كشف مصدر واسع الاطلاع، امس الجمعة، عن قيام القائد العام للقوات المسلحة مؤخرا بسحب "باجات" من ضباط المخابرات بعد شكاوى كثيرة وصلته لعدم خضوعهم للتفتيش لا سيما في بعض المناطق التي شهدت خروقا امنية في الفترة الاخيرة، مشيرا الى ان الفريق قاسم عطا، رئيس جهاز المخابرات، بات يدير مكتب القائد العام بشكل فعلي برغم عدم وجود امر رسمي من المالكي.الى ذلك نفى المصدر استقالة رئيس اركان الجيش الفريق بابكر زيباري لكنه اكد انزعاج الاخير من التغييرات التي شهدتها المؤسسة العسكرية خصوصا في المناطق المتنازع عليها.من جهته اتهم عضو في لجنة الامن والدفاع النيابية الحكومة بمنح "باجات" لشخصيات "غير نزيهة" استغلتها في اعمال اجرامية، مطالبا بسحبها ايضا.وكان رئيس الوزراء المالكي تعهد، خلال زيارة ميدانية قام بها في منطقتي المنصور واليرموك تفقد القطاعات العسكرية هي الثانية خلال 48 ساعة، بـ"السيطرة" على الوضع الامني المتدهور في العاصمة. وأكد قدرة الحكومة والاجهزة الامنية على استيعاب "الهجمة الارهابية" الحالية، وذلك وسط أسوأ هجمات تشهدها بغداد منذ سنوات وتؤدي الى شل الحياة واشاعة اجواء ترقب وقلق كبيرين.وشهدت بغداد الخميس الماضي ، سلسة تفجيرات بسبع سيارات مفخخة ضربت مناطق متفرقة من العاصمة، وأسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 200 شخص، كما سقط يوم الأربعاء الماضي ما لا يقل عن 108 أشخاص بثلاثة تفجيرات، في حين سقط الثلاثاء الذي سبقه ما لا يقل عن 100 شخص بين قتيل وجريح في ثلاثة تفجيرات ايضا في الدورة ومنطقة الشعب ومدينة الصدر، فيما كانت بغداد شهدت الاثنين الفائت 11 تفجيرا في مناطق مختلفة من العاصمة اسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 315 شخصا.وقال مصدر واسع الاطلاع في رئاسة الوزراء ان "القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي تلقى شكاوى كثيرة بشأن عدم التزام ضباط المخابرات وعدم التزامهم بالسيطرات الامنية ورفضهم اجرءات التفتيش".وشدد المصدر، في حديث لـ"المدى " امس وطلب عدم ذكر اسمه، بان "المالكي قام مؤخرا بسحب باجات ضباط المخابرات وامر بتجميد عملهم في بغداد بالرغم من ان الاستنفار الامني الذي تشهده العاصمة بغداد مع حلول زيارة الامام الكاظم".واوضح المصدر بالقول ان "الاجراء جاء اثر شكاوى متكررة تقدم بها قادة القواطع الامنية من سلوك ضباط المخابرات الذين يرفضون الامتثال لتفتيش عجلاتهم والاكتفاء بابراز بطاقتهم التعريفية"، مضيفا ان "قادة القواطع ذكروا، ضمن المواقف التي رفعوها الى القائد العام عن موجة التفجيرات الاخيرة، ان احد اسبابها عدم التزام ضباط المخابرات بتفتيش عجلاتهم خصوصا في المناطق التي شهدت التفجيرات". ويتابع المصدر بالقول "الشكاوى من عدم الالتزام باجراءات نقاط التفتيش تركزت على ضباط مديرية شؤون الداخلية وضباط المخابرات"، لكنه استدرك بالقول ان "ضباط الشؤون احيانا يلتزمون بالسيطرات التابعة لوزارة الدفاع، الا ان ضباط المخابرات لايلتزمون باي سيطرة سواء كانت للداخلية او للدفاع".ويلفت المصدر المطلع الى ان "مسؤولين في رئاستي الوزراء والجمهورية ممن يحملون باجات مهمة يخضعون للتفتيش ولا يقومون بابراز هويات التعريف الخاصة بهم بعكس منتسبي الشؤون الداخلية والمخابرات".واشار المصدر الى ان "الفريق قاسم عطا ترك رئاسة جهاز المخابرات منذ اسبوع ويقوم حاليا بادارة مكتب القائد العام للقوات المسلحة بشكل فعلي بدلا عن الفريق فاروق الاعرجي برغم عدم صدور امر ديواني بذلك".وكان رئيس مجلس الوزراء اجرى سلسلة تغييرات عقب الانفجارات التي طالت العاصمة وعدداً من المحافظات منتصف شهر ايار، وشملت استبدال قائد عمليات بغداد احمد هاشم بقائد عمليات ميسان واحالة نائب القائد حسن البيضاني على التقاعد.الى ذلك نفى المصدر المطلع "استقالة رئيس اركان الجيش الفريق بابكر زيباري"، لكنه اشار الى ان "زيباري منزعج من التغييرات الاخيرة التي اجراها المالكي في المؤسسة العسكرية خصوصا في المناطق المتنازع عليها، الامر الذي ساعد على انتشار شائعة استقالته".بدوره عدّ الفريق محمد العسكري، المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع في تصريح لـ"المدى" امس، ان "الاخبار التي نقلتها احدى وسائل الاعلام عارية من الصحة"، مؤكدا ان "رئيس اركان الجيش لايزال مستمرا في عمله".كما نفى عضو لجنة الامن النيابية شوان محمد طه، في اتصال مع "المدى" امس، خبر استقالة الفريق زيباري، مؤكدا انه "اجرى اتصالا بالاخير وأكد استمراره في منصبه".وكانت انباء غير مؤكدة ذكرت امس الاول بان رئيس اركان الجيش الفريق بابكر زيباري قدم استقالته من منصب احتجاجا على سوء الاوضاع الامنية.الى ذلك قلل النائب مظهر الجنابي، عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب، من اهمية اجرء رئيس الوزراء بسحب هويات تعريف بعض العناصر الامنية، مؤكدا ان "المشكلة ليست بحامل الهوية وانما بمانحها".وبالرغم من ان الجنابي لايملك معلومات مؤكدة عن تجميد عمل بعض الضباط في جهاز المخبارات الا انه يقول، في حديث مع "المدى" امس، ان "المالكي والحكومة اعطت باجات لشخصيات غير نزيهة واستغلتها في اعمال اجرامية"، ورأى ان "الاولوية لتطهير المؤسسات الامنية قبل سحب الهويات".
https://telegram.me/buratha
