أكدت مؤشرات حديثة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، تنامي حركة هجرة جديدة في أوساط عوائل وشبان عراقيين، نحو كل من الأردن وبلجيكا وجورجيا، بعد تصاعد وتيرة الهجمات المسلحة في البلاد أخيرا، بينما سجل مراقبون توجه الكثير من العراقيين لامتلاك شقق سكنية في جورجيا، لقاء مبلغ يصل إلى نحو 80 مليون دينار عراقي.
وقال موظف في شركة عباس ابن فرناس للخطوط الجوية ببغداد، إن "فترة الصيف الحالية شهدت حركة هجرة كبيرة، خصوصاً في صفوف الشباب الذين تخرجوا اخيراً".
واضاف، مفضلا عدم الكشف عن اسمه الصريح لدواع أمنية، "لدينا حاليا رحلات اسبوعية منتظمة وتأشيرات (فيزا) متوفرة إلى اوروبا لغرض السياحة".
وعن الضمانات التي تطلبها الشركة من المسافرين في حالة الإخلال بنظام التأشيرة، او ما يعرف بـ"كسر الفيزا"، أكد "أن عددا منهم يحصل على التأشيرة لبلدان تمنح اللجوء الإنساني"، مشيراً إلى أن "مثل هذه الحالات خارج صلاحياتنا، ولا نقوم بالتحقيق فيها، سوى منح فيزا من نوع (شنكن)، والمسافر حر في ما يفعل".
وتابع أن "سعر الفيزا يبلغ من 8 إلى 10 الاف دولار"، موضحا أن "معظم الذين رحلوا لا يعودون، حيث سجلت الشركة هجرة ما لا يقل عن 350 شابا من 6 حزيران الماضي، إلى بلجيكا، التي تعد البلد الأوروبي الوحيد الذي يمنح اللجوء للعراقيين في الوقت الراهن".
واشار إلى أن "الشركة تتمكن من الحصول على تأشيرات الشباب، بشكل سريع لان السلطات الاوربية تمنع منح الفيزا للعوائل، بسبب طلبات كثيرة للجوء".
وتابع أن "رحلات إلى اوكرانيا عن طريق الأردن، وهي في الغالب للطلبة الراغبين بإكمال دراستهم، حيث تصل الأجور هناك إلى 6 الاف دولار مع الفيزا واجور الطيران والسكن عن طريق احدى الشركات المتخصصة".
لكنه استدرك بالقول إن "عدد الطلبة الذي يسافرون لإكمال الدراسة في أوروبا، أقل بكثير من الذين يسافرون من دون رجعة".
وزاد "هناك 4 او 5 رحلات إلى بيروت تقل نحو 350 اسبوعيا، منها طيران الشرق الاوسط وطيران الخطوط الجوية العراقية".
وكشف الموظف في شركة عباس بن فرناس أن "الرحلات إلى مصر توقفت بسبب الأوضاع المضطربة هناك، وأن العراقيين لا يفضلون السفر إلى هذا البلد في الفترة الحالية"، مشيراً إلى "شركة سفر سياحية مصرية هي من تتولى نقل أفواج السائحين العراقيين، وهي الآن في حالة توقف بسبب تعطل نظام الإدارة السياحية في مصر". وزاد بالقول "هناك رحلة اسبوعية للوفود الرسمية تقل نحو 50 شخصية معظمهم من المصريين".
وعن الرحلات الداخلية، بين الموظف أن "الرحلات الجوية إلى محافظتي اربيل والسليمانية تحمل عدداً قليلاً من الركاب، لكن الفترة الاخيرة شهدت ازدياد المسافرين إلى الشمال"، مؤكداً أن "شركة الخطوط الجوية العراقية أُبلغت بالحاجة لتوسيع الرحلات إلى كردستان، فهناك 5 رحلات اسبوعية ذهابا وايابا إلى اربيل واثنين إلى السليمانية".
وقال المصدر إن "هناك طائرتين تعملان على خطي أربيل والسليمانية، احداها تسع لـ150 راكبا والاخرى 70 راكبا".
من جانبه اوضح العقيد عامر التميمي, وهو ضابط جوازات في منفذ طريبيل الحدودي ان "حركة الباصات ازدادت نسبيا خلال الشهر الماضي، أي قبل بداية شهر رمضان، وما زالت الحركة تشهد نموا كبيرا"، مشيراً إلى أن "هناك ما لا يقل عن 50 باصا صغيرا وكبيرا تدخل عبر المنفذ اسبوعيا، ومعظم المسافرين من بغداد والانبار وصلاح الدين".
واكد التميمي، أن "حركة الاياب تشهد ايضا نشاطا مكثفا لا سيما خلال الايام القليلة الماضية وبعد انتهاء العيد وعودة الدوام في الدوائر الرسمية".
ولفت التميمي إلى ان "المنفذ لم يشهد مثل هذه الحركة الكبيرة قبل الاحداث في سورية، اذ كانت الباصات التي تقصد عمان اقل بكثير مما نشهده حاليا، فصار مقصد السائحين والمسافرين هو العاصمة الأردنية".
وبين التميمي ان "منفذ طريبيل شهد سابقاً عبور ما يقارب من 20 باصا يوميا، فيما بلغ عدد الباصات الآن اكثر من 50 باصاً يوميا".
وأضاف التميمي أن "الزخم الكبير الذي يسببه المسافرون إلى الأردن، دفع وزارة الداخلية إلى نقل موظفي معبر الوليد مع سوريا، للعمل في منفذ طريبيل مع الأردن".
في شأن أخر، قال ألق عبد الله، العائد من جورجيا قبل ايام، إن "المسافرين تفاجأوا فور وصولهم مطار جورجيا بوجود عاملين في شركات سياحة وفنادق يتكلمون اللهجة العراقية، واكتشفنا بعدها انهم يعملون لصالح شركات وفنادق جورجية، احدهم يعمل هناك منذ 4 سنوات ويتقن اللغة الجورجية وساعدنا كثيرا في الوصول إلى مناطق سياحية واماكن مهمة في هذا البلد".
واضاف "اكتشفنا ان عراقيين يستثمرون في فنادق وشركات سياحة وسيارات نقل ايضا، إلى جانب العمل في شركات خاصة بالترجمة".
وتابع عبدالله "فوجئنا ايضا ان هناك عراقيين اشتروا مساكن وأبنية في جورجيا على شكل فلل ومنازل وشقق سكنية".
وبين ان "العراقيين يقصدون الفنادق متوسطة التصنيف، التي يتراوح سعر الاقامة فيها بين 60 و 150 دولارا"، مشيراً إلى أن وجبات الطعام في جورجيا أرخص من مطاعم بيروت وتركيا بكثير".
واكد علي عبد المجيد، الذي سافر هو الاخر إلى جورجيا، ان "تكلفة الرحلة نحو 630 دولار، واقامة الفندق في الليلة الواحدة لا تكلف اكثر من 80 دولار، والتجوال هناك ايضا لا يكلف اكثر من 30 دولارا في اليوم"، مشيراً إلى أن "مثل هذه الأرقام مثالية جداً لأي مسافر عراقي من أبناء الطبقة الوسطى". ولفت إلى ان "كل العراقيين الذين يقصدون جورجيا يرغبون في شراء عقار هناك، اذ يمكن شراء شقة قرب نهر كورا الجميل بمبلغ لا يتجاوز الـ 80 مليون دينار".
https://telegram.me/buratha
