الأخبار

منفذ (غزوة) وزارة العدل: التعصب دفعني للقتل وهجوم العلاوي هو الابرز


أعمى التعصب بصيرته، ودفعه إلى العنف والقتل و"الإرهاب" قبل أن "يدمر" حياته وعائلته بيديه، هذه باختصار شديد قصة النائب ضابط في الجيش السابق، أبو أحمد، (مواليد 1973)، الذي "تورط" بالانضمام للقاعدة من خلال أبن عمه، وتدرج بالتنظيم حتى أصبح من مسؤوليه الكبار في بغداد، ومن المنفذين البارزين لعملية "غزوة" اقتحام وزارة العدل، قبل أن يتم اعتقاله وسط بغداد مؤخرا.

ويكاد أبو أحمد، يقنع من يشاهده للوهلة الأولى، بالبراءة و"الوداعة" وهو يرتدي "قناع التقوى" الذي درب عليه من خلال "الدروس الشرعية" التي "غسلت دماغه" وغرست مفاهيم التعصب في نفسه وعقله، كباقي أفراد القاعدة بهدف تمكينهم من "التأثير على الآخرين واقناعهم فضلاً عن المماطلة والتمويه وعدم الافصاح عن المعلومات"، أو هذا ما شعر به مراسل (المدى برس)، الذي حصل على موافقة الجهات الأمنية المعنية للقاء أبو احمد في معتقله، على مدى نحو ساعة، لم يدل خلالها إلا على "القدر اليسير" من المعلومات التي يمتلكها برغم المناصب "الحساسة" التي تولاها والعمليات التي نفذها سواء ضد القوات الأميركية أم العناصر الأمنية أم المواطنين الأبرياء، على مدى أكثر من ست سنوات.

وأبو أحمد، كما يكنى، أب لثلاثة أولاد وبنت، خريج الدراسة المتوسطة، ومتطوع في الجيش العراقي السابق برتبة نائب ضابط في الحرس الجمهوري، حتى نيسان 2003، حين حل الجيش السابق.

كنت أشرب الخمر والتعصب المذهبي سبب انتمائي للقاعدة

برغم أن تنظيم القاعدة، وضع على لائحة أهدافه تحريم الخمر ومحاربة وقتل من يتناوله أو يتاجر به، إلا أن أبو احمد لم ينكر بأنه كان يشرب الخمر، لكنه ارتبك حينما سألته عن الخمر، ولم يجد طريقة للإفلات من السؤال الذي ربما لم يكن متوقعا بالنسبة له.

ويقول أبو أحمد في حديث إلى (المدى برس)، "أنا من سكنة منطقة الزعفرانية جنوبي بغداد، وكنت أعمل في تجارة الحديد في شارع السباع وسط العاصمة، بعد سنة 2003 وحل الجيش، وغادرت المنطقة إلى محافظة ديالى،(55 كم شمال شرق بغداد)، سنة 2006 في بداية الاقتتال الطائفي"، ويضيف "دفعني ابن عمي، أبو أركان، للانخراط في صفوف تنظيم القاعدة للجهاد ضد الاحتلال الأميركي".

ويبين أبو أحمد، أن "التعصب المذهبي وكثرة التردد على المساجد وتكرار لقاءاتي بأبن عمي وأصدقائه، ومشاهدة الأقراص المدمجة لعمليات التنظيم، جعلني أقرر الانتماء للقاعدة"، ويتابع "بايعت أحد الشيوخ الشرعيين في ديالى على السمع والطاعة وعدم مخالفة الأوامر".

ويوضح أبو أحمد، "شاركت في عدة عمليات ضد الجيش الأميركي سنة 2007 بضمنها عمليتين منفردتين"، ويذكر "قتلت عدداً من الجنود الأميركيين خلال تلك العمليات".

ويشير إلى أن "ما كانوا يتقاضونه من أجور من التنظيم يبلغ 50 ألف دينار لكل رجل ومثلها لزوجته و25 ألف دينار لكل طفل، يضاف إليها بدل الايجار إن كان يستأجر داراً"، ويستدرك "لكن الهدف ليس مادياً في الانتماء بل هو الفكر، بدليل أنني كنت أنقل أثاث أفراد التنظيم المتنقلين بين بغداد وديالى بسيارة النقل الخاصة بي مجاناً".

يذكر أن التعصب هو شعور داخلي يجعل الإنسان يرى نفسه على حق والآخر باطل، ويظهر هذا الشعور بصورة ممارسات ومواقف ينطوي عليها احتقار الآخر وعدم الاعتراف بحقوقه وإنسانيته، بحسب إحدى التعاريف.

العودة للتنظيم بعد الخروج من السجن

ويذكر أبو أحمد "اعتقلت في ديالى خلال عمليات بشائر الخير سنة 2008 بعد مشاجرة مع أحد أفراد الصحوة ووشاية الأخير بي"، ويبين أنه "في سنة 2010 أطلق سراحي بقرار من قاضي الجنايات في ديالى وقررت العودة إلى الزعفرانية لحاقاً بزوجتي التي عادت خلال اعتقالي وقتل ابن عمي أبو أركان".

ويستطرد "عدت إلى الزعفرانية وعملت في بسطة لبيع الخضر في سوق جسر ديالى، جنوبي بغداد، وكنت أكسب ما لا يقل عن 25 ألف دينار يومياً"، ويتابع "استمر الحال هكذا لمدة أربعة أشهر حين التقيت صدفة بأبي إبراهيم الذي كان يعمل معي في ديالى، والذي أعاد تنظيمه ضمن قاطع الكرخ الجنوبي الذي يشمل مناطق الدورة والسيدية والبياع وغيرها".

ويوضح أن "أبو إبراهيم أوصلني إلى مسؤول قاطع الكرخ الجنوبي، أبو هدى، الذي أوضح لي بدوره أن عمل التنظيم قد تغير وتحول إلى استهداف الأجهزة الأمنية العراقية"، ويكشف أنه "بعد أربعة لقاءات ألقي القبض على أبي هدى"، وييواصل أنه "لمدة خمسة أشهر عدت إلى الزعفرانية وافتتحت محلاً صغيراً من منزلي حتى التقيت صدفة في الكرادة، بكرار وهو أحد أفراد التنظيم الذي ابلغني باعتقال أبي هدى".

القاعدة تنحو منحى سياسياً لإقصاء الآخرين

ويذكر أبو أحمد أن "كرار كان صحاب الفضل بإيصالي إلى أبي سيف، مسؤول قاطع الرصافة حينها"، ويسترسل أن "أبو سيف سلمني سنة 2012 وظيفة أمن الأفراد في قاطع الرصافة التي تتضمن متابعة أمور العائدين للتنظيم والتحقق منهم".

ويكمل "بعدها تسلمت منصب المسؤول العسكري لقاطع الرصافة وكان يأتمر بأمرتي العشرات من الجنود والمفارز الأمنية المتخصصة بالاستطلاع والاغتيالات"، ويؤكد "كنت أتسلم أوامري من والي بغداد أبو شاكر".

ويوضح أبو أحمد، أن "ارتباطي كان بوالي بغداد مالياً وإداريا لمعرفة تاريخ الغزوات وتسلم المبالغ المالية وتوزيع الوصايا"، ويشير إلى أن "البيعة والانتماء للقاعدة تحول من المصافحة إلى ملئ استمارة المعلومات والولاء التي كان يوزعها نائب الوالي".

ويلفت الى أن "عمليات القاعدة بدأت تأخذ منحى سياسي وتهدف إلى إقصاء الآخرين"، ويذكر أنه "لم يعجبني استهداف المدنيين وكتبت تقريراً بشأن العمليات، فقال لي أحد الشرعيين إن قتل المدنيين يشكل خطأ وارداً في عملنا".

غزوة وزارة العدل العملية الأبرز

ويؤكد مسؤول قاطع الرصافة في تنظيم القاعدة، لقد "أشرفت على العديد من العمليات في بغداد إلا أن أهمها غزوة اقتحام مبنى وزارة العدل، في آذار 2013، رداً على تنفيذ أحكام الإعدام حينها".

ويروي أبو أحمد، بعض تفاصيل العملية، التي "بدأت باستطلاع المبنى من الخارج ومعرفة المداخل وعدد الحراس".

ويتابع أن "أحد أفراد التنظيم، ويدعى إبراهيم، قام بتصوير الوزارة من الداخل بواسطة كاميرا مخفية"، ويضيف أن "خمسة انتحاريين تم اختيارهم للعملية وتلقوا التدريبات على الاقتحام في منطقة النهروان، جنوبي شرق بغداد"، ويصف الانتحاريين بأنهم "لا يتحدثون مع أحد سوى على قدر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

ويبين أبو أحمد، أن "التعليمات وصلتنا قبل عشرة أيام من العملية، وبدأنا الاستعدادات وتم تفخيخ ثلاث سيارات، واحدة في النهروان، والأخرى في حي البساتين، والثالثة في قاطع الكرخ الشمالي، في حين تم إعداد الأحزمة الناسفة من قبل أبو سعد"، ويؤكد أن "السيارات المفخخة تمر عبر نقاط التفتيش ببساطة".

ويبين "توجهت إلى منطقة العلاوي، وكنت على اتصال بمرافقي الانتحاريين لتوقيت العملية"، ويكشف عن "تردد أبو حسان، وهو أحد الانتحاريين المشاركين بالعملية، من مواليد 1968، بسبب الانتشار الأمني"، ويستدرك "لكننا تحدثنا معه وأقام صلاة الاستخارة ومن ثم عاد للمشاركة في العملية التي بدأت في الساعة الواحدة ظهراً وتمت بنجاح حيث فرحنا وكبرنا بذلك، وتم احراق الطابق الخاص بملفات أحكام الإعدام".

الاعتقال برغم الحذر الشديد

ويمضي أبو أحمد قائلاً، "لم أكن كباقي القيادات في التنظيم، أحمل سلاحاً خلال التجوال أو اللقاءات لضمان عدم الايقاع بنا كما لم أكن أستخدم الهاتف إلا في الضرورات حيث يتم إرسال رسائل نصية"، ويتابع أن "معظم العمليات المسلحة للتنظيم كانت تنفذ في الأشهر الأربعة الأخيرة، نصرة من باقي الولايات بسبب قلة الكادر في بغداد".

ويضيف أن هناك "أعضاء في القاعدة يسكنون بغداد ويعملون في ولايات المحافظات لأغراض النصرة".

ويبين أبو أحمد "تم اعتقالي في شارع السعدون، وسط بغداد، من قبل استخبارات الشرطة الاتحادية خلال اللقاء بنائب والي بغداد، في (الـ13 من نيسان 2013)، بينما كنا نتهيأ لتنفيذ غزوة في مناطق العاصمة، تتضمن 75 عملية خلال انتخابات مجالس المحافظات، بما يعادل 225 عبوة".

وكانت وزارة الداخلية كشفت، في (السادس من آب 2013 الحالي)، عن مجموعة من "الإرهابيين التابعين لولاية بغداد"، الذين شاركوا في اقتحام وزارة العدل، وفي حين بينت أنها ستعرض المزيد منهم لاحقاً، أكدت أن عملية (ثأر الشهداء) التي بدأتها مؤخراً في حزام بغداد ستعزز بعمليات أخرى في مناطق أخرى من العاصمة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى.

وتعرض مبنى وزارة العدل الواقع في منطقة العلاوي، وسط بغداد، يوم الخميس (الـ14 من آذار 2013)، إلى هجوم انتحاري تزامن مع تفجيرين وقعا في محيط الوزارة الأول على الطريق الواصل بينها ووزارة الخارجية، والثاني قرب معهد الاتصالات في منطقة العلاوي، وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً وإصابة 63 أخرين على الأقل.

وكان تنظيم القاعدة في العراق، أعلن في (الـ17 من آذار 2013)، مسؤوليته عن "غزو وزارة العدل"، وأكد أنه جاء ضمن سلسلة "العمليات النوعيّة ثأراً لحرائر أهل السنّة في سجون المرتدّين".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أمير التميمي
2013-08-13
يوما بعد يوم ومن خلال اعترافات المجرمين الاوباش خوارج هذا العصر نزداد قناعه تامه بعجز الاجهزه الامنيه عن ملاحقة هولاء المجرمين ليس لنقص عدد او عدة بالاجهزه الامنيه ولكن لوجود اختراق واضح دون لبس للاجهزة الامنيه لذالك لن ولم يتم القضاء على الارهاب الا في حالة تطهير واكرر تطهير الاجهزة الامنيه من البعثيين والمجرمين تحياتي لكادر الصفحة أمير التميمي
saad
2013-08-13
هذا اللقاء بي رسائل كثيرة منها قلة اعضاء القاعده في بغداد ؟؟؟يعني احتمال يطلب كسب من خلال اللقاء والله اعلم
عراقي
2013-08-13
ويبين أبو أحمد "تم اعتقالي في شارع السعدون، وسط بغداد، من قبل استخبارات الشرطة الاتحادية خلال اللقاء بنائب والي بغداد، في (الـ13 من نيسان 2013) ....ليش امطلعينة هسة تغطون على الاخفاق الامني واذا السيطرات مابيهة داعي اي ليش حاصرين العالم بخط واحد
ابو رضا
2013-08-13
اكيد راح يسجن في سجن خمس نجوم يتضمن تبريد وتكييف وهواتف وطعام راقي و ملابس نظيفة وبعدها بفترة يتم تهريبهم خارج السجن
غريب
2013-08-13
هذا الكلب راح يبقى فترة نزاهه بالسجن ياكل ويشرب واهله كذالك الذين يعلمون بجرائمه في امان وخير طبعا يقيادة دولة القانون الحرص على المواطنين الانتحاريين الشرفاء وسوف يخرج من السجن ويعود الى الذبح والتهليل والتكبير ببركة دولة القانون هنيئا لكم ايها الشعب العراقي وبارك الله بالرجال الصابرين على هذه المهزله والمصائب من مجلس الاعلى الى الصدر الى المرجعيه الى هيئة علماء المسلمين وكل من هو شريف يريد الخير والوحده لهذا البلد
ابو حيدر العراق
2013-08-13
اعترافات هذا المجرم التكفيري القذر تدل وبشكل واضج أن بقاء هؤلاء المجرمين الخطرين داخل السجون دون تنفيذ احكام الأعدام بحقهم أكبر خطأ ارتكبته السلطات القضائية بل شجع تنظيم القاعدة الأجرامي على التطاول أكثر بسفك الدماء البريئة ومهاجمة الأماكن الحساسة وكذلك أكد الخروقات من خلال تصويره للأهداف المراد مهاجمتها مما يثبت هشاشة وضعف الجهد الأمني والأستخباري ؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك