اعتبر سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى، ان اللقاء الذي التأم يوم امس بدعوة من رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم جرى في حدود الرمزية بهدف تجميع القيادات السياسية وصفا ذلك بانه " امر ايجابي، ومبادرة جيدة تستحق التقدير".
وقال موسى في بيان تلقته اليوم "لا يمكن ان يكون الا بداية لسلسلة مكثفة وطويلة من الحوارات واللقاءات، بهدف تحقيق تقدم ملموس وفعال في معالجة جذور الازمة ولفتح الطريق امام التطور الطبيعي للعملية السياسية الديمقراطية".
واضاف ان "السيد عمار الحكيم الداعي للقاء ومضيفه، اكد في كلمته على جملة مبادئ اساسية، ووضع خطوطا عريضة لتجاوز الازمة المتصاعدة، وفتح الطريق لاجراء حوار جاد وبناء لحل المشكلات التي تواجه البلد".
واوضح موسى ان "هناك حاجة فعلية وملموسة لتحويل الكلمات الطيبة إلى افعال واعمال حقيقية، فالبلد يواجه ازمة عميقة وتصعيدا خطيرا وتدهورا في الاوضاع الامنية، وعدم استقرار سياسي، وشللا اقتصاديا"، مشيرا الى ان معالجة ذلك كله "تستلزم نهجا واسلوبا جديدين للتعامل مع هذه القضايا، وفي مقدمة ذلك اجراء مراجعة نقدية تقييمية لمسار العملية السياسية، بغية تخليصها من نهج المحاصصة الطائفية كي يستقر البلد وتنطلق عمليات الاعمار والبناء ويهنا الشعب بالسلام والعيش الامن".
واكد موسى على ان "هذه المبادرة وقيمتها ترتبطان بما سيليها من خطوات وإجراءات، وما يترتب عن كل ذلك من ضرورة الانفتاح والمرونة في لقاءات القوى المعنية"، مشددا بالقول: ان "هذه المبادرة في محلها وجيدة، ولكنها تحتاج الى خطوات لاحقة وحوارات عاجلة مكثفة دون تباطؤ وتردد، لايقاف التدهور وصولا الى معالجة جذور الازمة.
وكان الاجتماع الرمزي الذي دعا اليه رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم قد عقد عصر امس في مكتبه ببغداد، بحضور قادة الكتل لبحث الازمة السياسية والامنية وشهد مصافحة بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي بعد خلاف بينهما استمر عدة اشهر.
وقال الحكيم في كلمته التي القاها في الاجتماع الرمزي انه "ليست هناك مشكلة عصية على الحل، متى ما امن المختلفون بالحل المشترك والعيش المشترك، وليست هناك ازمة لا يمكن الخروج منها، متى ما امنا ان العراق فوق كل الازمات والآلام، ويجب ان لا نتشدد في اي موقف، لان شعبنا اهم من كل المواقف، وان الالتقاء في المنتصف لا يمكن اعتباره تنازلا".
واضاف الحكيم ان "الشراكة ليست نظرية جديدة ندعو لها بل هي حقيقة وواقع وعلينا ان نتحمل تبعاتها مثلما نسعى إلى نيل استحقاقاتها"، مشيرا الى ان "العراق لن يستقر دون الاعتراف بالتعددية القائمة في الشعب العراقي".
واعتبر الحكيم ان "اخطر ما نواجهه اليوم هو بروز الدعوات العدوانية التي تريد الغاء الآخر، وهذا ما يؤدي الى القتل والتدمير"، لافتا إلى ان "ما يحصل اليوم يستدعي منا جميعا الوقوف بحزم كدولة ومرجعيات دينية وقيادات سياسية وعلماء ومؤسسات مدنية ضد ظاهرة نفي الاخر".
واكد الحكيم ان "الحوار هو الطريق الصحيح الذي يقودنا نحو حل المشكلات الناجمة عن الاختلافات في رؤانا لبناء الدولة وتسيير شؤون الحكم في البلاد"./
https://telegram.me/buratha
