أبدى مواطنون في البصرة، السبت، انزعاجهم من انتشار أنواع غير مألوفة محلياً من الصراصير والجراد بشكل مفاجئ في معظم مناطق المدينة، فيما أعرب مختصون عن استغرابهم من هذه الظاهرة، مؤكدين عدم توصلهم بعد الى تفسير علمي لها.
وقال احد سكنة منطقة الطويسة ويدعى عباس حسين إن "نوعاً من الصراصير لم أر مثله سابقاً أنتشر بكثرة في منطقتنا والمناطق السكنية القريبة منها، وهو يشبه الصراصير الطائرة، إلا أنه أكبر حجماً منها"، مبيناً أن "لون الصراصير الجديدة يختلف عن لون الصراصير التي تعيش في بيئة البصرة".
بدوره، قال المواطن رزاق عبد العظيم من سكنة منطقة الخليج العربي (الجمعيات) إن "بعض أنواع الجراد والصراصير غير المألوفة لدينا أصبحنا نراها بكثرة داخل بيوتنا وفوق سطوحها وفي الشوارع، وهو ما أثار إستغراب وقلق سكان المنطقة لعدم معرفتهم ما إذا كانت هذه الحشرات سامة أو غير سامة"، معتبراً أن "سكوت الجهات المختصة على هذه الظاهرة ضاعف من استغراب الأهالي".
من جانبه، قال نقيب المهندسين الزراعيين في البصرة علاء البدران إن "هذه الظاهرة تحتاج الى خبراء ومختصين لغرض إيجاد تفسير علمي دقيق لها، وعلى الأرجح أنها ناجمة عن أسباب بيئية"، مضيفاً أن "الحشرات الغريبة التي إنتشرت في البصرة تسببت بإزعاج للمواطنين لكنها لم تؤثر سلباً على الواقع النباتي والأنشطة الزراعية في المحافظة".
من جهته، قال الخبير البيطري الدكتور مشتاق عبد المهدي إن "عشرات المواطنين من سكنة منطقة خمسميل توافدوا على عيادتي البيطرية الخاصة للاستفسار عن أسباب ظهور تلك الحشرات في بيوتهم وكيفية التخلص منها"، موضحاً أن "تلك الحشرات دخيلة على البيئة المحلية، وهي يمكن أن تلسع لكنها غير سامة".
ولفت عبد المهدي الذي كان مديراً للمستشفى البيطري الوحيد في البصرة الى أن "ما يثير الإستغراب ويدعو الى الحيرة أن تلك الحشرات ظهرت بأعداد كبيرة وبشكل مفاجئ وهي بحجمها الكامل، ما يعني انها لم تكن موجودة في البصرة عندما كانت صغيرة"، مضيفاً أن "هذه الظاهرة لم يتم التوصل بعد الى تفسير علمي لها، لكن ثمة احتمالات معقولة، منها ان طائرات ألقت الحشرات من الجو، أو شاحنات نقلتها عن عمد الى الأراضي العراقية".
وقد أدى إنتشار تلك الحشرات الى ظهور شائعات تتعلق بكيفية ظهورها، ومنها شائعة تفيد بأن تلك الحشرات جاءت هاربة الى البصرة من مناطق صحراوية سعودية بعد تعرضها هناك الى حملة مكافحة بمواد كيمياوية، فيما كانت نظرية المؤامرات الخارجية ضد العراق حاضرة في تفسير الظاهرة بصيغة شائعات، خاصة من قبل الذين ربطوا بين ظهور تلك الحشرات وحادثة غريبة وقعت أواخر العام الماضي عندما ظهرت بشكل مفاجئ عناكب سوداء في بعض مناطق قضاء الزبير، وقيل حينها أن طائرة خليجية لنقل المسافرين ألقتها قبيل هبوطها في مطار البصرة الدولي، وهو ما دفع بجهاز الأمن الوطني آنذاك الى الإتصال بإدارة المطار للتحقق من هوية الطائرة، بينما تم اصطياد عينات من تلك العناكب لغرض فحصها والتعرف على صنفها في مختبرات جامعة البصرة.
https://telegram.me/buratha
