موقع المسلة
أثارت صورة طفلين استُشهدا في تفجيرات شارع الكورنيش مقابل المجمع المركزي وسط مدينة السماوة في محافظة المثنى (270 كم جنوبي بغداد)، الاثنين الماضي، غضباً عارماً بين الجمهور.
واعتبر مواطنون، ما يحدث جريمة ترقى الى الابادة الجماعية، بعدما تكرر مسلسل التفجيرات اليومي الذي يطال الابرياء دون النخب السياسية والنيابية التي تتمتع في الغالب بامتيازات لوجستية وحمايات امنية يبعد براثن الارهاب من ان تنالها.
وكان الطفلان في جولة لهما في سوق السماوة مع اسرتهما وقد ارتديا ابهى حلة حين انفجرت مفخخة مزقت اجسادهما الغضة ليستشهدا في الحال.
وحيث تدين اوساط سياسية ونيابية التفجيرات الارهابية التي طالت المواطنين في بغداد والعديد من المدن الجنوبية، فان ذلك لا يحول دون نقمة الشارع عليها معتبرة إياها مقصرة في توفير الحماية للشعب العراقي.
كما ان دعوة النخب للأجهزة الامنية الى تشديد اجراءاتها وإعلان حالة التأهب القصوى للتصدي لتلك الهجمات، لم تعد تجعل المواطن مقتنعاً بجدوى هذه الدعوات، بعدما ادرك الفارق الكبير بين نخب تعيش في ابراج عاجية، وشعب يدفع ضريبة الدم من جراء الفوضى الامنية كل يوم.
وفي تعليق له على صورة الطفلين الشهيدين اللذين ظهرا في الصورة وقد تلطخت ايديهما بالدماء بعدما اصابتهما شظايا سيارة مفخخة، انتقد زين جمعة الدليمي "الحكومة، والاجهزة الامنية"، مندهشاً من "الكثرة العددية للشرطة وإفراد الامن لكن من دون جهد نوعي في مكافحة الارهاب".
وكتب جبرائيل حنا على حائطه الرقمي ان "على الشعب الضغط على الحكومة لأجل تغيير السياسيين والقادة الامنيين الفاسدين والمقصرين".
ويشير الكاتب عباس عبد الرزاق الصباغ الى التناقض في التصريحات، فتارةً يخرج تصريح يفيد بأن تنظيم القاعدة الإرهابي "يرفس" رفسته الأخيرة وهو بالرمق الأخير بعد ان مات سريرياً، وسرعان ما تتبدد هذه الصورة في تارة اخرى على وقع قعقعة عملية (او عمليات) نوعية يقوم بها تنظيم القاعدة الإرهابي وفصائله ومعه حواضنه تعيد الأمور الى المربع الاول.
وكان عضو لجنة الدفاع النيابية مظهر الجنابي قد اعتبر "العمليات الارهابية بانها جرائم ابادة جماعية تنفذها القاعدة بعقلية مسيسة ومبنية على رؤى تهدف الى اثارة الفتنة الطائفية".
في حين عزا النائب عن ائتلاف دولة القانون احمد العباسي اسباب تكرار جرائم الابادة الجماعية والتفجيرات الدامية التي تطال الابرياء الى خلافات الكتل السياسية وغياب الثقة بين الاطراف السياسية وفقدان المواطن ثقته بالممثلين والقادة.
وشهد الاثنين 29 تموز/ يوليو، انفجار 17 سيارة ملغومة في العراق ما اسفر عن سقوط 55 شهيدا في مناطق أغلبها شعبية، وقد أکدت المصادر الامنية و الطبية العراقية بأن الهجمات کانت منسقة و ترکزت على بلدات و مدن بجنوب العراق وکذلك مناطق تسکنها أغلبية شيعية، مما تحمل تلك التفجيرات بصمات طائفية او على الاقل تتجه وفق مسار تصعيد الصراع الطائفي.
وانتقد ريماس الاسدي السياسيين الذي يتحصنون في (الخضراء) تاركين الشعب تحت رحمة ارهابيي البعث والقاعدة.
وكانت مديرية استخبارات المثنى قد اعلنت عن إلقاء القبض على منفذي التفجيرات الثلاثة الأخيرة في السماوة بعدما قامت قوة أمنية بحملة مداهمات وتفتيش في محافظة المثنى مما أسفرت عن إلقاء القبض على اثنين، أحدهما من الديوانية وآخر من السماوة قاما بتنفيذ التفجيرات الثلاثة الأخيرة في السماوة، وكانا ينويان تنفيذ مهمة رابعة، ما مكن القوة من إلقاء القبض عليهما قبل تنفيذ الجريمة.
https://telegram.me/buratha
