عدت قيادة شرطة محافظة صلاح الدين، اليوم الثلاثاء، أن اعتراض بعض القوى السياسية على تشكيل قوات للصحوة في طوز خورماتو "غير مبرر" كونها مفيدة للملف الأمني شريطة إبعادها عن التداعيات السياسية ووضعها تحت إشراف الجيش، وفي حين أكدت أنها تعمل على تشكيل فوج للشرطة من أهالي القضاء، كشفت عن تمكنها من اعتقال 96 مسلحاً وتحرير ثلاثة مخطوفين وإحباط عشرات العلميات المسلحة، خلال حزيران الماضي.
وقال قائد شرطة صلاح الدين، اللواء الركن جمعة عناد، إن "اعتراض الجهات السياسية على تشكيل قوات للصحوة في قضاء طوز خورماتو، (90 كلم شرق تكريت)، غير مبرر، كونها مفيدة لعملنا"، مشيراً إلى أن "قوات الشرطة وبالتعاون مع إدارة قضاء الطوز تواصل العمل على تشكيل فوج للشرطة من أهالي القضاء".
واعتبر عناد، أن هذه "القوات يمكن أن تكون ذات تأثير ايجابي في الملف الأمني إذا تمت إدارتها من قبل الجيش بنحو جيد وصحيح وتحقق التوازن بين مكونات المجتمع المحلي في بنائها"، مبيناً أن تلك "القوة ستكون خاضعة للجيش وذات فائدة ملحوظة في استتباب الأمن بحسب التجارب السابقة".
وأكد قائد شرطة صلاح الدين، على ضرورة "إبعاد قوات الصحوة المنوي تشكيلها في الطوز عن الصراعات السياسية، وترك إدارة موضوعها بيد الجهات الاختصاصية كي تعطي ثمارها المرجوة"، لافتاً أن "أغلب الخروق الأمنية تحصل في المناطق الهشة التي لا تخضع للمراقبة بصورة مستمرة".
وفي محور آخر من حديثه، كشف قائد شرطة صلاح الدين جمعة عناد، عن "اعتقال 96 مسلحاً وتحرير ثلاثة مخطوفين، وتفكيك أربع سيارات مفخخة، وإبطال مفعول 55 عبوة ناسفة وعشرة صواريخ موجهة ضد أهداف أمنية، في عموم مدن المحافظة خلال حزيران الماضي".
وكان مجلس محافظة صلاح الدين، انتقد في وقت سابق من اليوم، الحكومة الاتحادية لإرسالها لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني إلى قضاء طوز خورماتو من دون التنسيق معه، عاداً اياها "تكريسا لمبدأ التهميش والقفز على أدوار الآخرين"، وفي حين أبدى عدم ممانعته من "تحقيق مكاسب التركمان"، أكد رفضه لتشكيل ميليشيات أو استقدام قوات من خارج المحافظة للعب بقضية طوز خورماتو على "حساب السلم الأهلي والتعايش الذي كان ينعم به أهل القضاء".
كانت الحكومة العراقية أعلنت، في(الـ25 من حزيران 2013 الحالي)، عن تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني وعدد من الوزراء لحسم الوضع الأمني في قضاء طوز خورماتو، على خلفية التفجيرين الانتحاريين اللذين ضربا القضاء، وزارت اللجنة القضاء، في (الـ27 من حزيران 2013)، وقررت اعتباره "منطقة منكوبة"، وبينت أنها وافقت على تشكيل صحوة تركمانية بـ700 متطوع وتشكيل فوج طوارئ ولجنة لتقييم الأضرار.
وأعلن محافظ صلاح أحمد عبد الله عبد، في (الـ30 من حزيران 2013)، عن رفضه تشكيل أي ميليشيات في المحافظة "تحت أي مسمى"، مؤكدا وقوفه "بوجه محاولات تجزئة المحافظة، واتهم بعض السياسيين "الفاشلين" في الانتخابات بالعمل على زرع الفتن وتأجيج الازمات في المحافظة.
كما أعرب قائمقام الطوز، شلال عبدول، في اتصال هاتفي مع (المدى برس)، أمس الأحد،(الـ30 من حزيران الماضي)، عن "رفضه تشكيل مجالس إسناد أو صحوات في القضاء أو تسليح عشائره أو تشكيل فوج لمكون معين فيه"، عاداً أن ذلك "يشكل اعترافاً بفشل قوات الجيش والشرطة في الحفاظ على أمن القضاء واستقراره مثلما يشكل بداية لتوترات طائفية وعرقية".
وأكد قائمقام الطوز، أن "مواقف اللجنة الوزارية التي زارت القضاء مؤخراً خلق توتراً وأزمة أخرى فيه"، وتابع أن "إدارة القضاء تؤيد مطالب التركمان المشروعة لكنها ينبغي ألا تكون موجه ضد المكونات الأخرى".
وطالب عبدول بـ"تشكيل فوجين من جميع المكونات بالقضاء"، مستدركاً "إما فكره جعل قضاء الطوز محافظة فلا بد أن تكون منسجمة ومواد الدستور العراقي"، مستطرداً أن هنالك "من أهالي القضاء من يريد ضمه إلى كركوك ومن يسعى لجعله محافظة أو بقاء وضعه الحالي مع محافظة صلاح الدين".
وأبدى قائمقام الطوز "عدم ممانعة إدارة القضاء من استقدام قوات من الشرطة المحلية من محافظة صلاح الدين لأن طوز خورماتو يعد عراقاً مصغراً لتعدد القوميات والطوائف فيه"، مستدركاً "لكنها ترفض استقدام قوات أمنية من وسط العراق أو جنوب إلى القضاء".
وشهدت صلاح الدين، في (الـ25 من حزيران 2013)، تفجيرين انتحاريين بحزامين ناسفين استهدفا خيمة للمعتصمين التركمان على الطريق العام قرب جسر اقصو، وسط قضاء طوزخورماتو، مما أسفر عن مقتل أو إصابة 57 شخصا من بينهم مسؤولون تركمان.
ويشهد قضاء طوز خورماتو الذي تسكنه غالبية من التركمان، بين مدة وأخرى، تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وعمليات اغتيال تطال التركمان ومسؤولين في الحكومة، منها في (الـ10 من حزيران الحالي)، نفذ بسيارة مفخخة كانت مركونة أمام مقهى شعبية في حي أقصو وسط القضاء وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص وإصابة 26 آخرين بجروح معظمهم إصاباتهم خطرة، وقبلها تفجير في (الـ21 من أيار 2013)، أسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص بينهم ضابط شرطة برتبة نقيب، وجرح 53 مدنياً بينهم خمسة أطفال وعدد من النساء، بتفجير مزدوج بسيارتين مفخختين قرب حسينية وسط قضاء طوز خورماتو، فيما قتل ستة مدنيين واصيب 67 آخرين بانفجار ثلاث سيارات مفخخة في منطقة امام احمد وبراوسلي وسط القضاء.
https://telegram.me/buratha
