميع امام الامر الواقع.
وقال السيد عمار الحكيم في كلمة له خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي في بغداد اليوم الاربعاء ان" الدعوة الى التجميد تاتي من القناعة التامة ان الوقت لا يكفي لاعتماد تصفير الازمات"، مبينا ان" الازمات جاءت وليدة المعادلة السياسية التي شكلت الحكومة"، مشيرا الى" الحاجة لتحالفات جديدة بامكانها ازالة العديد من الازمات"، مؤكدا ان" قادة العراق رجال مسؤولية وعلى الجميع تحملها"، داعيا اياهم الى" اعلان البدء بمرحلة تجميد الازمات ليلتقي الجميع فيما بينهم دون حرج مع تجنب طرح المواضيع الخلافية"، مبديا سعادته بـ"خروج القادة العراقيين في اجتماع يعبر عن راي موحد في القضية السورية"، عادا مثل هكذا لقاءات رسائل تطمين للشعب العراقي"، مبينا ضرورة الاجتماع على" رأي موحد في المشاكل الداخلية ايضا".
وعن اطلاق البعض لسيناريوهات مقلقة للوضع العراقي بسبب الأزمة السورية وصف السيد الحكيم هذه السيناريوهات بالقاصرة والبعيدة عن الشمولية فيما جاء البعض منها للتهويل ولزرع الخوف، اكد السد عمار الحكيم ان" العراق ليس دولة كارتونية والشعب العراقي ليس شعبا بعيدا عن القوة والعمق الحضاري والانساني"، داعيا الى" التعرف على مكامن قوة الشعب العراقي التي قد تفاجئ الكثيرين"، مشيرا الى ان" الشعب العراقي ليس في وارد استعراض قوته وسيبرزها وقت ما تقتضيه الضرورة"، محذرا من" الاستهانة بالتجربة العراقية"، مشددا على ان" الشعب العراقي يمر باقوى مراحله التاريخية"، لافتا الى ان" الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العراق انما هي دليل على قوته"، داعيا الى" عدم الربط بين التلكؤ في بناء الدولة وبين الدفاع عن هذه الدولة"، مشيرا الى ان" العراقيين عندما يدافعون عن دولتهم انما يدافعون عن مستقبلهم ووجودهم وليس دفاعا عن موقع هنا او هناك"، مبينا ان" قوة العراقيين تكمن في دفاعهم عن مشروعهم"، مشددا على ان" العراقيين ذاقوا طعم الحرية ولا يمكنهم العودة الى عقود الجهل والظلم والاستبداد".
واشار الى ان" العراق يمتلك ثروات كبيرة وسيلمس المواطن اثر هذه الثروات اذا ما توفرت الادارة الفاعلة لها"، مؤكدا" امكانية العراق في بناء تجربة تكون محط فخر لجميع العراقيين ولا يمكن ان يعود الى سياسة تكميم الافواه والمقابر الجماعية والاعدامات والحريات المسلوبة"، مشددا على ان" الشعب العراقي سيواجه اعداءه ومن يقف وراءهم ومن يخطط لهم ومن يمولهم ويوفر لهم الغطاءات ولن يفرط بمشروعه"، موضحا ان" قوة العراق بقوة شعبه المكون من 34 مليون عراقي من مختلف المكونات وسيدافعون عن وطنهم وعن التداول السلمي للسلطة"، مشددا على ان" شباب العراق الوطني والعقائدي اهم عناوين قوته وهم مضرب الامثال بشجاعتهم وتضحياتهم وتشهد لهم ساحات الوغى"، منوها الى ان" الشعب العراقي في الوقت الذي يواجه التحديات يرفع راية الوئام والسلام والمحبة وحسن الجوار ويريد الخير للشعوب"، مبينا بان" سلامه ومحبته لا تعني الاستسلام في اي لحظة او ظرف".
وبين السيد عمار الحكيم ان" العراق يتعرض للمؤامرات بسبب قوته"، محذرا من" الغرق بنظرية المؤامرة والمؤامرات الملفقة والتافهة"، مشيرا الى" ضرورة عدم الغرق بنظرية المؤامرة واوهام المتآمرين"، داعيا الى" تحليل المعلومات ودراستها وتقييم المؤامرات على اساس انسجامها مع المنطق والواقع" ، مشيرا الى ان" المؤامرات الوهمية فخ ولا بد من غربلة المعلومات كي لا تتحول المؤامرات الوهمية الى حرب نفسية ".
ووصف رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي التصريحات الطائفية بـ"النياح الطائفي"، ناعتا مطلقي التصريحات الطائفية بـ" فاقدي الصواب والمرضى الذين يعانون من العقد النفسية"، مبينا ان" تصريحات ابادة طائفة كاملة من الشعب العراقي هو ابتلاء آخر ابتلي به الشعب العراقي"، عادا مطلقي التصريحات الطائفية بـ" العار على انفسهم وعشائرهم ومن ينتمون اليهم لانهم يعرضون المجتمع لخطر جسيم".
كما سلط السيد عمار الحكيم الضوء على ذكرى المرجع الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر{قده} ونجليه، عادا استهدافه من قبل النظام البائد دليلا واضحا على حجم تاثيره ومشروعه العقائدي والتربوي والانساني خدمة للشعب العراقي، مبينا ان" السيد محمد محمد صادق الصدر اسس تيارا ثقافيا ودينيا في ظروف صعبة"، مؤكدا ان" استهداف آل الصدر الكرام جاء لقربهم من الناس ولخوف الطغاة منهم"، مشيرا الى ان" العلماء لهم تاثير على الرأي العام"، مُعزِّياً " ابناء السيد محمد محمد صادق الصدر واتباعه بذكرى استشهاده".
https://telegram.me/buratha
