انتقدت الشركات المنفذة لمزار الحر الرياحي عدم توفر سيولة مالية لدى ديوان الوقف الشيعي لتمويل المشروع، وفيما ردت امانة المزار بأن "اخطاء في التصميم اخرت المشروع، نفى مهندسون وجود اي من هذه الاخطاء، مؤكدين ان الشركات العاملة في المشروع ذات "كفاءة وخبرة".
وقال ممثل شركة المنى للمقاولات أكرم حافظ، في حديث الى، (المدى برس)، "لدينا سنة ونصف لتنفيذ اعمال التوسعة في مرقد الحر الرياحي في كربلاء والتي تشمل انشاء قاعة متعددة الاغراض ومصلى ومنشآت صحية ومطعم مركزي"، مشيرا الى ان "هناك تقدم في جدول العمل ونسب انجاز تجاوزت الــ 40 %".
وأضاف حافظ أن "من معوقات العمل وجود أخطاء في التصاميم تتطلب تعديلات واضافات"، مشيرا الى ان "من مشاكل العمل هي عدم توفر سيولة مالية لدى ديوان الوقف الشيعي".
واوضح حافظ أن "هناك روتين قاتل في اروقة ديوان الوقف الشيعي والامانة العامة للمزارات الشيعية ولا يوجد فيها من يستجيب لأي شكوى نتقدم بها من اجل تسيير المعاملات وتسهيل انجازها".
من جهته قال الامين الخاص لمزار الحر الرياحي، (6 كم غربي مركز مدينة كربلاء )، سعد الجشعمي، في حديث الى (المدى برس)، إن "مزار الحر الرياحي هدم في شهر تشرين الثاني من عام 2006 من اجل تجديد بناءه"، مشيرا الى ان "ديوان الوقف الشيعي قرر هدم المزار وتجديد بناءه بعد ان ظهرت بعض التصدعات في قبته وجدرانه".
وأضاف الجشعمي أن "اعمال المرحلة الاولى من مشروع بناء المرقد احيلت مطلع عام 2007، على شركة الملتقى للمقاولات الانشائية وبكلفة 701 مليون دينار على ان تُنجز خلال مدة 300 يوم"، لافتا الى انه "ظهرت بعض الاخطاء في التصاميم بعد ان وصلت نسب الانجاز الى نحو 40 % ما دعى الى توقف العمل بالمشروع".
وتابع الجشعمي أن "الامانة العامة للمزارات الشيعية تسلمت عام 2008 ادارة مرقد الحر الرياحي وقررت هدم هيكل المزار واعداد تصاميم جديدة له واعادة بناءه بعد سحب العمل من شركة الملتقى للمقاولات واحالة اعمال الهيكل الكونكريتي واعمال الزجاجيات داخل حرم المزار والكهرباء والتبريد على شركة الزين للمقاولات بكلفة بلغت 2,450 مليار دينار وبمدة انجاز 300 يوم".
وبين الجشعمي أن "الشركة باشرت أعمالها في شهر شباط من عام 2009، لكنها ضاعفت مدة الانجاز بسبب وجود بعض الاخطاء والتصحيحات في التصاميم التي دعت الى توقف العمل لفترة".
واستطرد الامين الخاص لمزار الحر الرياحي في كربلاء أن "المرحلة الثانية تضمنت اعمال تغليف قبة المزار بالكاشي الكربلائي والتغليف الداخلي والخارجي للحرم واعمال السقوف الثانوية والارضيات".
واردف الجشعمي أن "هذه الاعمال احيلت على شركة ضوء القنديل الهندسية بكلفة اربعة مليارات دينار وستنجز خلال مدة 480 يوم ابتدأت منذ شهر حزيران من عام 2012"، مؤكدا "عدم وجود أي حالة فساد مالي او اداري في مشروع بناء مرقد الحر"، عازيا التأخير في انجازه الى "كثرة الاخطاء والتعديل والاضافة في التصاميم وتأخر صرف الاموال للشركات المنفذة".
وانتقد الجشعمي عدم "تدخل حكومة كربلاء المحلية لتسريع انجاز هذا المشروع على الرغم من كثرة المطالبات التي تقدمنا بها لكنها لم تستجب واعتبرت ان المشروع لا يعنيها".
من جانبه قال رئيس دائرة المهندس المقيم في مشروع اعادة بناء مرقد الحر الرياحي في كربلاء، حسن الموسوي في حديث الى، (المدى برس)، "توجد ثلاث شركات تعمل حاليا في مشروع بناء مرقد الحر الرياحي في كربلاء"، مشيرا الى أن "تقدم العمل جاري وفق جداول معدة ومن المؤمل ان ينجز المشروع خلال المدة المقررة".
وأضاف الموسوي أن "اعمال شركة ضوء القنديل تتضمن تغليف قبة المزار بالكاشي الكربلائي والتغليف الداخلي والخارجي للحرم بالمرمر واعمال السقوف الثانوية والارضيات"، موضحا ان "هذه الاعمال احيلت بمبلغ اربعة مليارات دينار من قبل ديوان الوقف الشيعي".
وتابع الموسوي "احيلت اعمال توسعة الحرم الخارجي على شركة المنى للمقاولات وبكلفة 6,700 مليار دينار وبمدة انجاز 500 يوم بدأت منذ شهر ايلول من عام 2012"، مبينا أنه "تم تخصيص نحو 6000 متر مربع لتوسعة حرم المزار".
وأكد رئيس دائرة المهندس المقيم في مشروع اعادة بناء مرقد الحر الرياحي أن "ديوان الوقف الشيعي أحال اعمال تصنيع الشباك الجديد لقبر الحر الرياحي على شركة الاعمار الهندسي بكلفة 700 مليون دينار"، موضحا أن "نسبة انجاز الشباك تجاوزت الــ 98 % وهو الاول من نوعه يُصنع بأدي وخبرات عراقية".
وعد الموسوي أن "جميع الشركات العاملة في المشروع ذات كفاءة وخبرة في مجال عملها وهي متقدمة في نسب الانجاز"، نافيا "وجود اخطاء في تصاميم المشروع لأنها اعدت من قبل جهات مختصة وصادقت عليها الدائرة الهندسية في ديوان الوقف الشيعي".
يذكر أن الحر بن يزيد بن رباح الرياحي كان من انصار الامام الحسين، في معركة الطف التي جرت يوم العاشر من شهر محرم لسنة 61 للهجرة في كربلاء وقتل معه في معركته ضد جيش يزيد بن معاوية بن ابي سفيان لعنة الله عليهما .
ويبعد مزار الحر بن يزيد الرياحي نحو، (6 كم في الجهة الغربية من مركز مدينة كربلاء)، ويقصده آلاف الزائرين الوافدين لزيارة الامام الحسين واخيه العباس ( ع ) من داخل وخارج العراق .
https://telegram.me/buratha
