كشف موظفون في شركات نقل تعمل بين بغداد وأربيل، أمس الأثنين، أن نقاط التفتيش، ودوريات عسكرية تغادر مواقعها في طريق ناحية العظيم، في الساعة السابعة مساءً، من كل يوم.
لكن مصادر أمنية أكدت أن الطريق مؤمن بشكل محكم، بعد تطبيق الخطة الامنية الجديدة، التي استقدمت قوات إضافية إلى المنطقة، إلى جانب نصب نقاط تفتيش.
وقال مصدر في وزارة الداخلية، ، إن "طريق العظيم، الآن، مؤمن بشكل جيد، ومنذ تطبيق الخطة الجديدة لم تسجل الوحدات العسكرية المنتشرة على الطريق أي حوادث امنية".
وكانت مصادر أمنية ، أن مكتب القائد العام للقوات المسلحة وضع خطة امنية جديدة تهدف إلى محاصرة الجماعات المسلحة خارج بغداد، فيما يتم تطبيق إجراءات مشددة على الطرق الخارجية الرئيسة.
وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن "آخر خرق أمني حدث في طريق العظيم، هو مقتل 12 شخصاً من سائقي الشاحنات التي كانت تقل مواد انشائية إلى مدينة كركوك"، كاشفاً عن "وجود حوادث متفرقة استهدفت مسافرين على الطريق بين بغداد واربيل، ويسلكه المئات من الأشخاص يومياً بسبب النشاط التجاري والسياحي بين المركز والاقليم، لكن الحوادث الأمنية أجبرت عددا من سائقي النقل البري اتخاذ طريق اخر يمر بمدينة تكريت.
وبحسب المصدر، فإن الخطة "تضمنت نشر نقاط تفتيش اضافية وتسيير دوريات بالتنسيق مع قوات الجيش وقيادة عمليات ديالى وكركوك وصلاح الدين، ما أدى إلى تأمين الطريق بشكل كامل". وتابع المصدر "الطريق كان مؤمنا في السابق، لكنه يمتد على مسافة كبيرة، وتحتاج تغطيته إلى جهد كبير، نظراً لارتباطه بمزارع وصحار شاسعة". وأشار المصدر إلى أن "حالة الاستقرار الأمني منذ سنتين دفعت القيادات الأمنية إلى رفع عدد من السيطرات الثابتة والمرابطات، من أجل عدم تعطيل حركة النقل". وقال المصدر إن "العظيم مجموعة قرى يسكنها مزارعون ورعاة مواشي، العديد منهم متعاونون مع الوحدات الأمنية، وفي مرات عدة اتصلوا للإبلاغ عن تحركات مشبوهة لتنظيم القاعدة"، لكنه استدرك بأن "العام 2011 شهد اكتشاف ثكنات كبيرة لتنظيم القاعدة في مزارع متروكة في منطقة العظيم، ضمت ساحات تدريب وخيم، ومخابئ للأسلحة". وأكد المصدر أن "العمليات المشتركة نصبت أبراج مراقبة في مزارع مواقع متروكة". إلى ذلك، كشف ضابط برتبة عقيد، يعمل في منطقة العظيم، أن "حركة الشاحنات مستمرة في الوقت الراهن، وأن الحركة طبيعية جداً، ولا يوجد ما يقلق المواطنين"، مؤكداً "إرسال قطعات اضافية لهذه المنطقة من اجل تأمينها بشكل كامل، خصوصاً وان حركة العائلات على طريق العظيم في موسم عيد الفطر ستشهد ارتفاعا كبيراً خلال هذه الأيام". وقال الضابط، في تصريح لـ"العالم"، إن "قوات الصحوة تشترك في حماية الطريق، ولها مسؤوليات محدودة عند مداخل القرى وتأمين محيطها"، لافتاً إلى أن "تلك القوات أسهمت في ابعاد تنظيم القاعدة عن حركة النقل البري".
لكن الضابط أكد "وقوع حالات تسليب متفرقة على الطريق، على الرغم من أنها قليلة وفي طريقها إلى الانحسار".
في المقابل، أكد عباس خزعل، مدير شركة النقل البري، إن "طريق العظيم استراتيجي بالنسبة لوزارتي النقل والتجارة، بسبب حمولات مواد البطاقة التموينية، من بغداد إلى تكريت وديالى، ومدن كردستان الثلاث".
وأكد خزعل أن "الشركة قامت بنقل مفردات البطاقة التموينية لكل المحافظات، وإرسالها إلى وحدات (السايلو) فيها"، مشيراً إلى أن "عملية النقل لم تتعرض إلى أي حوادث، ولم يكن هناك أي تأخير فيها".
وقال خزعل، إن "عدد الشاحنات التي تسير باتجاه محافظات كردستان وصلاح الدين وديالى تحددها كمية الحمولات التي تطلقها الموانئ والمخازن"، لكنه كشف ان "32 شركة من القطاع الخاص تعمل على طريق العظيم، وهي متعاقدة مع شركة النقل البري، إلى جانب اسطول تابع لوزارة النقل يتحرك بشكل طبيعي في الطريق". بيد أن ياسر سعيد، الموظف في شركة الشحن البري الخاصة في اربيل، أكد لـ"العالم"، أن "القوات الأمنية تترك طريق العظيم بعد الساعة الخامسة، ما يجعل التحرك فيه عصراً أمراً غاية في الخطورة". وقال سعيد أن "الجماعات المسلحة تنتشر في الطريق بعد الساعة الخامسة، وتقوم هي بالسيطرة عليه".
وقال سعيد إن "نحو 23 شاحنة تقوم بنقل المواد الانشائية والغذائية بين بغداد واربيل، على مدار اليوم"، لكن "سائقي الشاحنات الذين يسكنون مدينة كركوك لا يسلكون طريق العظيم بسبب مخاوف من استهدافهم"، مشيراً إلى أنهم "يتداولون قصص مقتل سائقي الشاحنات حين اعترضت طريقهم عصابة مسلحة، وقامت بقتل عدد منهم على الهوية الطائفية".
وكشف سعيد أن "الخطر الكبير في الطريق يأتي على وجه الخصوص من ناحية العظيم، ويسكنها مزارعون ورعاة ماشية، لكنها تمثل أهم مخابئ المسلحين شمال العاصمة بغداد".
وتابع سعيد "العظيم يسقط بعد الساعة الخامسة، والاجهزة الامنية تنسحب قبل مغيب الشمس، بينما يمتنع السياح وسائقي الشاحنات التجارية عن الحركة، إلى حين بلوغ الفجر".
وأكد الموظف في شركة النقال الخاصة أن "الامن المتدهور في منطقة العظيم لم يعالج بشكل جيد من قبل الاجهزة الأمنية"، مشيراً أن "حديث الجيش عن السيطرة على مناطق وعرة وشاسعة في العظيم امر مبالغ به".
وتابع سعيد أن "عصابات السلب والنهب موجودة في الطريق، وشركتنا فقدت في السنوات الماضية 3 شاحنات".
وكانت مصادر امنية رفيعة المستوى كشفت، أمس الأول، عن موافقة القيادة العسكرية في اقليم كردستان على دخول قواتها، البيشمركه، في خطط امنية جديدة لتأمين العاصمة بغداد، في ظل تواتر المعلومات بشأن وقوع هجمات وأعمال عنف جديدة.
https://telegram.me/buratha
