تقرير مرتضى الخزعلي ..
تحيي الأمة الإسلامية في هذه الأيام الذكرى العاشرة للشهادة الخالدة لشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم{قدس سره الشريف}، ففي مثل هذا اليوم بالتحديد التاسع والعشرين من آب استشهد بانفجار سيارة مفخخة وضعت قرب سيارته بعد خروجه من الصحن الحيدري بعد أداء صلاة الجمعة.
وأدى الحادث إلى استشهاد وجرح المئات من المصلين وزوار الإمام علي {ع} ، وأراد الإرهاب بهذه الحادثة القضاء على دور آل الحكيم في خدمة الأمة الإسلامية ولم يعلموا بأن عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم {قده} وابنه السيد عمار الحكيم أكملوا مسيرته في خدمة الوطن والمواطن من خلال الدور الكبير الذي قدمه عزيز العراق ، وايضا تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين بالإضافة إلى المبادرات التي تطلق بين الحين والاخر لخدمة هذا الشعب المظلوم .
وشهيد المحراب هو محمد باقر ابن السيد محسن الحكيم لطباطبائي المرجع الديني الشيعي الكبير ومن أبرز القادة الشيعة في العراق ،وهو أيضا مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق والتي تعد من قوى المعارضة العراقية التي عملت ضد النظام العراقي السابق، ولد شهيد المحراب في عام 1939 م في النجف ، ومارس التدريس في الحوزة العلمية وفي عام 1964 م درس في كلية اصول الدين في بغداد في مادة علوم القرآن ، ودرس كفاية الاصول في مسجد الهندي في النجف الاشرف،وفي جامعة الامام الصادق لقسم الماجستير في علوم القرآن في طهران وفي جامعة المذاهب الإسلامية لعلم الاصول ".
الكتل السياسية والشخصيات كان لها راي واضح في دورالسيد محمد باقر الحكيم {قده} حيث أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم أن منهج شهيد المحراب وأخيه عزيز العراق كان منهج التسامح وقبول الاخر والالتقاء على المشتركات.
وقال السيد الحكيم خلال الحفل التأبيني الرسمي لاستشهاد أية الله السيد محمد باقر الحكيم {قدس} ان "الشهداء يمثلون العلامة الابرز في تاريخ الامم، وهم الذين يعشقون الحرية فيسقونها بدمائهم ويعتمرون تاج الكرامة ليكون عنواناً لأممهم ومنطلقاً لامتلاك إرادتها ومسيرتها الطويلة في عملية التغيير".
واشار الى ان "شهيدنا السعيد كان لا يقبل إن يحدد بعائلة او طائفة او ارض او حدود وانما كان يتسع باتساع القيم والمبادئ التي يؤمن بها فكان لكل المسلمين ولكل العراق ... ان قربه من الله كان مقروناً بقربه من عباد الله، فكان مع شعبه والى شعبه، مشروعاً للعلم والعمل والجهاد، وكانت الشهادة جائزته الكبرى".
واضاف انه "ليصبح يوم شهادته يوماً للشهيد العراقي ... ويقف العراقيون في هذا اليوم ليستذكروه ويستذكروا معه كل شهداء العراق بمختلف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والقومية والسياسية".
كما اكد رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ان" استشهاد اية الله السيد محمد باقر الحكيم {قدس} جاء ليؤكد ان العراق وبعد سقوط الطاغية صدام وضع بامتحان الا وهو مواجهة الارهاب بكافة صوره وصنوفه.
جاء ذلك خلال كلمة القاها في الحفل التأبيني الرسمي الخاص في ذكرى استشهاد اية الله السيد محمد باقر الحكيم {قدس}.
وقال النجيفي خلال الاحتفال "مرة اخرى نقف باكبار واجلال امام الشهيدين السيد محسن الحكيم {قدس} والسيد محمد باقر الحكيم {قدس} ونستذكر جهادهما ونستخلص منها درسا جوهريا، ان سيرتهما مخضمة باعظم الجود بالنفس من اجل وطن وشعب امن ،مرفوع الرأس" .
وذكر ان "استشهاد السيد محمد باقر جاء ليؤكد ان العراق في امتحان وهو مواجهة الارهاب بكل صوره وصنوفه، حيث لا يوجد ديمقراطية ودولة دستورية مع فوضى نار القتلة".
وبين ان" العراق اليوم امام امتحان في طمر الارهاب وهذا لا يتحقق الا باحكام موازنة الفرضة والشعيرة واليوم نحن امما منعطف خطير في تاريخ العراق", مشيرا الى اننا "بحاجة اليوم الى هبة رجل واحد ويجب رمي جميع الخلافات والتناحرات في سلة المهملات ونتمسك بالمشتركات وماتحقق من مكتسبات".
واوضح ان "العراقيين ينتظرون منا ان نقدم ما يصبون اليه لكي ينعمو ويعيشو بسلام وياكلون من خيرات هذا البلد التي سلبت جراء تعرضه للنهب والسلب على مدى السنين"، مشيرا الى ان "منطقتنا التي كانت تعم بالسلام تخاطفتها اليوم خفافيش الظلام وهذه تحديات كبيرة تواجهنا فيجب ان نتوحد ونبتعد عن الخلافات السياسية".
ووصف الأمين العام لحزب الفضيلة الإسلامي هاشم الهاشمي يوم استشهاد شهيد المحراب {قده} بأنه مناسبة لتأبين الشهيد العراقي بشكل عام لأنهم لم يحظوا بيوم تاريخي يذكرهم ".
واكد الهاشمي"الان في عصر الانفتاح والديمقراطية يجب ان نعتبر هذا اليوم وهو استشهاد السيد محمد باقر الحكيم {قدس } هو تكريم للشهداء ".
وتابع ان"حضور النخب السياسية يؤكد رغبتهم في تكريم الشهيد العراقي وبادرة خير لجمعهم والتحاور من اجل الخروج من الازمة والمأزق الذي نمر به".
كما اشترك مع محمد باقر الصدر في مراجعة كتابيه (فلسفتنا، واقتصادنا) وقد وصفه الإمام الصدر في مقدمة كتاب اقتصادنا بـ "العضد المفدى".
وبالرجوع الى حياته في ايران وبالرغم من انشغالاته بالتحرك السياسي المعارض لنظام صدام حسين المقبور، فانه أولى الدراسة الحوزوية اهتماماً يتناسب مع حجم انشغالاته السياسية، فدرس على مستوى البحث الخارج باب القضاء والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وولاية الفقيه، كما ساهم وبصورة مستمرة في المؤتمرات الفكرية والندوات واللقاءات العلمية والثقافية التي تقام في إيران، وتناولت بحوثه: التفسير، والفقه، والتاريخ، والاقتصاد، والسياسة، والاجتماع، والفكر الإسلامي ".
حتى عودته إلى العراق، كان يرأس المجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، وعضو هيئة أمناء جماعة المذاهب الإسلامية، كما كان يحتل موقع نائب رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي لاهل البيت "ع" وعضو ومؤسس لجامعة أهل البيت "ع"، وصدرت له كتب في مجالات مختلفة على الصعيد العلمي والسياسي وعدد كبير من الأبحاث والكراسات،
وكانت من اهم كتبه المطبوعة هي : دور اهل البيت "ع" في بناء الجماعة الصالحة "جزءان و تفسير سورة الحمد والقصص القرآني وعلوم القرآن والهدف من نزول القرآن والحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق والوحدة الإسلامية من منظور الثقلين و المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن وقد طبع في العراق في أوائل السبعينات وثورة الامام الحسين "ع و المرجعية الصالحة والمجتمع الإنساني في القرآن الكريم والامامة في النظرية الإسلامية وحوارات 1 و 2 وتفسير عدد من سور القرآن المجيد، وغيره من الأبحاث العلمية المتنوعة ".
من جانبه قال رئيس كتلة التحالف الكردستاني فؤاد معصوم ان "الشهداء يمثلون العلامة الابرز في تاريخ الامم، وهم الذين يعشقون الحرية فيسقونها بدمائهم ويعتمرون تاج الكرامة ليكون عنواناً لأممهم ومنطلقاً لامتلاك إرادتها ومسيرتها الطويلة في عملية التغيير".
واشار الى ان "شهيدنا السعيد كان لا يقبل إن يحدد بعائلة او طائفة او ارض او حدود وانما كان يتسع باتساع القيم والمبادئ التي يؤمن بها فكان لكل المسلمين ولكل العراق وان قربه من الله كان مقروناً بقربه من عباد الله، فكان مع شعبه والى شعبه، مشروعاً للعلم والعمل والجهاد، وكانت الشهادة جائزته الكبرى .
وصف رئيس حزب المؤتمر الوطني النائب احمد عبد الهادي الجلبي شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم بـ{الشخصية الفريدة التي جمعت بين الاجتهاد والجهاد}.
وقال الجلبي في ذكرى شهيد العراق "لقد جمعتني بالسيد الشهيد محمد باقر الحكيم {رضوان الله عليه} علاقة قوية خلال سنيننا الطويلة في المعارضة، وجدته قد امتلك شخصية فريدة حيث جمع بين الاجتهاد والجهاد".
واضاف أن "الشهيد السيد محمد باقر الحكيم {رضوان الله عليه} كان صلبا في مواقفه الجهادية ضد نظام الطاغية صدام، حيث لعب دورا محوريا في جمع كلمة المعارضة العراقية السابقة وساهم بشكل فعال باسقاط النظام الصدامي البعثي".
واشار الجلبي الى أن "فقدان السيد الحكيم خسارة كبيرة للعراق والعراقيين جميعا ولانزال نعاني منها الى يومنا هذا".
وتحيي الامة الاسلامية الذكرى العاشرة لرحيلِ شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم {قده} واستذكار سيرته العطرة حيث يستذكر العراقيون و يستحضرون في هذا اليوم جميع الشهداء وفي مقدمتهم السيد الشهيد محمد باقر الحكيم{قده} والذين قدموا أنفسهم قرابين لنيل الحرية من أيدي السلطة الديكتاتورية الصدامية، لاسيما انه سليل عائلة العلم والعمل والشهادة و أمضى حياته في التفقه والعطاء خدمة لدينه ووطنه منذ صباه ولحين نيله الشهادة على يد الغدر والتكفير في جوار حرم جده أمير المؤمنين {ع} في هذا اليوم عندما فاضت روح السيد الحكيم قرب مرقد جده {ع} لينال الشهادة والكرامة.
وكان لشهيد المحراب {قده} نشاطه السياسي حيث ابدى السيد محمد باقر الحكيم اهتماماً مبكراً بأحوال المسلمين وأوضاعهم، ولذلك فكان من أوائل المؤسسين للحركة الإسلامية في العراق، وقد كرَّسَ جهده ووقته في مرجعية والده الامام الحكيم فكان يقوم بالنشاطات الاجتماعية ويزور المدن ويلتقي بالجماهير ويمارس دوره في التبليغ والتوعية، وتحمل مسؤولية البعثة الدينية لوالده الامام الحكيم إلى الحج ولمدة تسع سنوات حيث كان قد اسس هذه البعثة لاول مرة في تاريخ المرجعية الدينية ".
ومثّلَ والده الامام الأكبر الفقيه المرجع السيد محسن الحكيم في عدد من النشاطات الدينية والرسمية، فقد حضر كممثل عن والده في المؤتمر الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة سنة 1965 م، وكذلك في المؤتمر الإسلامي المنعقد بعمّان بعد نكسة حزيران 1967 م ".
وأثناء تصاعد المواجهة بين الامام الحكيم وبين النظام الحاكم آنذاك في بغداد وخلو الساحة من أغلب المتصدين بسبب السجن والمطاردة لازم السيد الحكيم والده الامام الحكيم وادار اعماله، حتى انتقل المرجع الأعلى إلى جوار ربّه الكريم في 27 ربيع الآخر سنة 1390 هـ ".
نشاطه في خارج العراق "منذ أول هجرته من العراق سعى لتصعيد العمل المعارض ضد النظام العراقي آن ذاك وقد قام بخطوات كبيرة في هذا المجال، اسفرت عن زعامة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بعدما كان قد اسس من قبل الامام الخميني والذي انيط زعامته للسيد محمود الهاشمي. الا بعد قدوم السيد محمد باقر الحكيم وتكريما لال الحكيم عزي زعامة المجلس الأعلى للسيد محمد باقر الحكيم. انتخب رئيساً للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق منذ عام 1986 إلى اغتياله.
كما اهتم بإنشاء المؤسسات ذات الطابع الخيري، فأسس "مؤسسة الشهيد الصدر" والمؤسسات الصحية، ثم المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق، ومنظمات حقوق الإنسان في العراق المنتشرة في ارجاء العالم. على الصعيد الإنساني أيضاً شجّع انصاره على تأسيس لجان الاغاثة الإنسانية للشيعه المتضررين من نظام الحكم، والتي قدمت خدمات جليلة للعوائل المستضعفة وعوائل القتلى والمعتقلين ".
حيث تقدم هذه المؤسسات سنوياً المبالغ الطائلة رعاية لهم. على الصعيد الثقافي اسس مؤسسة دار الحكمة التي تقوم بتخريج طلبة العلوم الدينية للمذهب الشيعي واصدار الكتب والكراسات الثقافية والدورات التأهيلية، وكذلك اسس مركز دراسات تاريخ العراق الحديث، وهي كلها مؤسسات يقوم سماحته بالإشراف عليها وتوجيهها والانفاق عليها من اجل خدمة قضايا المسلمين الشيعة في العراق
وفي يوم الجمعة الأول من رجب 1424 هـ اغتيل بانفجار سيارة مفخخة وضعت قرب سيارته بعد خروجه من الصحن الحيدري بعد أداء صلاة الجمعة.. وادى الحادث إلى استشهاد وجرح المئات من المصلين وزوار الامام علي وذهب الى جوار ربه عز وجل حيث حمل اللواء من بعده عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم{قده} وابنه السيد عمار الحكيم
https://telegram.me/buratha
