الأخبار

ألف كربلائي يتهمون المحكمة الإدارية بتحميلهم تبعات "خطأ" سببه صدام حسين


أكثر من ألف مواطن كربلائي وجد نفسه بين ليلة وضحاها مطالباً بإخلاء داره وتسليمها لآخر نتيجة "خطأ" إداري وقانوني من تبعات النظام السابق "لا ذنب" له فيه، مما ينذر بمشكلة قد "تسيل فيها الدماء" لاسيما أن المحكمة الإدارية "لم تحسم" أمر تعويض المتضررين وتركت الأمر معلقاً ومفتوحاً على الاحتمالات كلها، في حين شكل مجلس المحافظة لجنة لإيجاد حل للمشكلة بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية.

ويقول مالك عطية، من أهالي حي القضاة، بمركز مدينة كربلاء، في حديث إلى (المدى برس)، لقد "اشتريت قطعة أرض سكنية في حي القضاة عام 1998 بعد أن منحتها الدولة لموظف حكومي باعها لي بعد سنة من تسلمها"، ويشير إلى أن "البلدية منحتني إجازة بناء واستلفت سلفة المصرف العقاري وشيدت عليها داراً سكنته منذ عام 2000".

ويضيف عطية، في "العام 2006 فوجئت بإقامة دعوة ضدي وضد دائرة بلدية كربلاء والتسجيل العقاري من قبل مواطن يدعى أن الحكومة منحته الأرض عام 1992 وسحبتها منه عام 1996 ومنحتها لموظف آخر"، ويبين أن "المحكمة المدنية أخلت مسؤولية دائرة البلدية والتسجيل العقاري وأصدرت قرار لصالح المالك الأول وأعادت له ملكية الأرض وعدت قرار سحبها منه غير قانونياً".

ويذكر عطية، أن "داري أصبح اليوم باسم مواطن آخر بدأ يطالبني بالخروج منه"، ويؤكد "تمسكه بالدار التي تملكت أرضها على وفق القانون حتى إن كلف الأمر التضحية بحياتي".

ويطالب عطية الحكومة الاتحادية والبرلمان بضرورة "إيجاد حل لهذه المشكلة"، مستدركاً و"إلا فإنهم يتحملون تبعات ما سيحصل من خلافات قد تسيل فيها الدماء بين المواطنين".

من جانبه يقول المواطن الكربلائي رحيم عذاب، من أهالي حي السلام بمركز المدينة أيضاً، في حديث إلى (المدى برس)، إن "أكثر من ألف مواطن من أهالي أحياء السلام والتحدي والقضاة أصبحت منازلهم التي يملكوها ويسكنوها منذ سنوات ما قبل عام 2003 بأسماء أناس آخرين وبدأت الخلافات والدعاوى القضائية تكثر فيما بينهم".

ويذكر عذاب، أننا "لن نترك بيوتنا مهما حصل"، متهماً المحكمة المدنية بأنها "المسؤولة عن إشعال النار بين المواطنين بقرارها الذي منحت به أراضينا ومنازلنا لأناس قد سحبت الحكومة الأرض منهم في عام 1996 على وفق قرار مجلس قيادة الثورة المنحل الذي كان البلد كله يسير بقرارته وكان يُعتبر هو المشرع الوحيد في حينها".

وينفي عذاب، أن "يكون متجاوزاً" ويدعو الحكومة إلى "تعوض من يدعون أن تلك الأراضي لهم إن كان قرار سحبها منهم غير قانوني في حينه".

بالمقابل يقول مدير بلدية كربلاء، مازن الياسري، في حديث إلى (المدى برس)، إن "أمر سحب قطع الأراضي السكينة في أحياء التحدي والسلام والقضاة، جرى في عام 1996 بناءً على قرار لجنة سحب الأراضي التي شكلت في محافظة كربلاء حينها بأمر ديوان الرئاسة ومجلس قيادة الثورة المنحلين".

ويوضح الياسري، أن "مديرية بلدية كربلاء قامت بتمليك تلك الأراضي إلى موظفين ومواطنين آخرين بعد أن تم سحبها ممن تملكوها أول مرة"، ويبين أن "إجراءات البلدية كانت صحيحة وتطبيقاً لقرار لجنة السحب في حينها كما أن تمليك تلك الأراضي لآخرين تم بحسب الضوابط والتعليمات ولم يكن مخالفاً للقانون".

ومضى مدير بلدية كربلاء، قائلاً إن "المحكمة المدنية عدت أن قرار سحب الأراضي مخالفاً للقانون في ذلك الحين وأصدرت أمراً بإعادة تمليكها لمن منحت لهم أول مرة"، ويرى أن "حل هذه القضية لدى المحكمة الاتحادية".

ويكشف الياسري، عن "اقتراح بلدية كربلاء أن تدفع الحكومة تعويضاً لصاحب الأرض الأول أو أن تمنحه قطعة غيرها"، ويشدد على أن "عدم شمول من سُحبت الأرض منهم في حينها تم لمخالفتهم الضوابط والتعليمات".

على صعيد متصل يقول رئيس مجلس محافظة كربلاء، نصيف الخطابي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المجلس تابع قضية سحب أراضي أحياء التحدي والسلام والقضاة منذ الدورة السابقة واطلع على ملفاتها".

ويضيف الخطابي، أن "المجلس ناقش القضية مجدداً قبل نحو اسبوع حيث تبين له أنها تنطوي على أخطاء إدارية وقانونية حدثت في عام 1996 لا ذنب للمواطن فيها"، ويؤكد أن "المجلس شكل لجان محلية مشتركة لإيجاد حل سريع لهذه القضية بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية والوزارات المختصة".

يذكر أن مديرية بلدية كربلاء منحت في عام 1991 قطع اراضي سكنية لعدد من المواطنين وموظفي الدوائر الحكومية وبموجب الضوابط والتعليمات وعلى وفق شروط تضمنت عدد سنوات الخدمة ومسقط الرأس والزوجية وغيرها، وتم الايعاز في حينها إلى مديرية التسجيل العقاري بتسجيل هذه الأراضي بأسماء الموظفين والمواطنين الذين منحت اليهم واستحصلوا على سند التمليك الدائمي المرقم ( 25 ) ،

 وفي عام 1996 قرر مجلس قيادة الثورة المنحل ابطال السجلات العقارية لقطع الاراضي السكنية التي وصفها بأنها وزعت بشكل غير مشروع عام 1991 ، وتم سحب نحو 1500 قطعة ارض بموجب قرار لجنة سحب الأراضي التي شُكلت في حينها برئاسة نائب المحافظ ، وملكت مديرية بلدية كربلاء آنذاك الاراضي التي سُحبت الى موظفين ومواطنين آخرين وبحسب الضوابط والتعليمات.

وأصدرت المحكمة المدنية في كربلاء في عام 2006، قراراً بإعادة تمليك الاراضي لمن تملكوها أول مرة من دون تحديد مصير المالك الأخير للعقار أو من تحول إليه عن طريق الشراء، ولم تحدد أيضاً مصير المنشآت المقامة على هذه العقارات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2013-09-06
السلام عليكم مشكلة العراق بالإضافة للتفجيرات الإجراءات الإدارية والقوانين التي لا تحل مشاكل بل تعقد الأمور وتزيد مشاكل العراقيين الحمد لله موارد العراق كثيرة والشعب يريد الاستقرار والأمان وحياة بدون مشاكل وخلافات يا حكومة ويا برلمان ابعدوا الشعب من إجراءات النظام السابق ولا تذكروه به وأبداو حياة جديدة بنظام جديد وحياة جديدة بعيدة عن التعقيد والروتين ٣٥ سنة في ظل النظام السابق بإجراءات تعسفية وقوانين للسلطة وليس للشعب ومضيعة أموال العراق والآن تعقدون الامور ابنوا دولة الشعب وليس دولة الحكومة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك