أعربت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، اليوم الخميس، عن شعورها بـ"المرارة" نتيجة عدم التمكن من حشد الأصوات اللازمة داخل البرلمان لتغيير "المتسبب في تدهور الوضع الأمني"، وفي حين عدت أن وضع العراق بات "خطيراً من جراء التدهور الأمني المصحوب بتراجع الخدمات واستشراء الفساد وفشل الحكومة في كل شيء"، دعت الكتل السياسية إلى "موقف موحد وصارم لأن السكوت وللامبالاة أكثر إيلاماً من رداءة الوضع الأمني ذاته".
وقال الامين العام لكتلة الأحرار، ضياء الأسدي، إن "الوضع في العراق أخطر من أن يتناول في تصريح صحافي، حيث التردي الأمني المصحوب بتدهور الخدمات وملفات الفساد الكبيرة وفشل الحكومة في كل شيء"، عاداً أن ذلك "يحتاج إلى موقف صارم من الجميع".
وأضاف الأسدي، أن "الموت اليومي الذي يجتاح العراق لا يحتاج لموقف المؤسسات الدينية أو الجماهير حسب، بل وأيضاً إلى موقف سياسي صارم من الكتل كافة، بدلاً من اللامبالاة والسلبية والسكوت الذي نراه"، مشيراً إلى أن ذلك "السكوت أكثر إيلاماً من التردي الأمن ذاته".
وأوضح الامين العام لكتلة الأحرار، أن "الجميع يعرف أن الكتلة لم تلتزم الصمت يوماً، إذ طالبت مراراً باستجواب القائد العام للقوات المسلحة أو تغييره، وبعقد جلسة طارئة لاستجواب الجهات المختصة بضبط الوضع الأمني"، مستدركاً "لكن مما يؤسف له إن كتلة الأحرار تشكل جزءاً من برلمان يضم قوى عديدة والمواقف السياسية تحسم فيه عن طريق ما تحصده من أصوات".
وتابع الأسدي، أن "كتلة الأحرار لم تتمكن، للأسف الشديد، من حشد الأصوات اللازمة لتغيير المتسبب في تدهور الوضع الأمني".
يذكر أن وزارة الداخلية العراقية، اتهمت في وقت سابق من اليوم الخميس، تنظيم القاعدة بالوقوف وراء التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد، وراح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى، وفيما اعترفت أن شوارع العراق أصبحت "ساحة حرب والمسلحون يتحركون فيها كالأشباح"، أكدت أن هذا "قدر العراقيين للظفر بهذه المعركة".
وأفادت وزارة الداخلية، اليوم، بأن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 44 آخرين نتيجة تفجير تسع سيارات مفخخة في مناطق متفرقة من بغداد، في حين أفاد مصدر بالوزارة، في حديث إلى (المدى برس)، بأن 96 شخصاً سقطوا بتفجير خمس سيارات مفخخة وعبوة ناسفة في مناطق متفرقة من العاصمة.
كما شهدت بغداد، أمس الأربعاء،(الـ14 من آب 2013 الحالي)، مقتل أو إصابة 17 شخصاً بانفجار سيارة مفخخة بالقرب من حسينية الزهراء، بمنطقة الوردية، في قضاء المدائن، جنوبي بغداد، وأدى انفجار قنبلة يدوية ألقاها مجهولون على دورية للشرطة، كانت متوقفة بالقرب من جامع النداء، شمالي بغداد، إلى إصابة اثنين من عناصر الدورية، وقتل ضابط في المرور، برتبة عميد، يدعى أحمد عبد الرحمن، بانفجار عبوة لاصقة كانت مثبتة في سيارته، قبيل وصوله لمدخل مديرية المرور العامة شرقي بغداد، في حين مقتل مدني وأصيب أربعة آخرين بتفجير وقع بالقرب من مقهى شعبي بقضاء المدائن، جنوبي بغداد.
يذكر أن معدلات العنف في بغداد شهدت منذ، مطلع شباط 2013، تصاعداً مطرداً، إذ ذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق، في الأول من حزيران 2013، أن أيار الماضي، كان الأكثر دموية بعد مقتل وإصابة 3442 عراقيا بعمليات عنف في مناطق متفرقة من البلاد، في حين بينت (يونامي) مطلع تموز الماضي، أن حصيلة أعمال العنف في العراق بلغت خلال حزيران الماضي نحو 2532 شخصاً، وأكدت أن العاصمة بغداد كانت "الأكثر تأثراً" بإعمال العنف.
https://telegram.me/buratha
