يتعين على كادر معمل الأطراف الاصطناعية في محافظة بابل إنتاج 300 إلى 350 طرفاً اصطناعياً سنوياً، لكن عدم توفر معامل مماثلة في محافظتي واسط وكربلاء دفعهم إلى رفع الإنتاج أربعة أضعاف ما أدي بالنتيجة إلى التأثير سلباً على نوعية المنتج.
وشكا مواطن اقتنى طرفاً اصطناعياً أنتجه معمل بابل من رداءة الطرف وعدم فائدته، فيما أكد مسؤول في المعمل أنه "لم يصمم لإنتاج الأطراف الاصطناعية، فقد جرى تحويره لهذا الغرض نتيجة الحاجة الماسة له".
وأشار إلى أن معظم العاملين في المعمل "ليسوا من ذوي الاختصاص، ويعانون من أمراض تنفسية لا تؤهلهم للعمل في مكان صناعي".
وقال خبير الأطراف الاصطناعية جاسم محمد عبد، إن "هذا المعمل تم تخصيصه لمعاقي محافظة بابل، لكن عدم وجود معامل للأطراف الاصطناعية في محافظتي واسط وكربلاء دفع الجهات المعنية إلى إضافة معاقي هاتين المحافظتين إلى معمل بابل"، بحسب وكالة "السومرية نيوز".
وأضاف عبد، وهو موظف في المعمل، أن "الزخم الناتج عن إضافة معاقي هاتين المحافظتين لمعملنا دفعنا إلى انتاج 1000 الى 1200 طرف اصطناعي سنوياً"، مبيناً أن "من المفترض إنتاج 300 إلى 350 طرفاً اصطناعياً سنوياً لو أن المعمل بقي مخصصاً لمعاقي محافظة بابل فقط".
ولفت إلى أن "المعمل ينتج الآن 850 طرفاً اصطناعياً إضافياً فوق طاقته الإنتاجية، وهذا يؤثر بشكل سلبي على نوعية المنتج".
وأشار عبد إلى وجود "معملاً للأطراف الاصطناعية في محافظة النجف، لكنه تكفل هو الآخر بتغطية احتياجات معاقي محافظتي الديوانية والمثنى، فأصبح تحت زخم ثلاث محافظات كمعملنا".
من جهته، قال المواطن علي كاظم، "اشتريت طرفاً اصطناعياً قبل سنوات قليلة من معمل بابل لكنه لم يكن مفيداً لي".
وأضاف كاظم، وهو موظف حكومي، أن "الطرف الاصطناعي الذي اقتنيته رديء وتسبب لي بمضاعفات"، مشيراً إلى أنه مضطر "للسفر خارج العراق لاقتناء طرفاً صناعياً، لكن قدرتي المالية محدودة".
إلى ذلك، قال معاون مدير المعمل جاسم كريم عبد الله إن "هذا المعمل غير مصمم لتصنيع الأطراف الاصطناعية، لكن تم تحويره لهذا الغرض بسبب الحاجة الماسة".
وبين أن "دائرة العمليات ودائرة الصحة تخططان لبناء معمل جديد، إلا أن المعمل الجديد يستغرق وقتاً لحين إنجازه".
وأكد عبد الله أن "معظم العاملين في المعمل مصابون بأمراض تنفسية، وأنا أحدهم"، مضيفاً أن "بعض العاملين هم معاونون طبيون تم تدريبهم للعمل في المعمل، إضافة إلى أربعة تقنيين استدعيناهم من العاصمة بغداد، لكن هؤلاء يغادرون المعمل ما أن تنتهي مدة تكليفهم البالغة سنتين، فيبقى نقص الكادر الفني قائماً".
وأشار إلى أن "الزخم الذي يواجهه المعمل بسبب الأعداد الكبيرة للمراجعين من محافظات بابل وواسط وكربلاء أثر وبشكل مباشر على جودة ونوعية الأطراف الاصطناعية المنتجة، ما يدفع مستخدميها أحياناً للاستغناء عنها بفعل ما تتركه من آثار جانبية عليهم".
يذكر أن الإحصائيات التقديرية للجمعيات والمنظمات غير الحكومية تشير إلى وجود مليونين ونصف المليون شخص معاق في العراق بينهم أكثر من 300 ألف من مبتوري الأطراف السفلى، والذين يعجز معظمهم عن الحركة والتنقل بفعل ما يلاقونه من مصاعب في الحصول على الأطراف الاصطناعية من المؤسسات الحكومية المختصة، فضلاً عن حالات العوق الولادي التي انتشرت بشكل ملفت مؤخراً، نتيجة الحروب والصراعات منذ ثمانينيات القرن الماضي وما لحقتها من انفجارات بعد عام 2003.
https://telegram.me/buratha
