تقرير / مشعل هاشم ..بين امواج شط العرب و داخل قاربه الصغير وحوله الشباك التي غزلها بيديه تعود { محيسن } الصياد على مزاولة مهنته التي ورثها عن ابيه , هذه المهنة التي ما عادت كما كانت في سابق عهدها حين كانت انواع كثيرة من الاسماك والاحياء النهرية تعج بها مياه الانهار الصغيرة والكبيرة في البصرة.
ويقول محيسن لوكالة {الفرات نيوز} انه منذ الصباح الباكر وبعد صلاة الفجر يخرج من منزله ليعيش نهارا طويلا بحثا عن رزقه الذي اصبح لا يوازي تعبه فكثير من الاسماك غادرت مياه شط العرب بسبب ارتفاع نسبة ملوحته ودخول اسماك اخرى غريبة على المياه العذبة, عدا ذلك وجود الغوارق البحرية التي تمزق شباك الصيد.
وليس بعيدا عن مكان صيد { محيسن } حيث كان { شلال } يرمي شباكه قريبا من ميناء المعقل الذي تزدحم امامه في الضفة الثانية زوارق الصيادين او ما تسمى{ الجنكوة} , { شلال } يؤكد لـ{الفرات نيوز} ما ذكره محيسن ويشير الى صعوبة الصيد وانه لم يعد يكفي لتغطية نفقات البيت واصلاح الشباك والمحركات وكل ذلك بسبب قلة الاسماك واختفاء العديد من انواعها.
وفي سوق خمسة ميل شمال مركز محافظ البصرة يجلس العديد من بائعي الاسماك وبينهم {رزاق} حيث انه دائما ما يقول ان اسماكه نهرية وليست صناعية , {رزاق} عبر عن تخوفه من انقراض الاسماك المهمة والمرغوبة لدى الناس من شط العرب ", معتبرا "الحكومة مسؤولة عن ما يحدث من تغير في انواع الاسماك وعدم توفرها مطالبا بإنشاء سد يحمي ثروة شط العرب السمكية ".
رئيس مركز علوم البحار الدكتور مالك حسن اوضح لوكالة{الفرات نيوز} ان "هناك تغييرا كبيرا في بيئة مياه شط العرب وحتى في مصبه وفي الاهوار ونظامها والمياه البحرية الساحلية و تغيير في التنوع الاحيائي ", مبينا ان "هناك مناطق كانت حاضنة واختفت فيها انواع من الاحياء والاسماك".
التغيير البيئي يسبب ضغط على الاحياء التي تستوطن او تعيش في مياه شط العرب بسبب تقدم الجبهة الملحية باتجاهه من البحر بحسب ما قاله رئيس قسم الاحياء البحرية في جامعة البصرة الدكتور داوود سلمان محمد الذي دعا الى اجراء حل سريع للمحافظة على هذه الاحياء والا ستنقرض انواع او سترحل وتحل محلها انواع اخرى بحرية" .
واعتبر ان" المد الملحي سببا رئيسا في غزو الاسماك البحرية للمناطق القريبة من الاهوار وخصوصا جنوب هور الحمار وان هناك العديد من الانواع التي تعتبر بحرية دخلت الى تلك المناطق ".رئيس قسم الاستزراع المائي في مركز علوم البحار مصطفى المختار شدد في حديثه لوكالة{الفرات نيوز }على ان" هناك اسماك مهمة في شط العرب اختفت وهاجرت باتجاه شمال البصرة اي صوب الاهوار مثل { الشبوط والبني والكطان } وهي الان نادرة جدا في شط العرب وحلت محلها بعض الاسماك البحرية ".
بعض محال بيع الاسماك وخصوصا تلك التي تقدمه كوجبة رئيسة عللوا ارتفاع الاسعار لديهم بشحة اسماك الانهار وان اسعارها تختلف في بعض الاحيان عن سعر الاسماك المستزرعة في البحيرات الصناعية , و{ علي } احد العاملين في مطعم وضع رحاله على ضفاف شط العرب يقول اننا" تعرضنا لانتقادات كثيرة بسبب اسعار وجبة السمك المسكوف العالية نسبيا لان المطعم يعتمد على الاسماك التي تصاد في الانهار ولا نتعامل مع اصحاب البحيرات لان الزبون يؤكد علينا بعدم رغبته بتلك الاسماك ".
الحكومة المحلية السابقة حاولت ان تضع حلولا للحد من المد الملحي الزاحف الى شط العرب والذي غير بحسب المختصين من بيئة الاحياء النهرية و الاسماك التي تعيش في المياه العذبة حاولت تلك الحكومة من خلال بعض المشاريع المقترحة ولكن حتى الان لم تجد طريقا للحل ومن بينها انشاء سد ذو فتحة ملاحية اقترحت له شركة اجنبية متخصصة ثلاث مناطق لم يتم البت في واحد منها , او زيادة الاطلاقات المائية التي يمكن ان تخفف من حدة الملوحة و الابقاء على ما يمكن ابقاءه من الاسماك والاحياء النهرية .
https://telegram.me/buratha
