اتهمت الحكومة العراقية، اليوم الاثنين، شركة شل النفطية العالمية، بتسببها بخسارة 4.6 مليارات دولار، وحملتها مسؤولية عدم استئناف الإنتاج من حقل مجنون النفطي العملاق، وعدم اتخاذ أي إجراء جدي لمعالجة الغاز المصاحب للإنتاج في الحقل.
وكشفت وكالة الصحافة الفرنسية AFP، في خبر نشرته اليوم، عن "اطلاعها على رسالة بعثتها وزارة النفط العراقية لشركة شل Shell العملاقة للطاقة، تحملها فيها التسبب بفقدان ميزانية الدولة عوائد مالية تقدر بنحو أربعة مليارات و600 مليون دولار نتيجة للتأخير الحاصل بإنتاجها النفطي في البلاد".
وأورد الوكالة، أن "الوثيقة المؤرخة في (الـ21 من تموز 2013) تنتقد بحدة شركة النفط العالمية عن تلكؤها وتراجع إنتاجها من حقل مجنون العملاق بالتزامن مع هبوط صادرات النفط العراقية إلى أقل معدلاتها منذ 16 شهراً برغم سعي بغداد لتثبيت دورها ومكانتها كمنتج رئيس في سوق النفط العالمية".
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، أن "الوثيقة بينت احباط الحكومة العراقية من تراجع صادرات النفط التي يشكل حقل مجنون حصة الأسد فيها من واردات الميزانية".
ونقلت الوكالة عن مصدرين مطلعين، لم تكشف هويتهما، قولهما إن "الرسالة أرسلت من مديرية العقود والتراخيص في وزارة النفط العراقية، إلى نائب رئيس شركة شل في العراق، هانز نجكامب"، مبينة أن "الرسالة نصت على أن الإنتاج توقف في حقل مجنون لمدة طويلة وغير مقبولة مما أدى إلى خسائر في الإنتاج تصل إلى 44 مليون برميل ونتيجة لذلك تكبد العراق خسائر مباشرة تصل لأكثر من 4.6 مليارات دولار".
وجاء في الرسالة أيضاً، كما نقلت الوكالة، أن "الإنتاج في الحقل قد توقف منذ الأول من تموز عام 2012 المنصرم، بطلب من شركة شل للقيام بأعمال التأهيل لمنشآت الإنتاج السطحية الموجودة"، وأن كان من "المفترض أن تنتهي تلك الأعمال خلال أربعة أو ستة اشهر على أن يستأنف الإنتاج في موعد لا يتعدى بداية كانون الثاني من العام 2013 الحالي".
وذكرت الوزارة في رسالتها الانتقادية للشركة، بحسب الوكالة الفرنسية، أن "الشركة لم تستأنف لحد الآن عملية الإنتاج السابق ولم تحقق نسبة الإنتاج التجاري الأولي"، وأن "الشركة لم تتخذ أي إجراء جدي لمعالجة الغاز المصاحب للإنتاج في الحقل وجمعه".
وبينت وكالة الصحافة الفرنسية، أن ائتلافاً بين شركتي شل وبتروناس الماليزية قد تعاقد مع بغداد في كانون الثاني من العام 2010 الماضي، لتطوير حقل مجنون العملاق جنوبي العراق، مبينة أن شركة شل تمتلك 45 بالمئة من أسهم المشروع في حين تمتلك شركة بيتروناس 30 بالمئة مع امتلاك شركة النفط الوطنية للأسهم الباقية.
يذكر أن حقل مجنون، هو واحد من أكبر حقول النفط في العالم، ويقدر احتياطيه النفطي، بحسب تخمينات الحكومة العراقية بنحو 38 مليار برميل.
وكانت شركة شل، أعلنت في (الأول من أيار 2013)، في بيان رسمي، عن البدء بعمليات شركة غاز البصرة، بالتعاون مع شركة غاز الجنوب الحكومية العراقية، ومتسوبيشي اليابانية، مؤكدة أن المشروع سيكون "الأكبر" من نوعه في العالم، لتقليل احتراق الغاز.
وتقدر احتياطيات الغاز في العراق بنحو 112.6 ترليون قدم مكعب الذي يعتبر عاشر اكبر احتياطي في العالم وتقدر قيمة خسائر العراق من الغاز الذي يتم احراقه سنويا بمليارات الدولارات .
https://telegram.me/buratha
