أكدت لجان برلمانية متخصصة أن ساعات تجهيز العراقيين بالكهرباء تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ أشهر وذلك قبل أسبوع واحد من شهر رمضان.
وأشار مسؤولون تنفيذيون في بغداد والمحافظات إلى أن أوقات التجهيز لا تتجاوز 8 ساعات حالياً في أفضل الحالات، مستبعدين إي تحسن قد يحصل في الطاقة قريباً.
وقال عضو لجنة النفط والطاقة البرلمانية فرات الشرع، في تصريح ان "المحافـــــظات الجنوبية تعاني من مشاكل في ملف الكهرباء وأن الوعود التي أطلقت في السابق لا يمكن تحقيقها".
وتابع الشرع أن "معدلات الكهرباء في المحافظات الجنوبية كانت مرتفعة قبل أيام لكن خللا حصل في المنظومة الوطنية جعل ساعات التجهيز تتراجع إلى ما بين (8 - 10) ساعات يوميا".
وعد الشرع "عمل وزارة الكهرباء أقل من الطموح وان حصلت تطورات فهي بسيطة جدا لا تتناسب مع الجهود التي بذلتها الحكومة طوال السنوات الماضية والأموال الطائلة التي صرفت".
وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني اعلن، في وقت سابق، ان العراق سيصدر الطاقة الكهربائية إلى دول الجوار خلال العام 2013، مؤكداً ان حاجة العراق من الطاقة لا تتعدى الـ15 ألف ميكاواط.
حال المحافظات الوسطى لا يختلف كثيرا عن الجنوب، بل تعاني من قطع خط الطوارئ المرتبط بالمؤسسات الحكومية خصوصا الصحية منها لساعات طويلة.
وافاد النائب عثمان الجحيشي ان "المواطن بات لا يثق بوزارة الكهرباء وتصريحاتها".
وأضاف الجحيشي، ان "المحافظات الوسطى تشهد انقطاعاً في خط الطوارئ الواصل بالمؤسسات الرسمية".
وتابع "في الايام القليلة الماضية حصلت انقطاعات في المستشفيات الحكومية لساعات طويلة ما يعني توقف العمليات الطبية". ويؤكد الجحيشي، وهو عضو لجنة النزاهة في مجلس النواب ان "العاملين في دوائر توزيع الطاقة الكهربائية يتعرضون لتهديدات وضغوطات من مسؤولين لغرض تجهيز مناطقهم بالكهرباء لساعات اطول"، مبينا ان "البعض الاخر من العاملين يتلقون رشاوى من اصحاب نفوذ لتوزيد مناطق معينة بالكهرباء خلافا للقطع المبرمج".
وزاد ان "هذه الاساليب تؤدي إلى زيادة الطاقة الكهربائية في مناطق على حساب الاخرى".
وأكد النائــــب أن "المحافظات الوسطى لا تحصل من الطاقة الكهربائية سوى على 7 ساعات يوميا وقد تكون المعدلات اقل".
ويقول مختصون بالكهرباء إن الحكومة فشلت طيلة الاعوام العشرة الماضية في تحقيق تحسن ملموس في هذا الملف، برغم توفر التخصيصات المالية الكبيرة وانفتاح العراق على الاسواق العالمية، وفيما اشاروا إلى ان الاخفاق هو بسبب الفساد المادي والاداري المتواصل؛ يلمحون إلى ان الوعود تتكاثر مع اقتراب موعد كل انتخابات ومع تغير احوال الطقس من دون جدوى.
على صعيد متصل، عدت لجنة الخدمات في مجلس النواب، "المحافظات الشمالية والغربية الخاسر الاكبر من ملف الكهرباء في العراق".
وافادت عضو اللجنة سهاد العبيدي، بان "وزارة الكهرباء ادعت قبل نحو اربعة اشهر بأن ساعات التجهيز تصاعدت، لكن اعتدال درجات الحرارة خلال اذار ونيسان هو السبب الحقيقي في ذلك، وليس تحسن أداء المنظومة الوطنية".
ولفتت العبيدي إلى انه "مع دخول فصل الصيف وقبل حلول شهر رمضان وصلت الكهرباء إلى ادنى مستوياتها"، مبينة ان "المحافظات الغربية والشمالية باستثناء إقليم كردستان وكركوك المتضرر الاكبر من التراجع في حجم انتاج الطاقة الكهربائية".
وقدرت أن "الانتاج لا يتجاوز 6000 ميكاواط في اليوم الواحد وان اوقات التجهيز في هذه المحافظات دون 6 ساعات يومياً".
وكان وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان قال يوم الجمعة الماضي، ان المنظومة الوطنية ستشهد زيادة في انتاجها خلال شهر رمضان وبعده وبواقع 1000 ميغا واط من خلال ادخال عدد من الوحدات التوليدية للمحطات التي يتم انشاؤها في الوقت الحاضر.
وارجعت عضو لجنة الخدمات البرلمانية "التردي في الطاقة الكهربائية في المحافظات الشمالية والغربية إلى زيادة الاحمال على الشبكة الوطنية"، منبهة إلى ان "مصفى بيجي يستهلك الكثير من الطاقة على حساب ما تحتاجه تلك المناطق".
https://telegram.me/buratha
