قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، السيد عمار الحكيم، اننا في العيد نرفع راية التكلف واستذكار المسؤولية من اجل تحقيق منهجنا المبني على الانفتاح على الاخرين والعمل الجماعي، مشيرا الى ان من اهم الواجبات هو نصرة الامة وتدعيم مشروع الدولة، مؤكدا على ان التطاول على المرجعية الدينية امر غير مقبول حيث انها ممتدة منذ تأريخ الامة ولن تنقطع سلطتها بأي زمن .
وقال السيد الحكيم خلال خطبة العيد التي اقيمت صباح اليوم، الجمعة بمكتب سماحته في بغداد ان" التحديات التي تقف بوجهنا تبدو للوهلة الاولى انها مشكلات عصية عن الحل، فمشروعنا صامد وثابت، وراسخ الا اننا احيانا نخفق بادارة الامور بالشكل الصحيح، ونتناسى القضايا الاستراتيجية " مضيفا " اننا ابناء هذا الوطن شاء من شاء ولن ينالوا من الوطن الا حين ينالون من اخر طفل من اطفالنا وسننتصر عليهم عاجلا ام اجلا، فقتلة الاطفال والنساء يحاولون الايحاء إننا عاجزون عن مواجهتهم ولكن في الواقع هم العاجزون عن مواجهتنا لذلك يلجأون الى استهداف الاطفال ".
وبين ان " مشروعنا مشروع حياة، ومشروعهم مشروع موت، مشروعنا مشروع مستقبل ومشروعهم ماضٍ، لذا فإذا ما احسنا التدبير فان هؤلاء سيتلاشون من حياتنا فمشروعنا ثابت ولكن تفكيرنا محدود احيانا ".
واستدرك ان " نصرة الامة امانة في الاعناق، وتدعيم مشروع الدولة هو من اهم الواجبات، ويتبادر الى اسماعنا في هذه الايام اصوات تتطاول على المرجعية الدينية " مؤكدا ان " المرجعية ليست وجود طارئ على الامة حيث اننا نلتمس دورها في تأريخ الامة، ومن لايؤمن بالمرجعية فهذا شأنه، ولكن التطاول على المرجعية الدينية لانسمح به اطلاقا، ولن نسامح من يتطاول على مرجعيتنا فالمرجعية هي البوصلة لبناء الشعب، وان أي شعب يفقد هذه البوصلة فهو شعب ضائع ".
واشار الى ان " الله تعالى قد فضل على المرجعية بأن حباها بسلطة معنوية لاتنقطع في اي زمن، انما هي سلطة زرعت في العقول وبالرغم من سلطتها هذه الا انها آلت على نفسها ان لاترد على الاصوات التي تتطاول عليها وتدعو لهم بالهداية ".
واوضح السيد عمار الحكيم " اننا في العيد نستذكر المسؤولية ونرفع راية التكليف ونحن متمسكون بمنهجنا وهو منهج الانفتاح والشراكة فنحن مع الجميع وللجميع من اجل خدمة المواطن، فأيدينا ممدودة للجميع فاننا ابناء من اعطى دون ان يسأل وقد اثبتت الايام ان نهجنا ثابت مهما تغيرت الظروف، فقد نختلف في قضية ما ولكن علينا ان لانعمل على افشال الاخر ".
واستطرد ان " المواطن قال كلمته وخرج الى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات المحلية، وبقي علينا ان نقوم بواجبنا، فأملنا كبير باعضاء كتلة المواطن في مجالس المحافظات، ونتمنى ان يبرهنوا انهم اهل للثقة، وذلك لان تيار شهيد المحراب ليس به مكان للمتكاسلين، لذا فان كتلة المواطن ستكون مع المواطن قولا وفعلا ".
وقال السيد عمار الحكيم " في العيد نراجع ما انجزناه ولا نتراجع عّما حققناه وندرك جدا ان مهمتنا كبيرة وتحدياتنا ضخمة، فأملنا اليوم ان نكون خير ممثلين لشريحة واسعة من ابناء شعبنا، وان نكون بمستوى المسؤولية بهذا التمثيل، فالشعوب تتطور بتطور تياراتها السياسية والاجتماعية، ونحن في تيار شهيد المحراب نحمل شعلة التطور والتجديد، وبهذا نستطيع ان نساهم بتقديم الحلول لمشاكل المواطنين، واعبائهم ".
وتابع ان " الجميع بات يدرك ان من لايستطيع ان يحل مشاكله الخاصة لن يستطيع ان يحل مشاكل الوطن فنحن في تيار شهيد المحراب ادركنا هذه الحقيقة وعملنا عليها باصرار حتى اصبحت منهج لن نحيد عنه، فالمراجعة حالة دائمة في مسيرتنا سواء كنا متقدمين او متراجعين في الواقع السياسي، اكدنا اننا نؤمن ان النجاح حليف العمل الجماعي وان العمل الفردي مصيره الفشل وعليه ان ادائنا السياسي كان يرتكز على هذه المنهجية بروحية العمل الجماعي وان الظروف تؤكد هذا المنهج الذي سرنا عليه ".
واضاف ان " المؤامرات تحاك ضد المواطن وعقد الاشرار عزمهم على استباحة دماء الشعب ولكنه سيرد كيدهم في نحورهم، فاننا عاهدنا الله والمواطن بعدم السماح لهم بمصادرة حقنا بالعيش الحر الكريم، فقد يزعجوننا ويقتلوننا لكنهم لن ينتصروا علينا " مشيرا الى ان " ادائنا الامني لم يصل الى درجة النضج المطلوبة لمنع هؤلاء من سفك الدماء، فقد حان الوقت لتحريك الماء الراكد في الاجهزة الامنية، فلا بد من البحث عن المقصر الذي ولد هذه الثغرة التي ادت الى الخرق الامني ".
واستدرك " اننا ندعو الحكومة الى الاستماع لنا فنحن سند ودعم لها كما انهم سند ودعم لنا، فقد انتهت مرحلة المخاضات ودخلنا بمرحلة الولادات، ومن بين هذه الولادات هناك ولادات جاءت مشوهة، " منوها الى ان " الشعوب العربية كانت قد عانت من الاستعمار والاستغلال، فاليوم تعاني من التطرف حث تسرق جهودها واليوم تمر الشعوب العربية باخطر مرحلة منذ اعوام، فهي تواجه ثقافتها ووعيها وتبحث عن الحرية المنضبطة، وليس الانفلات الامني والمجتمعي، وتبحث عن طرق جديدة تنظم العلاقة بين الحاكم والحكومة ".
وتابع ان " الشعوب العربية تأثرت من اجل العدالة الشاملة وليس العدالة المجزئة، فإن هذا التحدي الذي يواجه شعوب المنطقة هو تحد مصيري، سيرسم ملامح خارطة المنطقة ففي العهود القادمة، لذلك علينا تفعيل التكافؤ العربي والاسلامي، والاقليمي ونتعاون على انتاج فكر جديد قادر على بناء منظومة عمل مشترك على المستوى الاقليمي فالذي يربط الشعوب العربية هو التأريخ والثقافة والمستقبل " لافتا الى ان " الحرائق بالمنطقة متداخلة ومشتركة فلا يدعي احد انه يجيد اللعب بالنار وانه حرائقها لن تناله حيث انه لهيبها سيشمل من بدأ بإشعالها "
https://telegram.me/buratha
