اقرت القائمة "العراقية العربية"، امس بخسارتها في الانتخابات المحلية التي جرت في نينوى والانبار الخميس الماضي، فيما زعمت كتلة "متحدون" أنها حققت "فوزاً ساحقاً".
وعزت الكتلة التي يقودها صالح المطلك الخسارة إلى قيام "بعض الجهات" بترهيب الناخبين ومفوضية الانتخابات, فيما اكدت "كتلة متحدون" تحقيقها فوزا "ساحقا" وبفارق كبير عن اقرب المنافسين لكنها حذرت من التلاعب بالتنائج.
وكانت المفوضية العليا للانتخابات في العراق اعلنت أن نسبة المشاركة للاقتراع المؤجل في محافظة الأنبار بلغت 49.5 في المئة، فيما كانت 37.5 في المئة في محافظة نينوى واعتبرت المشاركة ضعيفة، مقارنة بالانتخابات المحلية السابقة.
وقال النائب عن "القائمة العراقية العربية" رعد الدهلكي لـ"العالم" امس إن "الظروف في محافظتي الانبار ونينوى لم تكن ملائمة لاجراء الانتخابات, فهناك وضع امني غير مستتب وضغط رهيب مارسته بعض الاطراف على الناخبين وعلى موظفي المفوضية العليا للانتخابات، الامر الذي دفع الكثير منهم الى الاستقالة كما دفع بالاف المواطنين الى الامتناع عن المشاركة في الانتخابات".
واضاف "خسارتنا في هذه الانتخابات لن تكون مؤشرا على شعبية القائمة او تاثيرها على وضعنا في الانتخابات التشريعية المقبلة"، مشيرا الى ان "هذه الانتخابات كانت لها ظروفها الخاصة والمعقدة".
وزاد "على الرغم من هذا سنتعاون مع كل الكتل من اجل خدمة انباء المحافظات لان الهدف من الانتخابات المحلية هو تشكيل مجالس خدمية توفر الخدمات للمواطن فقط".
واستبعد الدهلكي ان تنتهي التظاهرات التي تشهدها هاتان المحافظتان بعد الانتخابات لكنه توقع ان "ينسحب منها بعض السياسين من الذين حاولوا ركوب موجة التظاهرات والاستفادة منها لتحقيق شعبية مزيفة في الانتخابات".
وتابع "ستتغير كثير من المواقف السياسية بعد الانتخابات وعلى المواطنين التمييز بين من كان يطالب بحقوقهم وبين من حاول تسخير التظاهرات لصالحه".
من جهته قال عضو كتلة "متحدون" خالد العواني في تصريح لـ "العالم" امس ان "كتلتنا حققت فوزا ساحقاً في الانبار ونينوى وبفارق ستين في المئة عن اقرب المنافسين"، مشيرا الى ان "كتلة (عابرون بزعامة محافظ الانبار الحالي قاسم الفهدواي) حققت المركز الثاني في الأنبار، تلتها قائمة (العراقية العربية بزعامة المطلك)".
وتابع اما في نينوى فان "القائمة الكردية هي من حققت المركز الثاني بعد متحدون".
وبين العلواني ان هذه النتائج الاولية حصلت عليها كتلته "من مراقبي القوائم الانتخابية في مراكز الاقتراع ومكاتب المفوضية العليا للانتخابات".
وحذر عضو "متحدون" من "مغبة التلاعب بنتائج الانتخابات التي جرت يوم الخميس الماضي". ولفت إلى أن "هناك مؤشرات على نية بعض الاطراف تغيير النتائج والتلاعب باصوات الناخبين"، لكنه رفض تسمية هذه الاطراف او كيفية التلاعب بالنتائج.
واضاف العلواني "نطالب باعلى درجة من الشفافية في عملية العد والفرز وخصوصا فيما يتعلق بجمع نتائج انتخابات الاقتراع الخاص".
وكانت كتلة "متحدون" التي يتزعمها رئيس البرلمان أسامة النجيفي أن مبررات قرار تأجيل الانتخابات لم تكن حقيقية.
وأضافت في بيان ان "انتخابات نينوى والأنبار لم تخل من عدد من الخروقات والسلبيات وفي مقدمتها عدم وجود أسماء عشرات الناخبين والتأخر في فتح بعض مراكز الاقتراع"، موضحة ان "ما حدث أثبتت أن مبررات قرار تأجيل الانتخابات لم تكن حقيقية، فلم يطرأ أي تغيير على الملف الأمني، ان لم يكن قد ساء أكثر، في وقت باتت القناعة مؤكدة بان القرار المذكور اتخذ لغايات سياسية ومحاولة لإفشال الانتخابات في هاتين المحافظتين".
كما ذكر محافظ الانبار قاسم الفهداوي في تصريح صحفي ان "بعض الجهات في المحافظة صارت تحترف التزوير"، واتهم مفوضية الانتخابات في الانبار بانها "أسيرة بيد احدى الجهات السياسية".
وقال ان هناك معلومات يمتلكها "بوجود دورات تنظم داخل البلاد وفي دولة مجاورة لكيفية إجراء التزوير".
واشار الفهداوي الى ان التزوير فيه أساليب عدة منها "وجود استمارات انتخابية مزيفة وتزوير قاعدة البيانات ومستمسكات الناخبين".
الى ذلك ذكر مصدر في المفوضية المستقلة العليا للانتخابات لـ"العالم" ان "صناديق الاقتراع وصلت الى مراكز العد والفرز مساء الجمعة".
واكد المصدر ان "المعلومات الاولية تشير الى تقدم كبيرة جدا لائتلاف متحدون وخصوصا في محافظة نينوى".
بدوره اكد سكرتير "مظمة تموز" المتخصصة في مراقبة الانتخابات علي الدجيلي وجود خروقات كثيرة حصلت في يوم الانتخابات في محافظتي الانبار وينيوى لكنه استبعد ان تؤثر على النتيجة النهائية للانتخابات.
وقال الدجيلي لـ"العالم" ان "الخروقات تتعلق معظمها بالمفوضية واداء موظفيها وضعف اعدادهم وتدريبهم اضافة الى ضعف الاعداد وغياب القوانين اللازمة للسيطرة على العملية الانتخابية".
واضاف "سجلنا استمرار الدعاية الانتخابية بالقرب من مراكز الاقتراع وحمل صور الناخبين داخل وخارج المراكز وتكرار ظاهرة عدم وجود اسماء الناخبين في سجلات مفوضية الانتخابات التي تعتمد على سجلات وزارة التجارة وتفتقر الى سجلات احصاء حتى الان".
وتابع "كما سجلت المنظمة وجود حالات التصويت بالنباية ودخول جماعي داخل المراكز الانتخابية اضافة الى غياب السرية في عملية التصويت في بعض المراكز ولوحظ ضعف في اقبال الناخبين على مراكز الاقتراع في الساعات الأولى من بدء عملية الاقتراع وخصوصا بعد الانفجارات وسقوط قذائف الهاون، ولوحظ انتشار واسع للقوات الأمنية صاحبه تشدد في الاجراءات الأمنية، ما أدى الى صعوبة وصول الناخبين الى المراكز الانتخابية".
وعن احتمال وجود حالات تزوير اوضح الدجيلي "التنافس الكبير والمحتدم بين القوائم الانتخابية يتيح وجود عمليات تزوير لكن على من يكتشف هكذا امر ان يقدم الادلة التي تثبت صحة ادعائه".
https://telegram.me/buratha
