المؤكدُ أن رئيس الوزراء نوري المالكي، وأعضاء مجلس الوزراء جميعاً سيطلعون بـ(أعين مفتوحة) على ضخامة ما تحقق من أمان وعمران وتطور مدني في أربيل، بل في عموم كردستان، حتى أن ذلك انعكس بوضوح على حياة المواطن الكردي العراقي.ألا يؤشر ذلك (بالمقارنة) صعوبة تصديق الأعذار والحجج والذرائع أمام حالة التدهور الخدمي التي يعيشها (العراق العربي) بالقياس الى جزئه الكردي؟...لماذا لا تتخذ من هذه المقارنة، مرتكزاً لإحداث نهضة جديدة، تنقذ -في الأقل- أكثر من نصف المجتمع من حالة الفقر المدقع، و(الكسافة الخدمية) والواقع المرير الذي يعيشون فيه برغم غنى البلد واكتنزاه الثروات الضخمة بالقياس الى دول غيره؟.في سياق مناقشته لهذه المؤشرات، قال النائب عن التحالف الكردستاني أزاد أبو بكر: (ليس من العيب أنْ تعمل الحكومة الاتحادية على الاستفادة من تجربة كردستان في هذه المجالات).
وأضاف الإقليم يتمتع بالأمن والاستقرار، أما بقية مناطق العراق (الوسط والجنوب) ففيها ما يؤكد فشل سياسات الحكومة الاتحادية في مجال الإعمار والاستثمار. وتابع: الى ذلك قال النائب عن كتلة الاحرار حسين كاظم الخفاجي ان هناك تقصيراً حكومياً في تنفيذ المشاريع وخدمة المواطنين. مؤكدا ان هذا الأمر واضح للشارع العراقي برغم وجود مسببات أخرى. واضاف الخفاجي في حديثه لـ (المشرق) قوله: لا يمكن المقارنة بين أربيل وبغداد، فحكومة كردستان ومنذ فترة طويلة سبقت بقية العراق في تحقيق علاقات مع دول الجوار ودخلت شركات كثيرة اليها للاعمار والاستثمار. ويعتقد النائب أن تقصير الحكومة في تنفيذ المشاريع وسوء الادارة، والفساد المنتشر في جميع مفاصل الدولة، أسباب رئيسة لهذا التخلف، إضافة الى النكوص الدائم في المجال الأمني.وعزا النائب عن كتلة المواطن حبيب الطرفي عدم توفر الخدمات وغياب التطور العمراني الى الحكومات المحلية. معتقدا ان الحكومة الاتحادية لا تتحمل هذا الوزر وحدها.
وأوضح الطرفي ان توفير الخدمات في المحافظات من اختصاص الحكومات المحلية فيها بشكل اساس. مؤكدا ان هذا يدل بوضوح على ان الحكومات المحلية في الدورة السابقة كانت غير كفوءة وغير مهنية، وبالتالي لم تقدم ما يجب تقديمه لسكانها. وتابع : ان إلقاء اللوم دائما على الحكومة الاتحادية ورئيس الوزارء امر غير منصف بدرجة كافية، لذا يفترض ان يشخص الخلل واسبابه وآلياته، فالخدمات ميدانية ومسؤوليتها ومناطة بالحكومات المحلية. متمنيا على الحكومات المحلية في الدورة الجديدة ان تعي هذه المهمة،وضرورة توفير الخدمات للمواطن. واكد ان على الحكومة الاتحادية رسم الستراتيجيات واعطاء الاموال، وعلى الحكومات المحلية عملية التنفيذ. مشددا على القول: لذا من غير المنصف إلقاء اللوم على الحكومة الاتحادية ورئيس الوزراء وعدهما (المسؤول المباشر) عن توفير الخدمات، لأن المسؤول المباشر عن ذلك هي الحكومات المحلية.اما النائب عن القائمة العراقية سالم دلي فيرى ان الاختلاف جوهري ما بين رؤية اقليم كردستان والرؤية الستراتيجية للسيد نوري المالكي في التحالف الوطني. واضاف دلي في حديثه لـ (المشرق) ان الاخوة الكرد اعتمدوا سياسة ( عفا الله عما سلف). وقال: إنهم يقطفون ثمار الحياة التي شرعوا في بنائها، اما نحن فنعمل اليوم على وضع العقبات واحدة بعد الاخرى امام الشركاء في العملية السياسية. مؤكدا ان هذا ينعكس سلبا على التوافق والسلم الاهلي والتطور التنموي والاقتصادي والازدهار. وتابع : نتمنى ان تكون زيارة المالكي الى كردستان رسالة واضحة بأن خيارات اقصاء الاخرين وعدم الشراكة الحقيقية ليست الخيار الافضل لإنجاح العملية الديمقراطية من اجل وضع العراق في المكان الذي يستحقه سواء على المستوى الاقليمي أم المستوى العالمي.من جانبه قال النائب عن ائتلاف دولة القانون عبدالسلام المالكي ان الوضع في اقليم كردستان منذ عام 1991 صعودا سبق العراق في كثير من المسافات في مجال الاعمار والبناء والاستقرار برغم وجود تعثر وقلة خدمات وغيرها من الامور. واضاف المالكي في حديثه لـ(المشرق): لكن منذ عام 1991 وفترة ما بعد سقوط النظام، كان لدى الكرد الوقت الكافي لتحقيق التطور والعمران اضافة إلى الاستقرار الامني والسياسي وتسهيل عمل المستثمرين ووجود حاضنات لمشاريعهم. معتقدا ان العراق في طور البناء والاستقرار الامني وكذلك السياسي برغم وجود الازمات. واكد المالكي ان هناك نوعاً من التوافقات والتفاهمات بين الكتل السياسية بما فيها كتل الاخوة الاكراد في حل الكثير من المشاكل سواء على الجانب التشريعي أم التنفيذي. وقال إنه يعتقد ان العراق يسير باتجاه الاعمار والبناء، فهناك محافظات بدأت تظهر عليها لمسات التطور العمراني منها النجف وميسان والمحافظات الاخرى، فالجانب العمراني فيها اصبح واضح المعالم. وشدد على القول : لكن الوضع الامني وعدم الاستقرار السياسي والازمات الاخيرة ألقت بظلالها على الخدمات ما ادى الى عزوف الكثير من الشركات الاجنبية والمستثمرين في مجال البناء والاعمار عن القدوم الى العراق بسبب المخاوف الأمنية، وما زال هناك عدم طمانة للوضع في البلاد. مؤكدا ان اقليم كرستان يشهد نهضة عمرانية وتنموية واقتصادية كبيرة اضافة الى توفر الاستقرار فيه. وقال ان العراق مقبل نحو نهضة عمرانية وتنموية واستثمارية واقتصادية واستقرار سياسي كبير بعد ان يتفق الزعماء السياسيون على حلحلة الامور والانطلاق نحو مشاريع الاعمار والبناء، فنحن مازلنا نعيش اجواء سياسية غير مستقرة، وهذا لا ينكر. وأكد ان جميع العراقيين يطمحون اليوم، وليس السلطة التنفيذية او الوزراء او البرلمانيين، إلى أن تطور البنى التحتية والعمرانية للعراق ليكون مثل بقية الدول الاخرى او مثل اقليم كردستان.
https://telegram.me/buratha
