أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي السيد عمار الحكيم أن تيار شهيد المحراب أول من طالب بإلغاء الامتيازات عن الدرجات الخاصة وهي مطالبة انطلقت من أدبياته.
واوضح في حديثه بالملتقى الثقافي الأسبوعي بمكتبه ببغداد الأربعاء ، أن كتلة المواطن أول من أعلن رفع اليد عن الامتيازات، رافضا كل المزايدات عليها.
وقال أن الحل لتقاعد النواب هو بالتوازن والنظرة الموضوعية واحتساب خدمة النواب كسائر موظفي الدولة فلا يعطى راتبا لمدى الحياة ولا يحرم من سنوات خدمته في مجلس النواب، لافتا إلى إن البرلماني مواطن وعليه التمتع بحقوق المواطن ،متمنيا إن يلحظ قانون التقاعد الموحد هذه الرؤية المتوازنة.
وتناول السيد الحكيم ما يتعلق بالتظاهرات فقال أن التظاهر حق دستوري مادام في نطاق العمل السياسي الديمقراطي، حاثا منظمات المجتمع المدني إلى تثقيف الناس بالمطالبة بحقوقهم دون تحميل التظاهرات أكثر مما تتحمل ووصفها بأنها [حركة ثورية وما شابه] ، مشيرا أن لا مبرر للاستنفار النفسي والقسوة للأجهزة الأمنية في تعاملها مع التظاهرات واصفا تعاملها في بعض المحافظات "بالمستهجن" .
ودعا السيد الحكيم الأجهزة الأمنية إلى التفريق بين الإرهابيين والمواطنين المطالبين بحقوقهم، مشيرا إلى إن انضباط سلوك رجال الأمن في تعامله مع المواطن يمثل مؤشرا لأسس الديمقراطية في البلد، مطالبا المؤسسة الأمنية بتثقيف منتسبيها بالسلوك المطلوب في التعامل مع هكذا حالات، مجددا تحذيره من سلوك بعض الأجهزة الأمنية، مذكرا بحادثة مدرب كربلاء المرحوم محمد عباس والتي دقت ناقوس الخطر، متمنيا أن يكون خبر وفاة احد المتظاهرين المعتقلين في ذي قار عار عن الصحة أو مبالغا فيه .
وجدد الحكيم تأكيده على أهمية الثورة الإدارية، مبينا أن الإدارة تمتد إلى جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والعلاقات الداخلية والخارجية والدولية مما يؤكد الحاجة لثورة إدارية في مختلف المجالات، مشيرا أن ولادة المشاكل بدأت منذ العهد الملكي وتراجعت الإدارة في العهود اللحقة، مشددا على أن العراق لا يعاني من أزمة قيادة وأنتج الكثير من القيادات، مستدركا لكن العراق يعاني من أزمة أدارة.
وفي اشارة الى قرب العام الدراسي الجديد، اعرب الحكيم عن حاجة النظام التربوي في العراق إلى التطوير وأدواته غير كفوءة وغير مكتملة ، مفصلا الحاجة في نقص الأبنية المدرسية وافتقارها للتجهيز الصحيح، فضلا عن قدم تصاميمها في وقت اتخذت الدول للمدارس منحى معماريا مما يشجع الطلبة على قضاء وقت ممتع داعيا إلى نهضة تربوية وتعليمية كبيرة تعالج الواقع التربوي الذي نعيشه، مؤكدا أن التقدم للأمام أساسه تطور التربية والتعليم وبدون ذلك لا يمكن بناء جيل مستقبلي واعد.
و أشار الحكيم إلى معاناة المحافظات فهي من جانب تحاول تقديم الخدمات الوعود وتريد توفير الأمن للمواطنين مما يجعل الجهاز الإداري للمحافظات محشورا في زاوية حيث لا يمكن لأي محافظ أن يتحكم بالإلية التنموية والاقتصادية لمحافظته لارتباط الأدوات بالوزارات في المركز، مشيرا إلى أن الوزارات تتعامل مع الحاجات الفعلية والملحة للمحافظات بطريقة روتينية مقيتة وأحيانا باللامبالاة، مبينا إن هذا التعامل ينعكس سلبا على الدورة الاقتصادية للمحافظة ، موضحا إن أدوات الملف الأمني بيد المركز فيما انعكاساته السلبية على المواطنين والجهاز الإداري للمحافظة، عادا الكم الهائل من القوانين المركزية المعطلة يقف حائلا بين المحافظات وبين التطور، معللا ان اغلب القرارات خارج صلاحيات المحافظات خاصة في المواضع الحساسة ، داعيا إلى إيجاد حلول فعالة وسريعة مواكبة للحاجات الملحة للمحافظات وذلك عن طريق مراجعة مجموعة من القرارات والإجراءات التي تقيد المحافظات.
وتطرق السيد الحكيم الى البطاقة التموينية فعد خطوة تحويلها للمحافظات بالجيدة والفعالة ، داعيا المحافظات إلى الاعتماد على مجهزين بمستوى عال من الكفاءة والخبرة ، فضلا عن إنشاء مراكز لفحص الأغذية معترف بها عالميا ، مشيرا إلى إن فلسفة الحصة التموينية ليس إيصال الحد الأدنى من الطعام وإنما السيطرة على أسعار السوق لاسيما في المواد الغذائية الأساسية، محذرا الفاسدين والمتلاعبين الذي اثروا أنفسهم من التلاعب بالحصة التموينية والعمولات بان أموالكم سحت أدخلتموها إلى بطونكم وبطون أبنائكم والسحت والمال الحرام لا تنفع معه التبريرات بالتصدق على الفقراء أو رعاية الأيتام أو إقامة الشعائر الدينية فلا يطاع الله من حيث يعصى، داعيا المحافظين إلى الاستعداد لموسم الخريف والشتاء والعمل بجهد وقوة لسد النقص في الطاقة الكهربائية والتهيئة لفصل الصيف بعيدا عن تعقيدات الوزارة وروتينها، مؤكدا أن الحل الأمثل لملف الكهرباء هو خصخصتها بأسرع وقت، مستشهدا بتجربة إقليم كردستان عندما خصخص الكهرباء .
واعرب الحكيم عن الشكر لجميع المساهمين بإقرار قانون لاجئي مخيم رفحاء واعتبارهم سجناء سياسيين، خاصا بشكره كتلة المواطن النيابية التي تبنت الموضوع ، مؤكدا مديونية الجميع لسكان مخيم رفحاء وما قدموه لقضية الشعب العراقي حيث ساهموا بنقل مظلوميته إلى طاولة القرار الدولي، عادا اعتبار ساكني مخيم رفحاء سجناء سياسيين انتصارا للمظلومية وإعادة للحقوق حتى وان جاءت متأخرة لان الحق لا يسقط بالتقادم .
وفي المجال الاقليمي أشار عمار الحكيم إلى الحذر الدولي في التعامل مع القضية السورية وتداعياتها، مبينا أن القراءة الواقعية للحذر تبين إن المجتمع الدولي أصبح أكثر عقلانية واتزانا في تعامله مع الأحداث والقضايا المتداخلة ومنها قضية سوريا ، مشيرا إلى أن مراجعة قائمة الخصوم والحلفاء في القضية السورية تصيب بالصدمة ومن هنا تصبح معرفة الحقيقة من اعقد الأمور وأصعبها وهذا ما دفع المجتمع الدولي للحذر والتعقل في التعامل مع سوريا ، مبينا أن هناك مؤشرا أخر تتضح ملامحه انتهىوهو التأثير الشعبي وضغطه على القرار السياسي، لافتا إلى أن الضربة العسكرية على سوريا حتى لو تمت فستكون ضربة محدودة ومحددة في نطاق أعادة التوازن بين المعسكرين ، داعيا إلى النظر بمبادرة الحكومة العراقية نظرة جادة لأنها جاءت متوازنة وتحفظ حقوق الجميع
https://telegram.me/buratha
