هاجم النائب في البرلمان العراقي محمد رضا الخفاجي، الخميس، الزعيم القبلي علي حاتم السليمان على خلفية دعوته الى ان تكون احدى اغاني المطربة ساجدة عبيد نشيداً وطنياً للعراق، وفيما اعتبر ان تلك التصريحات "تفاهات" السليمان الـ"لا مسؤولة"، فانه اشار الى حق "الغجري" في ان يكون له نصيب في النشيد الوطني.
وكان الزعيم القبلي علي حاتم السليمان قد قال في مقابلة تلفزيونية نشرت مقاطع منها على اليوتيوب منتقداً النقاش بشأن التوصل الى نشيد وطني وهو يطالب بإستبدال النشيد بواحدة من أغنيات (الكاولية) ساجدة عبيد "يابنت الحلال هو َّ شنهو النشيد الوطني العراقي؟ والله أجيب أغنية مال ساجدة عبيد وأخليها بمكانه"!!
وقال الخفاجي" ان "مجلس النواب يترفع عن الرد على هذه التصريحات اللا مسؤولة، فالنشيد الوطني هو رمز الدولة ويضمن حقوق كل الاقليات والقوميات وهو الرمز لكل العراقيين".
وزاد أيضاً "لا يحتاج مجلس النواب لان يرد على ما يصدر من تفاهات من قبل حاتم السليمان".
وعاد الخفاجي مستدركاً "هناك الكثير من اللغات موجودة في العراق ومن هذه اللغات موجودة في العراق لغة الغجر.. وهذا ما يبرر دعوة السليمان فالغجري يريد ان يجعل له نصيباً في النشيد".
وتحدث عن صراع هويات بين أبيات النشيد الوطني بالقول ان "كل طرف يسعى لان يكون النشيد بلغته لتكون الحصيلة خمس لغات للنشيد وهي العربية والكردية والتركمانية والسريانية، كما ان هناك محاولات لإدراج اللغة الارامية ايضاً مما يدل على ان الخلافات وصلت الى مستوى خطر لتؤثر حتى على اختيار النشيد الوطني".
وأردف في القول "كل مكوّن يسعى اليوم لان يكون النشيد الوطني بلغته".
وبحسب الخفاجي فان لجنة الثقافة والإعلام "اختارت شاعرين هما محمد مهدي الجواهري وبدر شاكر السياب، حيث تم انتقاء أبيات من قصائدهما التي تتغنى بحب العراق".
وطالب عدد من اعضاء المكوّن التركماني والمكوّن الايزيدي بتضمين وإدراج اللغتين التركمانية والارامية في القانون.
وأوضح الخفاجي "سيكون النشيد نصاً لأحد الشاعرين اما اذا تم وضع بيت شعر يمثل كل طيف او مكوّن فسيكون النشيد الوطني في هذه الحالة اطول نشيد في العالم".
وتابع القول "هذا امر غير ممكن من الناحية العملية، لان وقت النشيد في المراسيم والبروتوكولات الدولية لا يتجاوز العشر دقائق في أحسن الأحوال".
وأعلن رئيس لجنة الثقافة والإعلام النيابية علي الشلاه، الخميس، عن وجود بعض القضايا الفنية التي عرقلت تمرير مقترح قانون النشيد العراقي الوطني.
والنشيد الوطني العراقي الحالي هو انشودة "موطني" للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان والحان الموسيقار اللبناني محمد فليفل وتم اعتماده بعد العام 2003 ليحل محل نشيد "أرض الفراتين".
ومنذ تأسيس دولة العراق الحديث العام 1921 ومع كل تغيير في نظام الحكم، كان النشيد الوطني بدوره يخضع للتغيير لتبلغ الحصيلة خمسة اناشيد وطنية في خلال فترة اقل من قرن.
ولحّن أول سلام ملكي من قبل الضابط الإنكليزي الميجر جي. ار. موري واستمر حتى ثورة تموز عام 1958 التي حولت السلام الملكي إلى جمهوري من قبل الموسيقي العراقي المسيحي الراحل لويس زنبقة.
وفي 8 شباط/ فبراير العام 1963 اعتُمد نشيد "والله زمان يا سلاحي" نشيداً وطنياً للبلاد وهو نشيد الجمهورية العربية المتحدة حتى العام 1979.
وصدر مرسوم جمهوري لاعتماد نشيد من كلمات الشاعر العراقي شفيق الكمالي والحان اللبناني وليد غلمية ليكون نشيداً وطنياً للجمهورية العراقية العام 1981.
وفي اواخر عهد صدام حسين (28 أبريل 1937 - 30 ديسمبر 2006) جرت محاولات لتغيير النشيد الوطني وقد اذيع في قنوات العراق والشباب والفضائية العراقية عدد من الاناشيد وطلب من المشاهدين التصويت عليها.
وكان مصدر مطلع في البرلمان ذكر، الخميس، بان مجلس النواب العراقي "اجّل التصويت على قانون مقترح النشيد الوطني بعد مطالبة المكونات العراقية الاخرى ادراج التركمانية والارامية في النشيد".
ويرى مراقبون ان الاستجابة لمتطلبات جميع الكتل، وتلبية مقترحاتها سيحوّل النشيد الى ما يشبه "الكلمات المتقاطعة"، اذ سيبدو بسبب ذلك غير متجانس من ناحية اللغة والفكرة.
وتابع الشلاه ان "لجنته سارعت لتدارك الامر وستضع متطلبات الاخرين كمقترحات للتصويت"، مشيراً الى ان "لجنته مصرّة على حسم انجاز النشيد خلال شهر رمضان المبارك"، مبيناً ان "المقترح يقول مقطع من قصيدة باللغة العربية لشاعر واحد من الشعراء الثلاث، الشاعر الاكبر محمد مهدي الجواهري، وبدر شاكر السياب، وشاعر ثورة العشرين الدكتور محمد مهدي البصير، ومقترح بيت شعر واحد باللغة الكردية، ويختتم النشيد بعبارة (عاش العراق) باللغات المتحدث بها في العراق".
وأوضح ان "الامور تسير بهذا الاتجاه اذا ما حاز البيت الكردي على التصويت، وسيكون النشيد باللغة العربية وبيت بالكردية، واذا لم يحز على هذا سيكون باللغة العربية مع عبارة عاش العراق باللغات جميعاً".
https://telegram.me/buratha
