أنتقد قال الناطق باسم الحكومة المقال علي الدباغ قمع الحكومة التركية للاحتجاجات الشعبية في عدة مدن تركية.
وتشهد العاصمة انقرة وعدة مدن تركية اخرى منذ يوم الجمعة الماضية اضطرابات وصدامات بين محتجين غاضبين والشرطة اسفرت عن سقوط عدد من القتلى والمئات من الجرحى بين صفوف المتظاهرين الذين خرجوا قرب [ساحة تقسيم] في مدينة اسطنبول بعد ان اثار غضب الاهالي مشروع اقتلاع الاشجار منها والسعي لبناء مشاريع تجارية مكانها.
وقال الدباغ في بيان له اليوم الثلاثاء ان "التظاهرات التي تشهدها إسطنبول والمدن التركية الاخرى هي من أطياف متنوعة من القوى التركية التي تناهض السياسة التي يتبعها حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب اوردوغان في محاولاته لتغيير الدستور والسيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة ومفاصلها الرئيسية وكذلك الدور الإقليمي المختلف عليه بين القوى السياسية والذي يقوم به اردوغان، وليست محصورة في حزب الشعب الجمهوري المعارض".
وأضاف الدباغ أن "هذه الاحتجاجات التي بدأت في ساحة تقسيم الشهيرة والتي أشعلتها رمزية تحويل المتنزه الذي أقيم على انقاض معلمٍ عثماني إلى مركز تجاري والاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة التركية في قمع مظاهرات سلمية، تضع على المحك النظام الحالي في تركيا، الذي يتحول بهدوء وحذر إلى نظام إسلامي يحاول تسويقه أوردغان الى دول الربيع العربي والسيطرة على الأحداث في سوريا وتوجيهها".
وأشار الى ان "هذه الاوضاع تضع النظام التركي في حرج شديد في تسويق النموذج التركي خصوصاً مع تشدد اردوغان في الاستماع للمحتجين والاستجابة لمطالبهم التي يمكن أن يحقق منها مكاسب أفضل مقارنة بقمعها ورفضها مما يضعه في أصعب موقف شعبي وإقليمي من خلال ممارسة - تنتهك الحقوق والحريات الديمقراطية التي يدعي النظام دائماً بأنه ينتهجها- وطالما كان ينتقدها علناً ويقدم نفسه كحام للحريات والحقوق المدنية في المنطقة التي يقوم نظامه بانتهاكها مما وسع من هذه الاحتجاجات في شرارة احتجاج للمدن التركية الاخرى في مشهد يقترب من شرارات انطلاق الربيع العربي و لتنضم اليها فئات متضررة من النظام الحالي وهم علمانيون وأكراد وعلويون وطوائف تحذر من النهج الذي يتبعه حزب العدالة ورئيسه اوردوغان".
وكان الدباغ قد قال في تصريح سابق له عن الاوضاع التركية وموقف العراق منها ان "الحكومة العراقية تريد التدخل في الشؤون الداخلية التركية كنوع من الثأر"، بحسب رأيه.
ونقلت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية في مقالتها اليوم الثلاثاء بعنوان [النموذج التركي يفقد بريقه في أعين العرب] عن الدباغ القول إن "بغداد تريد الآن أن تدس أنفها في الشؤون الداخلية التركية كما فعلت تركيا من قبل كنوع من الثأر" موضحا رأيه بأن "تركيا ليست هي النموذج الذي ينبغي أن تحتذي به دول الربيع العربي".
يذكر ان الحكومة أنهت في 29 تشرين الثاني الماضي 2012 عقد الناطق باسمها علي الدباغ بسبب ورود اسمه في شبهات الفساد في صفقة الأسلحة الروسية التي أبرمت في نهاية العام الماضي 2012 .
يشار الى ان العلاقات العراقية - التركية تشهد توتراً ملحوظاً منذ أشهر عدة، حين لجأ نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي صدرت بحقه عدة احكام بالإعدام إلى تركيا، وبلغت ذروتها بمنحه إقامة دائمة على أراضيها، وزيارة وزير خارجية انقرة احمد داوود اوغلو الى اقليم كردستان ومحافظة كركوك بدون التنسيق مع بغداد
https://telegram.me/buratha
