عد ائتلاف رئيس الحكومة نوري المالكي، اليوم الأربعاء، أن التقرير الفصلي الثالث لبعثة الأمم المتحدة في العراق ينطوي على تحذير الكتل السياسية من مغبة العودة للحرب الطائفية، لكنه يستبعد "انزلاق" العراق إليها مرة أخرى بعد أن "اكتوى الجميع بنيرانها"،
وفي حين رأت القائمة العراقية، أن اليونامي كانت "منصفة" هذه المرة على العكس من المرات السابقة التي "جاملت" فيها الحكومة العراقية، ودعت الأمين العام للأمم المتحدة إلى "التدقيق" في اختيار من يمثله بالعراق، وصف التحالف الكردستاني تقرير البعثة الأممية بأنه "واقعي"، لكنه ينتقد المنظمة الدولية وأميركا لاكتفائهما بتوصيف الحالة العراقية من دون المساعدة في ايجاد العلاج المناسب لها.
جاء ذلك بعد يومين من كشف بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) عن تقريرها الفصلي الثالث، إلى الأمين العام للمم المتحدة، بان كي مون، بشأن الأوضاع في العراق، الذي حذرت من خلاله من إمكانية تجدد "الحرب الطائفية" في البلاد.
ائتلاف دولة القانون: من المستبعد انزلاق العراق في أتون الحرب الطائفية مجدداً
ويرى ائتلاف دولة القانون، بزعامة رئيس الحكومة، نوري المالكي، أن تقرير بعثة الأمم المتحدة في العراق، اليونامي، "يشعل الضوء الأحمر لتحذير الكتل السياسية من مغبة العودة للحرب الطائفية"، لكنه "يستبعد انزلاق العراق في أتون الحرب الطائفية مرة أخرى بعد أن اكتوى الجميع بنيرانها".
ويقول النائب عن ائتلاف دولة القانون، عباس البياتي، في حديث إلى (المدى برس)، إن من "غير الممكن العودة إلى الوراء حيث الحرب الطائفية التي اكتوت الكتل السياسية كافة بنارها"، ويعد أن "تقرير يونامي أشعل الضوء الأحمر أمام الكتل السياسية وحذرها لتعرف أين تسير بالقافلة لتتدارك وضعهاً".
ويضيف البياتي، وهو عضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أن "تصاعد العنف بدرجة طائفية واضحة من خلال استهداف المساجد والحسينيات، وما يجري في محافظة ديالى، يدلل على أن هناك أطرافاً محلية تريد إعادة العراق إلى أجواء الحرب الطائفية"، ويؤكد أن "تقرير بعثة الأمم المتحدة تحذيري وليس واقع حال ويشكل انذاراً مفيداً للقادة العراقيين".
القائمة العراقية: على الأمم المتحدة التدقيق في اختيار من يمثلها بالعراق
بدورها ترى القائمة العراقية، بزعامة رئيس الحكومة الأسبق، إياد علاوي، أن اليونامي كانت "منصفة هذه المرة على العكس من المرات السابقة التي جاملت فيها الحكومة العراقية"، وتدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى "التدقيق في اختيار من يمثله في العراق".
ويقول النائب عن القائمة العراقية، حيدر الملا، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الرئيس المنتهية ولايته لبعثة الأمم المتحدة، مارتن كوبلر، ظهر في نهاية مدته منصفاً برغم أنه طالما كان مجاملاً للحكومة العراقية"، ويبين أن "الشعب العراقي يعلم جيداً من هي المليشيات ومن هم الإرهابيين وكان يتمنى أن يصدر مثل هذا التقرير في مدة ولاية كوبلر وليس بعد انتهاءها".
ويدعو الملا، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون، إلى "الاعتناء باختيار ممثليته بالعراق لئلا تكون مثل سابقتها".
التحالف الكردستاني: الأمم المتحدة وأميركا تكتفيان بتوصيف الحالة العراقية من دون علاجها
إلى ذلك يصف التحالف الكردستاني تقرير اليونامي بأنه "واقعي"، لكنه ينتقد المنظمة الدولية وأميركا لـ"اكتفائهما بتوصيف الحالة العراقية من دون المساعدة في ايجاد العلاج المناسب لها".
ويقول القيادي في التحالف، النائب محمود عثمان، في حديث إلى (المدى برس)، إن "تقرير البعثة الأممية جاء واقعياً ومسيئاً لسمعة الحكومة العراقية"، ويشدد على ضرورة "قيام الأمم المتحدة بحل مشكلة العراق وعدم الاكتفاء بتوصيف حالته".
ويعرب عثمان، عن اعتقاده أن "التقرير تضمن معلومات صحيحة لأن هنالك مليشيات ومخاطر ناجمة عن التهجير الطائفي في ديالى، فضلاً عن تفاقم الاغتيالات والتفجيرات والعنف في البلاد"، ويؤكد أن "مخاوف الحرب الطائفية ما تزال موجودة لاسيما أن استجابة المسؤولين للتحذيرات منها ليست بالمستوى المطلوب".
ويبدي القيادي في التحالف الكردستاني، أسفه لأن "سمعة العراق العالمية ستكون سيئة نتيجة مثل هذه التقارير"، وينتقد الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية لأنهما "يكتفيان بإصدار التقارير عن الأوضاع السيئة في العراق من دون مساعدته على ايجاد العلاج الملائم لأوضاعه المتردية".
وأكدت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، أول أمس الاثنين،(الـ15 من تموز 2013 الحالي)، في آخر تقاريرها الفصلية عن الأوضاع في العراق، أن حجم العنف في البلاد "يبعث على الجزع"، وجددت دعوتها للقادة السياسيين إلى الحوار "الجاد" للخروج من "المأزق الراهن" بنحو يتوافق مع الدستور، وفي حين رحبت بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين بغداد وأربيل، شددت على ضرورة تنفيذه على "وجه السرعة.
وحذرت اليونامي، كما أورد تقريرها، من "مخاطر مرتفعة بشأن تزايد العنف الطائفي يزيد من حدﺗﻬا وجود عدد هائل من جماعات المعارضة المسلحة التي يعمل بعضها منذ مدة طويلة في العراق، مثل تنظيم القاعدة في العراق، ودولة العراق الإسلامية"، مستدركة "إلا أن هناك أيضاً جماعات أنشئت حديثاً أو أعيد تنشيطها، مثل الميليشيات الموجودة في المحافظات ذات الأغلبية السنية، وجماعات مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله في الجانب الشيعي.
وكانت الأمم المتحدة دعت الشعب العراقي وقادته في (الـ23 من أيار 2013)، إلى القبول بالتنوع ومبدأ التسامح، وفيما بينت أن الانقسامات الاجتماعية هي التي تقود العراق نحو الصراع، أكدت أن "الأبرياء هم من يسقطون ضحايا العنف"، في حين شدد بان كي مون، في (الـ12 من حزيران 2013 الحالي)، على الحاجة الملحة لإجراء حوار بين الكتل السياسية العراقية، معرباً عن قلقه من ارتفاع وتيرة الوضع السياسي وأعمال العنف في العراق.
وكان رئيس بعثة الامم المتحدة (السابق) في العراق مارتن كوبلر، أكد في، (الـ22 من آذار 2013)، أن "انعدام الثقة بين مكونات الشعب العراقي يجعلهم أهدافا للإرهابيين"، مبينا أن ذلك أدى إلى مقتل وإصابة 5983 شخصا، منذ تشرين الثاني 2012، حتى شباط 2013، قتل 1300 مدني جراء الهجمات الإرهابية وإصابة اكثر من 3090 بالإضافة إلى مقتل 591 عنصر امن وإصابة اكثر من 1002، بسبب هذه الأعمال الإرهابية.'
https://telegram.me/buratha
