شهدت خطوط النقل المختلفة في العراق، طيلة الأسبوع الماضي، حركة غير مسبوقة لنقل المسافرين من بينهم مسؤولون كبار ونواب في البرلمان، إلى عواصم عربية وأوروبية، في ظل مخاوف من تعرض العاصمة بغداد إلى هجمات عنيفة من تنظيم القاعدة.
وقال موظف في المنطقة الخضراء انه "ترك العاصمة بغداد قبل نحو اسبوع اثر تلقيه مع موظفين اخرين تحذيرات من جهات امنية بأن مواقع مؤسسات حكومية مهمة ستتعرض الى هجمات مسلحة هذا الشهر".
واضاف الموظف الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، انه واسرته "سافروا الى مدينة كربلاء للإقامة فيها الى حين استقرار الوضع الامني في العاصمة بغداد".
وتابع "لن اعود الى بغداد (...) الوضع ينذر بأحداث مريبة قريبة".
الى ذلك، شهد مطار بغداد مطلع الاسبوع الحالي حركة طيران غير مسبوقة، حيث سجلت عشرات الرحلات في يوم واحد وهي تتجه الى عواصم عربية مختلفة، منها عمان وبعض مدن الخليج العربي.
ونشر مدونون في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورا من برنامج خاص بمراقبة الرحلات الجوية انطلاق عشرات الرحلات من بغداد الى دبي وابو ضبي والدوحة في ليلة 1 آب الحالي .
فيما افاد مصدر من داخل البرلمان العراقي ان "تخوفاً كبيراً لدى نواب عراقيين من تردي الاوضاع الامنية في عموم البلاد، دعاه إلى السفر خارج البلاد لدواعٍ امنية".
وقالت النائب سميرة الموسوي، عن ائتلاف دولة القانون، ان "النواب اعتادوا السفر خارج البلاد للسياحة او زيارة عائلاتهم في دول الجوار كالأردن ولبنان او الى الدول الاوروبية، خصوصا الذين كانوا يعيشون قبل العام 2003، في الخارج"، مشيرة إلى أن "نواباً ذهبوا الى الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة خلال الايام الاخيرة من شهر رمضان".
وبينت الموسوي ان "البلد يشهد ازمات كبيرة، بسبب اعلان تهديد الجماعات الارهابية بشن هجمات كبرى على مناطق بغداد بعد فضيحة هروب السجناء ".
ودعت النائب المواطنين "الابتعاد عن الاماكن المزدحمة التي يستهدفها الارهاب بشكل مستمر، ورفع درجة التأهب لدى العائلات خلال ايام العيد".
وتابعت النائب "اتمنى أن تمر عطلة العيد بسلام على جميع العراقيين، وان تتخذ الاجهزة الامنية إجراءات أمنية كفيلة بردع أي محاولة لإحداث خرق امني يستهدف المدنيين".
بدوره، قال حميد الهايس، رئيس تجمع أبناء العراق، في صفحته على "الفيس بوك" ان "اعضاء في البرلمان العراقي شعروا بالخوف بعد إعلان السفارة الأميركية إغلاق أبوابها الأحد الماضي".
وتابع الهايس أنها "المرة الاولى التي يشعر بعض اعضاء البرلمان بان الامن مسؤولية الجميع، حتى مع أنهم محصنون بالكتل الكونكريتية"، مؤكدا ان "ما يحدث الآن فرصة ليشعر النواب بما يعانيه المواطنون خارج المنطقة الخضراء".
وتابع الهايس "هل تخافون من الإرهاب بعد اغلاق السفارة. هل كانت تحميكم؟ (...) لابد ان تسمعوا انتم وعائلاتكم صوت التفجيرات".
فيما قال عضو لجنة الامن والدفاع النيابية حامد المطلك إن "الحكومة اتخذت اجراءات احترازية بسبب ورود معلومات حول تهديدات المجرمين للقيام بأعمال ارهابية".
واضاف أن "الاجراءات اصبحت مملة منذ 11 سنة، وفيها نكرر الأساليب ذاتها، حيث نقوم بوضع الكتل الكونكريتية والانتشار الامني المكثف على اسوار المنطقة الخضراء ومنع دخول اشخاص لا يعملون داخل الخضراء".
وبين ان "على الحكومة التركيز على ملف الوحدة الوطنية وانهاء البطالة في الوقت الحاضر".
وكانت أجهزة الأمن، أغلقت، ليل الخميس الماضي، جميع الطرق المؤدية إلى مدخل المنطقة الخضراء في منطقة كرادة مريم، المعروف بنقطة التفتيش رقم 3، مستخدمة كتلا كونكريتية من الحجم الكبير، وسط معلومات عن تخطيط تنظيم القاعدة لاقتحام المنطقة الخضراء، شديدة التحصين، وسط بغداد.
وتحدث العديد من موظفي الدوائر الحكومية الواقعة داخل المنطقة الخضراء عن إجراءات غير مسبوقة، فرضتها الأجهزة المعنية بتأمين محيط المنطقة الخضراء، خلال اليومين الماضيين، شملت إجبار مرتادي المنطقة الخضراء على الوصول إليها مشيا على الأقدام، ومنعت كل من لا يحمل هوية تسمح له بدخول المنطقة من الاقتراب.
https://telegram.me/buratha
