حذر إمام جامع الخلاني في بغداد سماحة السيد محمد الحيدري، اليوم الجمعة، العراقيين جميعا من "الحرب الإعلامية التي تبث شائعات" بوجود ميليشيات تخطف وتقتل في كل مكان، وبين ان هدفها "زعزعة روحهم المعنوية وإيقاد نار الطائفية لحرق الأخضر واليابس"، وعد الصلوات الموحدة بانها "شوكة في عيون أعداء العراق"، دعيا زائري الإمام الكاظم الى "رفع شعارات الإخوة والوحدة" بين أبناء الشعب العراقي.
وقال سماحة السيد الحيدري في خطبة جمعة بغداد الموحدة إن "الأمة التي تتمسك بحبل الله هي التي تتمسك بالعدل والإحسان وتحافظ على دماء المسلمين وتحرم إراقة دم المسلم لأخيه المسلم"، وبين أن تاريخ العراق "خلا من أي صراعات رغم تنوعه المذهبي والقومي والديني"، عازيا ما طرأ في هذه الفترة من قتل على الاختلاف والهوية الى "ظهور الفكر التكفيري الذي يكفر جميع المذاهب الإسلامية".
واعتبر سماحته الصلوات الموحدة "شوكة في عيون الأعداء الذين يتربصون بالعراق الاقتتال والتقسيم"، مؤكدا أنه "عندما يقف الشيعي العراقي مع العراقي السني جنبا الى جنب فهي أكبر شوكة في عيون من يريدون بنا الاقتتال".
وشدد سماحة السيد الحيدري على "ضرورة رفض الإرهاب الذي يفتك ويدمر في كل مكان"، ودعا الى "التعاون مع الأجهزة الأمنية في القضاء عليه"، مطالبا الحكومة بـ "عدم السماح لهؤلاء ان يتغلغلوا في صفوف الأجهزة الأمنية وإعادة خططها حفاظا على دماء المسلمين وحقنا لها".
ولفت السيد الحيدري إلى أنه "إضافة إلى الأسبوع الدامي الذي مر على السنة والشيعة فإن هناك حربا أخرى هي الحرب الإعلامية التي تحاول زعزعة الروح المعنوية للشعب العراقي عن طريق بث شائعات بوجود ميليشيات شيعية تخطف وتقتل السني وبالعكس"، معتبرا أن مثري هذه الشائعات "يحاولون إيقاد النار الطائفية لحرق الأخضر واليابس".
وحذر السيد الحيدري المواطنين من تصديق هذه الشائعات، مستدركا "قد تكون هناك حالات ولكن ليس لها علاقة لها بالقتل الطائفي"، لافتا إلى أن "هناك عصابات للسرقة والاعتداء وليست سياسية".
وطالب سماحة الحيدري السائرين الى زيارة مرقد الإمام الكاظم بـ"الالتزام بمنهج الإمام الكاظم خلال مسيرة الزيارة من دون اعتداء على أي مسلم"، ودعاهم إلى "رفع شعارات الإخوة والوحدة لاسيما بين السنة والشيعة ورفض الارهاب والطائفية والتكفير التي تحاول تأجيج الفتنة والنار".
وطالب السيد الحيدري الأجهزة الأمنية بـ "بذل جهودا مكثفة للحافظ على الزائرين"، مناشدا الزائرين ان "يلتفتوا الى تعليمات القوات الأمنية كي لا تراق أي دماء وليفوتوا أي فرصة على التكفيرين وأعداء العراق".
ودعا علماء الإسلام الى "إن يطالبوا المجتمع الدولي والإسلامي بإبعاد الأفكار التكفيرية"، موضحا أنها "تعطي صورة مشوهة عن الإسلام وتقتل الأطفال وتفجر الجوامع والأسواق وتقطع الرؤوس وتنبش القبور باسم الإسلام"، لافتا الى إن "المستفيد الوحيد هي إسرائيل من كل هذه الصراعات وهو منهج إسرائيلي في تمزيق الدول الإسلامية وتقسيمها لتوفير الأمن لنفسها".
وبين خطيب جمعة بغداد الموحدة إن "دول كثيرة معرضة للتقسيم والاقتتال بين شعوبها"، موضحا إن "الأفكار التكفيرية هي أجندة خارجية مدعومة من بعض الدول التي تدعي أنها إسلامية وبدافع من الغرب والصهاينة، ودفعوا التكفيرين بالتدفق نحو العراق ليدخلوا الشعب في صراعات وهي العملية نفسها في سوريا وسوف تتكرر في ليبيا وتونس وتركيا"،
معتبرا أنهم "يرفعون شعار محاربة الإرهاب ولكنهم يدعمون الإرهاب ويقتلون ويفجرون لكسر شوكة المسلمين وإيجاد الصراع بينهم".
https://telegram.me/buratha
