كشف نواب عن "العراقية"، أمس السبت، عن قلق أوساط مقربة من الكتلة بشأن مصيرها في الانتخابات التشريعية المقبلة
وأكد النواب أن الكتلة تعاني من انقسام حاد بين تيارين مختلفين، أحدهما إسلامي والأخر قومي وليبرالي، فيما كشفوا عن مقترح تشكيل حزب سياسي بزعامة مشتركة بين إياد علاوي وصالح المطلك، لم يكتب له النجاح.
وتعد القائمة العراقية، بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي، من اكثر الكتل السياسية التي شهدت تفككاً ملحوظاً وانشقاقات متعدد خلال الفترة الماضية، وخصوصاً بعد خروج ابرز قياداتها مثل صالح المطلك وأسامة النجيفي، حيث شكل الأول "العراقية العربية"، في حين أعلن الأخير تشكيل "متحدون"، لخوض انتخابات المجالس المحلية السابقة.
وقال النائب عن القائمة حامد المطلك إن "الخلافات الداخلية بين معظم الكتل السياسية أمر وارد"، مبيناً أنها "تحدث في التحالفات الأخرى مثل الوطني والكردستاني".
وتابع المطلك "لكل جهة سياسية قناعاتها الخاصة، وربما تتوحد تلك القناعات لتكون قوائم موحدة، أو تختلف فتكون قوائم مختلفة كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات".
واكد المطلك أن "القائمة العراقية لم تكن متجانسة فكرياً عندما دخلت الانتخابات في الفترة الماضية، إذ كانت تضم توجهات إسلامية وقومية وليبرالية، لكن بعد هذه التجربة أصبح الفرز واضحاً".
وأشار المطلك الى أن "العراقية تستعد لاصطفاف جديد يبعدها عن الطائفية التي أوصلت البلد الى الحضيض وعن الحسابات الذاتية والمذهبية والعرقية، خصوصاً في المنطقة العربية (شرق وغرب وجنوب) البلاد".
ورأى المطلك أن "المحاصصة وسياستها المريضة أوصلت البلاد إلى هذا الحال، ما دفع بعض الكتل إلى إعادة النظر بمشروعها في الفترة المقبلة وتعمل على تشكيل قوى مدنية".
وكان عضو "القائمة العراقية" سليم الجبوري، اكد في تصريح سابق أن "عدم توافق النجيفي والمطلك وعلاوي سيؤدي الى تفكك القائمة رسمياً قبيل الانتخابات النيابية المقبلة".
وبين الجبوري أنه "لا توجد قناعة متطابقة داخل القائمة العراقية، فبعضهم يؤيد العودة الى الحكومة، وبعضهم يؤيد الاستقالة، وآخرون مع الانسحاب النهائي"، مؤكداً أن "النجيفي الآن لديه تشكيل سياسي، وصالح المطلك أيضاً له تشكيله، وأياد علاوي مثلهم، ويصعب ان يمتزج هؤلاء بمشروع واحد".
لكن عضو القائمة، قصي العبادي، رأى أن العراقية "تبنت مشروعاً وطنياً يخدم جميع ابناء الشعب العراقي، متمثلاً ببناء دولة مدنية ترتكز على أساس المواطنة وبعيداً عن الطائفية والتكتلات العرقية والقومية".
وتابع العبادي "معظم قادة القائمة العراقية مثل أياد علاوي وصالح المطلك وأسامة النجيفي لم يبتعدوا عن هذا النهج وما زالوا يتبنوه".
واضاف العبادي أن "العراقية ليست حزباً سياسياً، بل تكتلاً انتخابياً وجد لمرحلة معينة ولزمن معين هو الانتخابات الماضية، اشتركت فيه أطراف كثيرة مثلوا الشيعة والسنة والكرد والتركمان"، لكنه أكد أن القائمة العراقية "أخطأت" حين شاركت في الحكومة.
وقال العبادي "لا يمكن ان تكون جزءاً من الحكومة وفي الوقت ذاته جزءاً من المعارضة، وأنه من غير الممكن الخوض في هذين المجالين بالفترة ذاتها".
ولفت العبادي الى أن "القائمة العراقية لو بقيت تمثل المعارضة لكان لها حظ اكبر في الانتخابات المقبلة، لان جمهورها لن يحملها مطالب معينة"، مستدركاً أن "مشاركتها في الحكومة أضرت بها كثيراً".
ورفض العبادي إطلاق مصطلح "الانشقاق" على مواقف أعضاء "العراقية" حين انفصلوا عنها وشكلوا كتلاً سياسية جديدة، موضحاً أن "العراقية هي تكتل انتخابي ليس بالضرورة ان يستمر، وان المشاركين في العراقية لم يشاركوا على أساس حزب حتى يمكن ان نعدهم انشقوا عنه".
وكشف العبادي عن "وجود مقترحات منذ انطلاق القائمة العراقية بأن تكون حزباً أو نواة بنيوية لحزب جديد، بقيادة صالح المطلك وأياد علاوي، لكن سرعان ما نُسي هذا المقترح بعد مرور الوقت، ولا توجد حتى الآن أي نية لتشكيل حزب يمثل العراقية".
وعن أبرز التحالفات التي تنوي "العراقية" الخوض معها في الانتخابات المقبلة، أوضح العبادي أنه "على اقل تقدير هناك فريقان سوف يستمران مع العراقية بالمرحلة المقبلة، يمثلان التيار الإسلامي والتيار الليبرالي".
وتوقع العبادي عودة "العراقية" بكامل شخوصها السابقين في الانتخابات المقبلة، وأن حظوظ رئيسها أياد علاوي في المرحلة المقبلة ستكون أكبر، لأنه أصر على ان يحافظ على مكانه في المعارضة بعيداً عن الحكومة، على حد تعبيره.
وحصلت "القائمة العراقية" على المركز الاول في انتخابات عام 2010 بعد ان حصل على 91 مقعداً مما جعلها أكبر القوائم في مجلس النواب الا ان قرار المحكمة الاتحادية، والذي اثار جدلا كبيرا في حينها، حول تفسير معنى الكتلة الاكبر التي يحق لها تشكيل الحكومة جعلها تفقد هذا المركز، حيث افتت المحكمة بان الكتلة هي التي تتشكل من تحالف القوائم الفائزة.
https://telegram.me/buratha
